05/07/2022 - 11:12

مرحلة الانتقال للصف الأول-تحديات وصعوبات

تعتير مرحلة الانتقال من مرحلة الرياض إلى المرحلة الابتدائية، وخاصة الانتقال للصف الأول، من أهم المراحل والتجارب التي من شأنها بأن تؤثر على الطفل وعلى والديه

مرحلة الانتقال للصف الأول-تحديات وصعوبات
السيدة نبيلة نخلة أبو حلو 

 

 

السيدة نبيلة نخلة أبو حلو - عاملة اجتماعية، مستشارة عائلية، مرشدة أهل وموجهة مجموعات، محاضرة في مجال الإنترنيت الآمن

 

 

 

تعتبر مرحلة الانتقال من مرحلة الرياض إلى المرحلة الابتدائية، وخاصة للصف الأول، من أهم المراحل والتجارب التي من شأنها بأن تؤثر على الطفل وعلى والديه، هذه المرحلة الانتقالية تصطحب معها مشاعر مختلفة لدى الأطفال والأهل، وفي أغلب الأحيان تكون ممزوجة بالحماس، الفرح، القلق والخوف، و تعتبر هذه المشاعر مشروعة بسبب التغييرات التي تطرأ على حياة الطفل وذويه، فكل تغيير يطرأ على حياتنا يجلب معه تحديات مصحوبة بمشاعر مختلفة مثل:

- تغيير مكان العمل، السكن وغيرها، هذه التغييرات تتطلب منا بعض الوقت لإعادة برمجة أنفسنا من اجل التأقلم مع الوضع الجديد، من أجل إعادة التوازن لحياتنا، فكم بالحري عند الحديث عن الأطفال، فمجرد انتقالهم من صفوف الرياض إلى مدرسة كبيرة ودمجهم مع باقي تلاميذ المدرسة يُشعرهم بالارتباك والخوف.
- انتقال الأطفال من عالم اللهو واللعب إلى عالم الدراسة يسبب لهم في الكثير من الأحيان الشعور بالخوف واالقلق حيال هذه التغييرات، إذ نلحظ بعض الصعوبات في التأقلم مع هذه المرحلة الجديدة،خاصة لان الاطفال يخرجون عن المألوف ويضطرون لاتباع أنماط سلوكية جديدة، منها القدرة على السيطرة الذاتية، الانضباط والانصياع لقوانين الصف، مما يجعلهم مرتبكين وشاعرين بمسؤولية كبيرة ملقاة على اكتافهم.
- في بعض الأحيان نرى صعوبة عند الأطفال في الابتعاد عن الاهل، خاصة في بداية الفصل الدراسي الأول وذلك نتيجة للتغييرات التي ذُكرت أعلاه، وتعبيرا منهم عن مخاوفهم وقلقهم إزاء هذه المرحلة المجهولة التي تنتظرهم. إن هذه الصعوبات تعتبر امرا طبيعيا يجب التعامل معها للحد من وقعها على الطفل.

-  يتوجب علينا الاخذ بعين الاعتبار أن هنالك اختلافا في ردود فعل الأطفال عند انتقالهم إلى الصف الأول، حيث أنّ هذه الاختلافات لا تنبع من اختلاف قدراتهم التعليمية، بل ترتبط في اغلب الأحيان بصفاتهم الشخصية  المختلفة، مستوى إدراكهم ووعيهم العاطفي، لذلك ما يتوجب على الأهل مراعاة ما يلي:

