متورط بصفقة سريّة يُصبح رئيسًا لأقوى جماعات الضغط الأميركية

صرحت جمعية "البنادق الوطنية" الأميركية المثيرة للجدل، عن نيتها تنصيب أحد الشخصيات الرئيسية المتورطة في فضيحة بيع الأسلحة إلى إيران المعروفة بـ"إيران- كونترا"، أوليفر نورث، رئيسا لها.

متورط بصفقة سريّة يُصبح رئيسًا لأقوى جماعات الضغط الأميركية

أرشيفية (أ ب)

صرحت جمعية "البنادق الوطنية" الأميركية المثيرة للجدل، عن نيتها تنصيب أحد الشخصيات الرئيسية المتورطة في فضيحة بيع الأسلحة إلى إيران المعروفة بـ"إيران- كونترا"، أوليفر نورث، رئيسا لها.

وتعتبر الجمعية إحدى أكثر القوى الضاغطة على الساحة السياسية الأميركية، ويتركز عملها في حماية قانون الدستور بـ"حق امتلاك وحمل الأسلحة" الأميركي، الذي بموجبه يستطيع معظم الأميركيين الذين لم يرتكبوا "جنحة" جنائية بحمل السلاح، علمًا أن الولايات المتحدة تحمل أعلى معدلات إطلاق النار الإجرامي في العالم.

وأدين نورث الذي سيترأس الجمعية قريبًا، بثلاث تهم متصلة بفضيحة "إيران-كونترا" ، والتي باعت فيها الولايات المتحدة لإيران أسلحة واستخدمت أموال الصفقة لتمويل ثوار في نيكارغوا. لكن الادانات اسقطت فيما بعد.

وقالت جمعية البنادق الوطنية إن مجلسها وافق الاثنين على ترشح نورث وإنه سيتولى رئاستها في الأسابيع القليلة القادمة، بعد قرار الرئيس الحالي بيت برونيل عدم الترشح لولاية جديدة.

وقال نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة جمعية البنادق، واين لابيير، في بيان للجمعية إن "أوليفر نورث محارب أسطوري من أجل الحرية الأميركية ومحاور موهوب وقيادي ماهر".

وأضاف "في هذه الأوقات لا يمكنني أن أفكر بشخص أفضل ليكون رئيسا لنا".

وكان نورث البالغ من العمر 74 عاما، ضابطا في سلاح المارينز برتبة عقيد لواء، وبعد تقاعده كتب مؤلفات عدة حققت مبيعات عالية كما عمل معلقا من التيار الأميركي المحافظ على شبكة "فوكس نيوز".

وعندما كان عضوا في مجلس الأمن القومي في ثمانينيات القرن الماضي، تورط نورث في فضيحة بيع الأسلحة "إيران-كونترا" التي كذب بشأنها على الكونغرس.

وبيعت الاسلحة إلى إيران "في مخالفة للسياسات الأميركية المعلنة وفي انتهاك محتمل لقيود بيع الاسلحة" بحسب تقرير حول الفضيحة، في مسعى أمل منه مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي، رونالد ريغن أن يسهم في الإفراج عن رهائن اميركيين محتجزين في لبنان الذي كان يشهد حربا أهلية مدمرة.

وتم تهريب أموال صفقة الأسلحة السرية التي ثبت تورط ريغن فيها لاحقًا، لثوار الكونترا، المتمردون المدعومون من الولايات المتحدة الذين كانوا يقاتلون حكومة ساندينيستا اليسارية في نيكارغوا رغم حظر الكونغرس لمثل تلك المساعدات.

ومن الجدير بالذكر أنه تم بيع هذه الأسلحة لإيران التي تعاديها السياسة الأميركية المعلنة، عن طريق قنوات سرية، لمساعدتها على محاربة العراق بقيادة صدام حسين، الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص من الطرفين، حيث هناك وثائق تشير أيضًا بيع إدارة ريغن أسلحة لصدام أيضًا.

وسلط الضوء على نورث بعد أن مثل لأيام أمام لجنة مشتركة للكونغرس أوكل لها التحقيق في الفضيحة، وأقر بالكذب على الكونغرس بشأن تورطه فيها.

لكن الادانات التي تلخصت بتهمة إتلاف وتعديل وثائق والمساعدة في عرقلة الكونغرس والتحريض على ذلك، وقبول إكرامية غير قانونية، أسقطت فيما بعد.

ويأتي تعيينه المرتقب على رأس جمعية البنادق الوطنية، المعارضة الشرسة لتشديد قوانين الأسلحة الهادفة إلى وضع حد لعمليات إطلاق النار المنتشرة في الولايات المتحد وسط تحرك يقوده طلاب لتشديد تلك القوانين.

 

التعليقات