04/05/2022 - 18:52

عائلات الأسرى والعيد، عائلة الأسير وليد دقة

زيارة السجن جاءت في اليوم الأول لعيد الفطر، وهذا جاء بالصدفة وليس بمنة من مصلحة السجون، سافرنا من باقة الغربية إلى سجن عسقلان

عائلات الأسرى والعيد، عائلة الأسير وليد دقة

 

سناء سلامة وميلاد دقة

 

 

السيدة سناء سلامة وطفلتها ميلاد وليد دقة في سجن عسقلان في انتظار زيارة الوالد وليد دقة أول أيام عيد الفطر المبارك 5/2022

 

 

 

 

 

كيف تمر الأعياد على من يقبعون في الأسر معزولين عن العالم الخارجي وعن عائلاتهم وأولادهم، وكيف يمر العيد على أهل الأسرى خارج الأسر، العالم الخارجي، سنوات وسنوات تنقص من أعمارهم خلف القضبان، كل ينتظر حريته لرؤية أجباء قد دفعوا ثمنا باهظا من أجل الوطن والقضية الفلسطينية، فالحرية لأسرى الحرية جميعا.

الأسير وليد دقة وولادة طفلته ميلاد في زمنه الموازي خارج السجن 

التقينا بالسيدة سناء سلامة بعد زيارتها الأخيرة لزوجها وليد دقة، هي وطفلتها ميلاد وليد دقة ولسان حالهم يقول، سنلتقي بعد قليل بعد عامين وجيل، نعم جيل ابنتهم ميلاد التي لم تشم رائحة والدها بعد ولم يطبع على وجنتيها الغضتين ولو قبلة والد يوم العيد، وقد بلغ من عمره ما يتجاوز ال - 60 عاما، وكان قد تزوج من سناء داخل السجن، ولم يجمعهما بيت ولا حياة زوجية عادية، وإنما كل ما عرفانه من هذا الزواج والحب، الحديث واللقاءات عبر زجاج السجن. أنجبا ميلاد، ولادتها أشبه بمعجزة إلهية، بعد تهريب نطف من السجن ومحاولات حمل متكرة وصعبة وطويلة مرت بها الأم سناء حتى تم الأمر، فبات المستحيل حقيقة تمشي على الارض طفلة جاءت رغم كل مرارة وظلم المؤسسة الإسرائيلة لإثبات صمود شعبنا وحبه وشغفه بالحياة حين يصبخ الميلاد جزءً من الأسر والغياب وتحدٍ أكبر، وأصبحت ميلاد تلهث مع أمها، مثل الكثيرين من أطفال الأسرى، لكي تتعرف على والدها من خلال دقائق زمنية معدودة مرة كل أسبوعين.  

تقول لنا السيدة سناء سلامة، أم ميلاد، زوجة الأسير القابع في السجون مدة تقارب ال 4 عقود من الزمن, "ميلاد اليوم طفلة تقارب السنتين ونصف من عمرها، بدأت زياراتها للسجن لوالدها وليد دقة مؤخرا، وقد مُنِعوا من الزيارة للسجن طويلا، انتقاما لولادتها من قبل المؤسسات الإسرائيلية ومصلحة السجون، وقد ألغوا القانون الذي كان يسمج للأب الأسير بمعانقة أطفاله لمدة ربع ساعة أثناء الزيارة، وبات هذا مستحيل الآن" 

تقول سناء، وقد سألناها ما معنى العيد في السجن وكيف تمارسان الوالدية أنت ووليد؟

" زيارة السجن جاءت بالصدفة في اليوم الأول لعيد الفطر، وهذا جاء ليس بمنة من مصلحة السجون، سافرنا من باقة الغربية إلى سجن عسقلان، أنا وميلاد، ابنتنا التي بت أصحبها في كل الزيارات لترى والدها ويراها مرة كل أسبوعين حسب أنظمة السجون.

طبعا معنى العيد أصبح مختلفا بوجود ميلاد وأقسى، هذا الحرمان لوليد بأن يعانق طفلته ويقبلها ويلمسها شيء فيه ظلم كبير واستبداد وعذاب.

- نقضي الوقت معا خلال الزيارة من خلف الزجاج الذي يفصل بيننا، بين ميلاد ووالدها، حيث بدأت تعي بأنها تريد أن تكسر هذا الزجاج الفاصل لتحضن والدها.

- نقضي الوقت بملاعبتها كي لا تمل خلال ال 45 دقيقة وقت الزيارة، هذا غير الانتظار قبل الزيارة، فهي ما زالت صغيرة لا صبر لديها مثل الكبار، والدها وليد يلاعبها من خلف الزجاج ألعابا ملائمة للوضع فنحاول تسليتها كل في الطرف الآخر من الزجاج.

- قمنا بالزيارة يوم العيد، ثم اصطحبتها لنكمل مراسيم العيد مع العائلة وممارسة حياتنا التي قد تبدو عادية

- قبل ولادة ابنتنا ميلاد كنا بشكل أو بآخر أنا ووليد قد اعتدنا على حياة الزيارات والقدرة على التحمل لهذا البعد، ولكن اليوم بعد أن أصبحنا أهلا بتنا نشعر بطول الوقت وخاصة لوليد الذي سيخرج بإذن الله سنة 2025، فأصبحت المعاناة أكثر والانتظار صعب جدا، ووجود شريك معي في تربية ميلاد بتُ أراه مهما وأحاول دائما أن أعبئ هذا الغياب، وأصبح لميلاد حق الأولوية بحياتي وحياة والدها، غيرت حياتنا وأنماطا كانت عادية في انتظار التحرر.

كيف تمارسان الحياة الوالدية أنت ووليد؟ هل يشارك في اتخاذ قرارات مهمة بشأن ميلاد؟

بعده عنا لا يسمح له دائما بأن يشاركنا الحياة اليومية والتفاصيل الصغيرة، فأنا طبعا من تفعل ذلك ولكن في كثير من الشؤون الخاصة بميلاد، على سبيل المثال لأية حضانة نأخذها، مكان سكننا، ما الأفضل لها نتشاور في كافة المواضيع التي تستوجب اتخاذ قرارات مصيرية، فهو شريك كامل وحقه كأب بأن يكون.

هل تلقيت استشارات مهنية بشأن ميلاد وما الأفضل لصحتها النفسية والتربوية؟

لم أتلق أي استشارة فالأمر يتطلب الكثير من الإحساس المرهف كي نحافظ عليها، فهي الأهم في حياتنا الآن وفي انتظار خروج وليد لننعم بحياة عائلية جديدة لنا كلنا، ونحن في انتظار الحرية.   

وانتهى لقاؤنا مع سناء حين تلقت مكالمة هاتفية ضرورية بشأن زوجها الأسير وليد دقة.

وهذا حال الكثيرين من الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية الذين يتحدون المؤبدات والسنوات والحرمان مع عائلاتهم في في الخارج.

أجرت اللقاء وحررته سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48          

التعليقات