14/04/2021 - 09:52

الاستشارة الأكاديمية في ظل الكورونا

تحدي اللغة العبرية، وهي ليست لغة الأم للطلاب العرب ولا يتمكن جميعهم من إتقانها كلغة أم، الأمر الذي يتطلبه النجاح والتميز في المستويات الاكاديمية العالية.

الاستشارة الأكاديمية في ظل الكورونا
مروة عبد
 مستشارة تعليمية- عاطفية

 مستشار/ة تعليمية - عاطفية للطلاب الجامعيين ، تحديد الوظيفة:

- هدف الاستشارة هو مساعدة الطالب على استخلاص قدرته الفردية التعليمية، ويحدث ذلك من خلال تحديد العوامل التي تعرقله في الحصول على أهدافه الأكاديمية ومعالجتها.

- استشارة تعليمية عاطفية نعني بها أخصائي/ة ي/تملك معرفة وتأهيل بالمجال العاطفي أو النفسي أو التربوي، بالإضافة لمعرفة بمجال التعلم وتطوير إستراتيجيات التعلم. والهدف مساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبات بالدراسة، لكي يطوروا نمط دراسة يناسب ظروفهم ونقاط قوتهم وضعفهم.

- الوظيفة جاءت لسد حاجة عند الطلاب الذين يواجهون تحديات وصعوبات مختلفة في مرحلة التعليم العالي، ما قد يؤثر سلبًا على دراستهم وتحصيلهم العلمي. هذه التحديات والصعوبات تتعدد وتختلف من طالب لآخر، وهي بمعظمها:

* صعوبات تأقلم مع الانتقال للمرحلة الجامعية.

* صعوبات عاطفية.

* أزمات عائلية أو صحية يمر بها بعض الطلاب.

* اضطرابات الإصغاء والتركيز أو العسر التعلمي وغيرها.

 وهنا دور الاستشارة في مرافقة الطالب في سيرورة استشارية لفهم صعوباته وتحدياته، وتطوير وعي اتجاه هذه الصعوبات واتجاه أنماط تضر بتحصيله العلمي، بالإضافة لاكتساب آليات تساعده ليصبح قادرًا على التعامل مع ظروفه وتحدياته بشكل ناجع، وبالتالي النجاح بدراسته.

 الإشكاليات التي يواجهها الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية:

بشكل عام، الانتقال للمرحلة الجامعية والأكاديمية يُحدث تغييرات بحياة الطلاب عامة، وفي حالة الطلاب العرب في البلاد هذه المرحلة تحمل تحديات أكثر على عدة مستويات للأسباب التالية:

- انتقال حاد نسبيًا للطلاب العرب من المرحلة الثانوية أو بيت العائلة للمؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية، دون خبرة حياتية كافية للانتقال لمرحلة تتطلب الكثير من المسؤولية الذاتية والقدرة على التأقلم لبيئة ومجتمع مختلفين عن المجتمع الذي جاؤوا وتربوا فيه.

- تحدي اللغة العبرية، وهي ليست لغة الأم للطلاب العرب ولا يتمكن جميعهم من إتقانها كلغة أم، الأمر الذي يتطلبه النجاح والتميز في المستويات الاكاديمية العالية.

- المستوى التعليمي الأكاديمي أيضًا يكون بمستوى أعلى بكثير من مستوى التعليم الثانوي ومكثف أكثر، مما يتطلب تطوير نمط دراسة وتعلم خاص يناسب هذا المستوى. 

- تحديات اقتصادية أو نفسية -عاطفية، وكل هذه التحديات تأتي سوية كرزمة واحدة يضطر الطلاب العرب لمواجهتها والتعامل معها، وهو تحدي ليس بسهل في ظل الهدف الأساسي، وهو متابعة التعليم والتحصيل العلمي.

دور الأهل في الدراسة المدرسية والدراسة الجامعية:

عادة في جيل الابتدائية والثانوية يكون التعاون مع الأهل لحل أمور تتعلق بأولادهم بما يخص الدراسة، 

بينما في مرحلة الجامعة الوضع يختلف لأن الطلاب فوق سن الـ-18 عامًا، وهم المسؤولون عن أنفسهم ومسيرتهم التعليمية. الطالب هو عنوان هيئات الجامعة المختلفة بكل ما يتعلق بأموره، ولا صلة للأهل بأي مراقبة وتدخل. 

العمل الاستشاري في فترة الكورونا والتعلم عن بعد صعوبات وتحديات:

في ظل أزمة كورونا باتت كل تجربة التعلم والحرم الجامعي لدى الطلاب مختصرة في شاشة الكمبيوتر، أي باتت ضيقة جدًا. أصبحت افتراضية من الناحية الاجتماعية (بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المحاضرين والأقسام)، وغياب التواصل المباشر والجسدي وما يسببه التعلم عن بعد من شعور بالوحدة عند الطلاب. وهذا أدى إلى زيادة في مستوى الشعور بالخوف والهلع عند الكثير من الطلاب، خصوصًا الطلاب في فصلهم التعليمي الأول، حيث لم يتعرفوا بعد على التعلم الوجاهي في الجامعة، بالإضافة إلى ظهور أو زيادة في أثر صعوبات عاطفية ونفسية بسبب البعد الاجتماعي والجلوس لساعات طوال للدراسة أمام الكمبيوتر دون الكثير من التفاعل والحركة مع الطلاب الآخرين، أي عيش "حركة" الحرم الجامعي.

