07/09/2021 - 21:51

سيدتان سِلْفتان مبدعتان من الناصرة - وأعمال لتكريم الأهل

حين يخلد الأبناء أعمال آبائهم وأهلهم الذين انتقلوا إلى العالم الآخر، فإنه لعمل يستحق التقدير والوقوف عنده ودعمه، لما يحمله من قيمة جميلة وعبر إنسانية تربوية اجتماعية وأخلاقية عالية.

سيدتان سِلْفتان مبدعتان من الناصرة - وأعمال لتكريم الأهل

حين يخلد الأبناء أعمال آبائهم وأهلهم الذين انتقلوا إلى العالم الآخر، فإنه لعمل يستحق التقدير والوقوف عنده ودعمه، لما يحمله من قيمة جميلة وعبر إنسانية تربوية اجتماعية وأخلاقية عالية.

ونحن هنا أمام سيدتين جميلتين خاضت كل منهما مسيرة حياتها وتجربتها الذاتية العملية والمهنية والتعليمية، كان لهما ماض مشترك وقريب، وهما سِلفتان بالقربى وصديقتان في الحياة.

السيدة رنا أنيس أبو حنا، عملت موظفة بنك لسنوات عديدة كانت معيلة وحيدة ل- 3 شبان، بعد أن أنهت رسالتها لتعليمهم في الجامعات، خرجت للتقاعد للتفرغ للأدب والكتابة والقراءة، هي أديبة وناشطة اجتماعية، أصدرت العديد من المقالات الصحفية الإلكترونية والمكتوبة، إصداراتها: "عندما يذبل الحبق" كتبته في ذكرى زوجها المرحوم الأستاذ جورج حلو. هي ناشطة اجتماعية، لها العديد من النشاطات التطوعية في الجمعيات، منها عضو إدارة في جمعية أصدقاء مستشفى الناصرة، عضو فعّال في نادي حيفا الثقافي، قارئة كتب صوتية في مكتبة المنارة.   

السيدة رنا أنيس أبو حنا

           

 

السيدة رنا أبو حلو:

"بعد جيل التقاعد وولادة الحفيد الأول، أصبحت جدة، وهنا تتغير كل مفاهيم الحياة في هذه المرحلة.

 - أنا أعتبر نفسي قارئة ولدَّيَّ رسالة، والأولاد هم الأهم، أقضي وقتا كبيرا مع حفيدي، وأنا أيضا عضو في مجلس الإدارة لمركز الطفولة المبكرة في الناصرة منذ تأسيسها لسنوات عديدة ولدي اضطلاع واسع على أدب وقصص الأطفال والكتابة أيضا.

- التقاعد منحني هذه المساحة الواسعة للتفرغ للكتابة، ونحن بحاجة لهذا التفرغ والتحرر من قيود الوظيفة التي تأخذنا بشكل كلي، بالرغم من وجود الضمان الاقتصادي طبعا في العمل والمركز الاجتماعي المهم".

المشروع الأول الأدبي:

العامل الأدبي والكتابي كان موجودا عندي، ولدي المقدرة على الإنتاج الأدبي، قررت في البداية أن أكتب مشروعي الأول، ألا وهو نشر رسائل حب بين والدي ووالدتي رحمهما الله، وهذه الرسائل كتبت بين الأعوام 1957-1961، اسم الكتاب "رسائل حب ليست من هذا العصر"، وهذه التجربة الفريدة من نوعها، وهذا العمل الإبداعي، لاقى إستحسانا وتقديرا كبيرين، ففي هذه الرسائل توثيق للحياة الاجتماعية والعاطفية والثقافية في أيام الحكم العسكري، وهذا التوثيق يكاد يكون معدوما اليوم. والدي  المرحوم المحامي أنيس أبو حنا، ووالدتي المرحومة جوليا فوزي عازر 

قصة الرسائل:

 والدي ذهب لدراسة المحاماة في القدس، وكان من الرعيل الأول الذي التحق للدراسة من العرب في البلاد.

أحب أمي من خلال تعليمها دروسا خصوصية للغة العربية، ووالدها كان ثريا "فوزي عازر"، ولكي يحصل عليها تحدى الطبقية التي سادت آنذاك عن طريق العلم.

الرسائل تعد بمثابة توثيق لنمط الحياة والعلاقات التي سادت آنذاك في أيام حكم العسكر، وتتعكس اهتمامات الطلاب العرب في الجامعة العبرية في حينه، أقساط الجامعة، وجوب العمل لتوفير مصاريف الجامعة، امتحانات وغيره.

المشروع الثاني في فترة الكورونا:

"هاني في زمن الكورونا"، هي قصة إلكترونية للأطفال، طُبِعت ونشرت أيضا، فيها توعية عن عالم الكورونا، وقد كانت القصة العربية الأولى للأطفال عن مرحلة الكورونا.

السيدة ألحان مارون أشقر حلو

المشروع الثالث:

"قصة وغنية"، إطلاقة وليدة شراكة، مع السيدة ألحان أشقر حلو ابنة الموسيقار المرحوم مارون أشقر، نتشارك مع بعض دائما هموم الحياة اليومية وتربطنا صداقة، فقررنا معا بالعمل على مشروع الأغنية، وذلك أن أكتب مقدمة للأعنية قصة من روح النص، فقصصنا العربية تفتقد للايقاع ولا تستوفي شروط الوزن..

