رغم مرور عامين على الإضراب الكبير للمدارس الأهلية، والتي طالبت بالمساواة في الميزانيات، يتضح حتى اليوم، أن المدارس الأهلية لم تحصل بعد على الـ50 مليون شيكل التي وعدت بتحويلها مباشرة من الوزارة، وذلك بسبب عوائق بيروقراطية.

وتواصل المدارس الأهلية في البلاد، محاولة تسديد العجز المالي عن طريق مدفوعات الأهالي، والتي تتراوح هذا العام ما بين ألفي شيكل حتى 4 آلاف شيكل سنويا.

كما يتضح أن المدارس الأهلية تقدمت بطلبات لوزارة التربية والتعليم للسماح لها برفع مدفوعات الأهل، ولم تحصل طلباتها على مصادقة الوزارة، ورغم ذلك وجهت المدارس الأهلية، الأهالي، لوجوب المدفوعات السنوية لتغطية نفقات المدارس.

تجدر الإشارة إلى أن الحضانات والمدارس الثانوية تحظى بميزانيات كاملة من وزارة التربية والتعليم، إلا أن المدارس الابتدائية ورياض الأطفال تمول بنسب لا تتجاوز الـ65% حتى 75% من الميزانية الموضوعة للمدارس الرسمية، وذلك وفقا لمعيار المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأهالي في هذه المدارس، بحسب تصنيف الوزارة.

ويستدل من معطيات وزارة التربية والتعليم الأخيرة، أن 5 مدارس أهلية، من بين 15 مدرسة ثانوية عربية، وصلت لمراتب متميزة، فوق الـ96% من استحقاق البغروت، وهي نسب منتظرة من المدارس الأهلية، التي لطالما تصدر ت قائمة المدارس المتميزة في التحصيل العلمي.

هل أجريت إصلاحات بعد الإضراب؟

سمير برانسي

عن مدفوعات الأهالي والإصلاحات الضرورية المتوجب اتخاذها في المدارس، وخصوصا انتخاب لجان أولياء أمور، تحدث موقع "عرب 48"، إلى سمير برانسي، من رابطة الأهالي في المدارس الأهلية، والذي قال: "بعد عامين من الإضراب الكبير والاتفاق الذي أنهى الإضراب، كان يتوجب تحويل 50 مليون شيكل من الميزانيات المباشرة، حصلت منها المدارس الأهلية على 12.5 مليون شيكل فقط حتى اليوم، أما باقي الميزانيات فهناك ادعاءات مختلفة حول مسارات تقديم الطلبات للميزانيات ولا نعرف مصير هذه الميزانيات.

ندعو الأهل لعدم الانصياع لمدفوعات باهضة فوق المستحق

وتابع برانسي "حاليا المدارس الأهلية تريد رفع أقساط مشاركة الأهالي، وقدمت طلبات للجنة الاستثناءات في وزارة التربية والتعليم بطلب رفع أقساط المشاركة "مدفوعات الأهالي"، والتي يمكن الموافقة عليها من الوزارة في حالات استثنائية بوجود برامج إثراء فوق الذي تخصصه الوزارة".

وأوضح أن "الوزارة ترفض حتى اليوم المصادقة على طلب المدارس الأهلية برفع الأقساط، كونها لا توفر أي خدمات تعليم إضافية فوق البرامج التي تقدمها الوزارة، أي لا مبرر لوجود هذه الأقساط، كما لا توفر المدارس أي تدعيم لطلبها برفع الأقساط".

وأكد أن "المدارس تجبي بصورة غير قانونية أقساط من الأهالي، فيما يتعلق طبعا بالمدارس الابتدائية، والتي تستهدف فيها المدارس الأهلية استكمال الميزانية التي المنقوصة التي تصل من الوزارة، والتي لا تتجاوز الـ65% إلى 75% من الميزانيات في المدارس الابتدائية".

وأشار برانسي إلى أنه "حتى لو سلمنا بالأمر، أن الأهالي يتوجب عليهم دفع رسوم إضافية، فهذه الرسوم لا تتعدى ال 2200 شيكل سنويا للحصول على ميزانيات كاملة، وهناك مدارس تصل مدفوعات الأهل فيها إلى 4 آلاف شيكل، ولذلك نحن كرابطة ندعو الأهالي لعدم الاستجابة إلى دفع رسوم باهضه، فيما نوافق على دفع مبالغ معقولة من باب حسن النية والرغبة في المشاركة في الجهد التربوي".