- عدم مقارنة الأطفال بغيرهم من الأولاد في جيلهم أو بأخوتهم الذين مروا بنفس التجربة، لان لكل منهم صفاته وقدراته الخاصة.
- التحدث مع الأطفال حول المشاعر المختلفة التي تنتابهم حيال هذه المرحلة، كالحديث عن الشعور بالفرح والسعادة لأنهم يكبرون وينتقلون إلى المرحلة الابتدائية، فيتوجب على الأهل حثهم وتشجيعهم من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم. أما إذا تحدثوا عن مخاوفهم وقلقهم فيتوجب على الوالدين بداية تقبل هذه المشاعر وعدم منع الأطفال من التعبير عن أنفسهم، فإعطاء الشرعية للمشاعر السلبية وعدم إلغاء مثل هذه المشاعر، يمكن الطفل من خلال التعبير عن نفسه ومشاركة أهله بما يقلقه يشعره بالأمان وبأنه ليس وحيدا في مواجهة الصعوبات.
- ينبغي على الأهل التحدث مع الأطفال حول أسباب خوفهم وقلقهم، وفهم ابعادها بهدف مساعدة الطفل في إيجاد حلول ملائمة من خلال تجزئة هذه المخاوف الى أجزاء صغيرة، وتحجيمها بالحجم الصحيح، وذلك من اجل مساعدة الطفل في مواجهة خوفه والتعامل معه عبر تفسير وحل منطقي مقنع.
- في هذه المرحلة الانتقالية يجب التركيز على صقل شخصية الطفل من الناحية الاجتماعية، العاطفية
والسلوكية بالإضافة الى التعليمية، فشعور الطفل بالأمان والاستقرار العاطفي يساعده على التطور
واكتساب مهارات مختلفة على عدة اصعدة.

يجب التنويه بان الأطفال في هذه المرحلة يتأثرون بمشاعر الاهل السلبية منها والإيجابية، على حد سواء، حيال هذه المرحلة حيث تنعكس هذه المشاعر على الأطفال بدون قصد، ونستطيع لمس هذا التأثير من خلال كلام الأطفال او سلوكهم،  لذلك يجب على الاهل ان يكونوا حريصين على كلامهم وحديثهم امام الأطفال حول هذه المرحلة.
هنالك خطوات مسبقة يستطيع الاهل تبنيها والعمل وفقا لها والتي من شأنها ان تخفف من حدة القلق، وتساعد الطفل والاهل على عبور هذه المرحلة بأمان ومن هذه الخطوات: 

تحضير وتهيئة الطفل للتغييرات التي ستحدث، والانتقال الى مدرسة أكبر، تواجد عدد أكبر من الطلاب والمعلمات وغيرها من التغييرات وذلك من خلال:

- قصة او محادثة مع الطفل,

- مرافقة الطفل والقيام بزيارة مسبقة لمبنى المدرسة قبل بدء السنة الدراسية ليتعرف على معالم مدرسته الجديدة كي تكون مألوفة لديه مع بداية الفصل الدراسي. 
- ابلاغ الطفل بإمكانية تواصله مع الاهل في حالات الضرورة بمساعدة الهيئة التدريسية، شعور الطفل
بالقدرة على التواصل مع اهله وانهما لم يتركاه وحيدا من شأنه ان يهدئ من روعه ويشعره بالطمأنينة.
- من المهم كذلك، تهيئة الطفل وتحضيره لكيفية ذهابه وعودته من المدرسة فان التحضير المسبق يخفف
من حدة القلق في حال حدوث تغيير معين.
في النهاية

 يتوجب على الاهل التواجد الفعال في حياة الأبناء، لمساعدتهم ومساندتهم وتعليمهم كيفية مواجهة الصعاب والتحديات، كذلك يجب المحافظة على التواصل الدائم مع الهيئة التدريسية من اجل ملائمة التوقعات من الناحية التعليمية، السلوكية وكيفية التأقلم مع المرحلة الجديدة.
وأخيرا

 على الوالدين التذكر بانهما قدوة يحتدى بها من قبل الأبناء، لذلك عليهما حث الطفل على أحذ المسؤولية منذ نعومة اظافره، وذلك من خلال تكليفه لمهام مختلفة والإيمان بقدراته حتى وإن أبدى قلقا بشأن ما طُلب منه او حتى في حال فشله عند المحاولة، فتشجيعه المستمر والايمان بانه سينجح كفيل بتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته.

تحرير: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48

التعليقات