انطلقت في مصر صباح اليوم الإثنين، انتخابات رئاسة الجمهورية وسط إجراءات أمنية مشددة تشارك فيها قوات الجيش والشرطة.

وتجري الانتخابات على مدار ثلاثة أيام، ويخوضها الرئيس عبد الفتاح السياسي باعتبار فوزه أمرا محسوما، أمام منافس وحيد غير معروف، هو موسى مصطفى موسى.

ورافق الحملة الانتخابية ترهيب أمني وإجراءات مشددة للجيش والداخلية على مدار الأسابيع الأخيرة، فيما هيمنت اللافتات الانتخابية للسيسي بشوارع البلاد، في شبه غياب المؤتمرات الانتخابية للمرشحين ومقاطعة المعارضة، بات السؤال الوحيد الذي يطرحه الكثيرون يتعلق بالنسبة التي ستسجلها المشاركة في الانتخابات.

فبينما تتوقع بعض الهيئات الرسمية مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مشاركة 60% من نحو 60 مليون مصري مدعوين للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع أمام 14 ألف لجنة فرعية موزعة على جميع أنحاء البلاد، مثلما قال رئيسه مكرم محمد أحمد مؤخرا، يشير المراقبون إلى أن نسبة المشاركة ستكون أقل بكثير.

وقد أعلن الجيش أنه استكمل -بالتنسيق مع وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للانتخابات-الاستعدادات لتأمين اللجان الانتخابية.

وستجري الانتخابات تحت إشراف تسع منظمات عربية ودولية ونحو 50 منظمة غير حكومية محلية، فضلا عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، الذي أكد الأسبوع الماضي أنه سيرسل 40 مراقبا لمتابعة عملية التصويت على مدار أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء.

وكان المصريون بالخارج قد مارسوا حقهم في التصويت بين يومي 16 و18 من آذار/مارس الجاري.

وبالرغم من عدم الكشف عن نسبة التصويت في الانتخابات بالخارج، فإن وسائل الإعلام المحلية قامت بتغطية التصويت على مدار الأيام الثلاثة، بنشرها صورا لناخبين يحملون أعلام مصر، وإشادتها بالالتزام الوطني لمن توجهوا إلى القنصليات المصرية للإدلاء بأصواتهم.

وفي مواجهة الحماس المؤسسي والحكومي، وجّهت ثمانية أحزاب و150 شخصية في الـ30 من كانون الثاني/يناير الماضي دعوة للمقاطعة، على اعتبار أنه "لا ضمانات، ولا مرشحين، ولا حريات؛ لذلك لا توجد انتخابات"، على حد قول حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق وزعيم حزب الكرامة.

وكان السيسي قد طلب من الناخبين المشاركة بكثافة في الانتخابات أيا كانت توجهاتهم وآراؤهم. وأكد أن "نزول المصريين للانتخابات سيكون بمثابة دعم للدولة ومشروعها".

في الوقت ذاته، توقعت دراسة ميدانية أجراها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام نسبة مشاركة متدنية غير مسبوقة قد لا تتعدى 2.6%، وذلك وسط حالة من العزوف الشعبي لأسباب بينها أن نتيجة الاقتراع محسومة سلفا للسيسي.

وأفادت الدراسة بأن هذه النسبة التي انخفضت بشكل ملحوظ عما كانت عليه بانتخابات 2014 (التي بلغت نسبة المشاركة فيها 10%) صاحبها انخفاض في نسبة مشاركة الفئات العمرية التي تقل عن 45 عاما إلى 22% من المشاركين. كما أوضحت تغيرا في نسب مشاركة المنتمين للكتل السياسية المختلفة.

اقرأ/ي أيضًا | الانتخابات الرئاسية المصرية: عقدٌ عرفي لـ"العرس الديمقراطي"