المشروع جاء لإحياء إرث والدها المرحوم الموسيقار مارون أشقر الذي كتب ولحن العديد من الأغاني ولكن لم يترك إرثا مسجلا.

عن هذا المشروع التقينا بالسيدة ألحان أشقر حلو حدثتنا عن الفكرة والمشروع والتجربة فقالت:

" والدي المرحوم "الموزسيقار مارون أشقر" عمل في فترة تفتقر لإمكانيات التسويق والنشر والإعلام، طلب مني الوالد قبل وفاته إخراج أعماله للضوء، وهي حوالي 300 أغنية مكتوبة وملحنة، تطرح العديد من المواضيع وهي لكافة الأجيال والفئات العمرية، ومنها مجموعة كبيرة للأطفال. 

أشركت رنا أبو حنا بفكرتي، واتفقنا على البدء بتجربة مميزة لتحقيق ذلك، بأن تبادر هي لكتابة قصة ملائمة للأغنية التي نريد نشرها مع سردها الشخصي لها وبنينا معا فعالية كاملة، ثم يتلو ذلك فعالية عن القصة، ثم تليها الأغنية مغناة ومصورة، وتليها فعالية عن مضمون الأغنية.

يحتاج المشروع ألى توزيع جديد وحديث، يناسب العصر والشيء مكلف بالطبع، بالإضافة إلى أنه ملائم لذوات الإعاقة السمعية، وعملنا على ذلك تقنيا. 

مدة الفعالية 45 دقيقة، تثري الطفل من ناحية تثقيفية واجتماعية وحسية.

صورنا الاغنية في بيت جد رنا القديم المرحوم فوزي عازر وأماكن أخرى، وجلبنا الأولاد من العائلة والأصدقاء لأداء الأدوار والاشتراك بالتصوير، والتوزيع الموسيقي والفني للألحان للفنان كارم مطر وأيضا مرون أشقار - الحفيد للوالد، وزع أغنية "طلعنا على صف جديد"، نشرنا العمل باليوتيوب للدخول له من باركود أهديناه لكل طفل يرى البرنامج مطبوعا مع نص الأغنية والحكاية مع نوتة موسيقية مكتوبة للأغنية. 

ورقة عمل لقصة وأغنية "هدية جدي"

والحقيقة لقد أبدعت رنا في الكتابة وسرد القصة والمضمون الثري المثقف للطفل، وهكذا خرج للنور للآن 3 أغاني قصة وغنية، الفراشة، وهدية جدي وأغنية طلعنا على صف جديد فقط صورنا الأغنية بدون قصة.

هنالك كم هائل من الأغاني مكتوبة وملحنة محفوظة على أشرطة تسجيل قديمة تسجيل بيتي هي في حوزتي الآن مكتوبة بخط يده هو، حيث طلب مني الوالد قبل وفاته أن أحافظ على هذا الإرث فأخذته وحفظته عندي، فقد كنت مقربة للوالد، درست الموسيقى أكاديميا ورافقته في سنوات عمله وكنت بمثابة "ساعده الأيمن" كما كان يقول دائما، وها أنا أحاول تنفيذ تلك الوصية الثمينة.

كم أغنية لإرثه أبقى لنا؟

هو كتب ليس لجيل الأطفال فقط، وإنما لكل الأجيال العمرية أغاني مختلفة ومواضيع مختلفة.ولظروف عمله كمعلم للموسيقى، حيث علَّم 42 عاما في المدارس، في الابتدائية والإعدادية وعنده قرابة 300 اغنية تُدَّرس وتعلم في المدارس ولكن لا يوجد تسجيلات مع تقنيات تواكب العصر.

التنفيذ المالي للفكرة:

الميزانية باهظة والمشروع مشترك لرنا وألحان أنفقتا ميزانية لتنفيذ ذلك، أي المشروع شخصي، والهدف منه بمثابة رسالة تربوية وتثقيفية وتعليمية إنسانية، ونشر هذا الإرث، لم يطلب من أي هيئة أو مؤسسة للمساعدة المالية كي لا يُؤخذ المشروع ويُنسب لأي كان، فهو إرث وعمل شخصي محض.

هل هناك نيةَّ لتحويل المشروع لصندوق أو لمؤسسة لتخليد الأعمال الفنية للوالد؟ 

ممكن هذا ولكن كخطة مستقبلية لتخليد اسم مارون أشقر تجمع الإرث الفني، انشالله تتحقق في المستقبل

نحن كعائلة كلنا في مجال الموسيقى، ولكن اكاديميا أما من تعلمت الموضوع أكاديميا  وأحاول تكملة المشوار.

نبذة عن ألحان:

انا مدرسة في التربية الموسيقية مدة 36 عاما - لقب أول وثاني

- مرشدة تربوية لمعلمي الموسيقى للّقب الأوّل، ومحاضرة في كليّة لفينسكي في تل أبيب وصفد 

- محاضِرة لأستكمالات معلّمي الموسيقى في المراكز التّربوية

- معلّمة حاضنة ومدرّبة لمعلّمي الموسيقى في المدارس من قبل كليّة لفينسكي وجامعة حيفا 

- عازفة بيانو محترفة

والعديد من المراكز والنشاطات المهنية رفيعة المستوى التي تتعلق بالموسيقى.

أجرت المقابلة وحررتها: سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48

 

 

 

التعليقات