إقصاء الأهالي عن المسار التربوي

وفي ما يتعلق بلجان أولياء أمور الطلاب، قال برانسي: "نحن نريد اليوم اشتراط بأن تكون مدفوعات الأهالي مقابل إقامة لجان أولياء أمور في المدارس، حتى اليوم ترفض المدارس الأهلية إقامة هذه اللجان لأسباب غير مفهومة".

وأضاف "نحن نعرف أن لجنة أولياء أمور قادرة على تفعيل برامج ونشاطات وحتى ميزانيات لا تستطيع المدارس الأهلية تنفيذها، ورغم المحاولات للمشاركة إلا أن هناك عملية إقصاء للأهالي في العملية التربوية في المدارس الأهلية، فحتى سير المفاوضات مع الوزارة نحن لسنا شركاء فيه ولا نعرف عنه إلا من خلال توجهنا للوزارة وفقا لقانون حرية المعلومات".

وعند سؤاله: ما الذي يدفع الأهالي إلى تسجيل أبنائهم في مدارس أهلية ابتدائية؟

أجاب برانسي: "هناك نقص كبير في المدارس، على سبيل المثال في مدينة الناصرة، هنالك 13 ألف طالب في المدارس الأهلية، ولو أغلقت هذه المدارس فما من بديل عنها، كما أن هناك قضايا أخرى تجعل هذه المدارس هامة جدا لهم، ومع ذلك من حق الأهالي معرفة لماذا يدفعون هذه المبالغ بشكل مفصل".

"مطلبنا بسيط إقامة لجان أولياء أمور منتخبة، ونطالب بشفافية مطلقة في كل ما يتعلق بمدفوعات الأهالي وميزانيات المدارس، على ما يبدو أن هناك حاجة لخطة إشفاء في المدارس الأهلية، والتي باتت ضرورة قصوى اليوم.

وختم برانسي قائلا، إن "الخشية اليوم أن الانهيار المالي يتبعه انهيار تربوي، وهذا صار واضحا اليوم، دون دور فاعل للأهالي في مسار العملية التربية سيكون الانهيار التربوي أقسى بكثير من خطورة الانهيار المالي، ونحن نرى نتائج التراجع في المدارس الأهلية، نلاحظ اليوم أن 6 مدارس أهلية فقط حصلت على الامتياز، ونحن اعتدنا في السنوات الماضية على أن المدارس الأهلية هي من تتصدر قائمة المدارس بالامتياز والتحصيل العلمي، وهذا هو انعكاس لأزمات ولم تأت هذه المعطيات من فراغ".

بدوره، قال المتحدث بلسان الأمانة العامة للمدارس الأهلية، الأب عبد المسيح فهيم لـ"عرب 48": "هناك ميزانيات تحققت وهناك معاملات أخرى جارية حتى اليوم، الوزارة بدأت في تحويل الأموال".

وعند سؤاله عن سبب التأخير، هل تتحمل مسؤوليته المدارس أم الوزارة؟

أجاب: أمور وعوائق بيروقراطية.

وفي ما يتعلق بمدفوعات الأهالي، سألناه: فرضت المدارس الأهلية مدفوعات مرتفعة على الأهالي، خلافا للقانون، ما بين ألفي إلى 4 آلاف شيكل، لماذا؟

هذه مدفوعات عادية، المدارس الأهلية تستكمل ميزانياتها من الوزارة ومن الأهالي.

ولكن الوزارة لم تسمح لكم بجباية هذه الأموال؟

نحن نواصل جباية هذه الرسوم كالمعتاد، المدارس لديها مصدرين فقط لتغطية النفقات هي ميزانية الوزارة ومدفوعات الأهل.

ماذا عن تشكيل لجان أولياء أمور، لماذا تماطل المدارس الأهلية في إقامتها؟

هناك بعض المدارس التي انتخبت لجان أولياء أمور بالفعل، ومع افتتاح العام الدراسي القادم سيتم انتخاب لجان أولياء أمور في كافة المدارس الأهلية.


اقرأ أيضًا | 

الرابطة: الأمانة والحكومة فشلتا بإخراج المدارس الأهلية من أزمتها

رابطة الأهالي: مفتاح حل أزمة المدارس الأهلية بيد الأمانة العامة

المدارس الأهلية تتلقى 12.5 مليون من الـ50 مليون شيكل

رابطة الأهالي بالمدارس الأهلية تنتقد الأمانة العامة

المدارس الأهلية: الوزارة تستخدمكم للتشكيك بنا... الرابطة: عيب

المدارس الأهلية: ننتظر إستجابة وزارة التربية والتعليم لمطالبنا