هناك صعوبات تقنية أيضًا تواجه بعض الطلاب في بلدات ومناطق قد تكون فيها مشاكل في الإنترنت، أو طلاب يسكنون مع عائلاتهم، وبسبب أزمة كورونا لم يتوفر جو من الهدوء في البيت، وبذلك يصعب متابعة المحاضرات والتركيز في الدراسة. هذا بالإضافة لصعوبات وتحديات الامتحانات عن بُعد، ومنها الصعوبات التقنية والنفسية، من ضغط أو صعوبة التركيز أمام الكاميرا، وبشكل عام كل وضعية الامتحان التي تغيرت بشكل كلي على الطلاب وبحاجة لتأقلم وتحضير مسبق.

وهنا نسأل السؤال هل تطبيق مثل "زووم" أصبح وسيصبح أداة التعلم الجديدة؟

- لانستطيع الإجابة بشكل قاطع أو الجزم بهذا الموضوع، ولكن من مراقبتي لتجربة التعلم عن بعد بواسطة تطبيقات مثل "زووم"، أو وسائل أخرى شبيهة في المؤسسات الأكاديمية والمدارس، أرى أن هذه الوسائل لا تستطيع أن تكون بديلا كافيا وكليا للتعلم الوجاهي، ولا اللقاء الاجتماعي الوجاهي وهو جزء مهم وغير متوفر بالتعلم عن بعد.

- نسمع كثيرًا وفي كل الحقول، أن العالم سيصبح مختلفًا بشكل كبير عما كان عليه قبل أزمة كورونا، وقد يكون هذا صحيحًا وقد يستمر التعلم عن بعد بشكل جزئي، و"زووم" (وأدوات أخرى شبيهة له) ستستمر لتكون جزءًا من حياتنا، ولكن ستكون جزءً وليس الكل.

 نصائح للأهل الذين لديهم أبناء في التعليم العالي أو على وشك الدخول إليه:

بشكل عام على الاهل أن يفهموا التحديات التي يواجهها ابناءهم في التعليم العالي، كمجتمع عربي في البلاد نعي أن التعليم العالي مهم جدًا لنا وهو بمثابة الضمان الأساسي لمستقبلنا كأفراد لذلك مهم للأهل أن يحفزوا أولادهم للحصول على الشهادات الاكاديمية، وعليهم توفير كل الظروف خاصة المادية ليلتحقوا بالتعليم العالي، وعدم الضغط عليهم، ولذلك علينا الحذر من التوقعات المثقلة التي نتطلبها منهم بشكل مباشر وغير مباشر.

- من المهم أن يعرف الأهل أن هذه مرحلة انتقالية ليست بالسهلة على ابنائهم، ولا نستطيع دائمًا ان  نتوقع كيف سيواجهونها، قد يفاجؤونا بتأقلم سريع وسهل، وقد يحدث العكس ومن المهم ألا نغضب عليهم اذا استصعبوا واحتاجوا دعما وحتى لو فشلوا

- الأهم ان نفهم ما هي الصعوبات وما هو مصدرها وكيف يمكننا مساعدة ابننا/بنتنا وبمن نستعين. (ما هو السبب)، من الممكن انه المكان ليس مناسبا أو ربما غير جاهز بعد للتعليم الاكاديمي، ربما لديه صعوبات تأقلم، ومع المساعدة والدعم الصحيحين يمكن تخطيها، او ربما لم يكتسب بعد مهارات التعلم والدراسة المناسبة للاكاديمية وبحاجة لمساعدة فيها، ويمكن أسباب أخرى، وعندما نحدد ما هي الأسباب يمكننا مساعدة أبناءنا على تخطيها.

- مهم جدًا ان نحمل لهم رسالة مباشرة أننا معهم بكل صعوبة او أزمة يواجهونها وسنكون عنوانًا لهم

- من الضروري ان نكون عنوانا محتويا وداعما وحاضنا ومتفهما للصعوبة او حتى الفشل

من المهم أن نوفر الفرصة لهم بأن يجربوا ويقعوا، فلا نستطيع دائمًا ان نوفر لهم الحماية الكاملة لأن ذلك ليس بالضرورة من مصلحتهم، دون أن يجربوا لوحدهم لن يستطيعوا أن يتطوروا ويكبروا.

- حتى لو وفرنا الإمكانيات المادية هذا لا يعني بالضرورة أن ابناءنا لن يواجهوا الصعوبات والتحديات، العلاقة ليست طردية بين الجانب المادي والنجاح الأكاديمي فإن هناك عواملا أخرى

وجود الصعوبات المادية غالبًا ما يشكل ضغطًا قد يؤثر على الجانب التعليمي ولكن العكس ليس بالضرورة صحيحًا.

تحرير: سوسن غطاس

التعليقات