بايدن يتهيأ لمواجهة كورونا وترامب على موقفه بعدم الإقرار بالخسارة

يتهيّأ الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، لعقد أول اجتماع له مع خلية الأزمة الموازية التي شكّلها لاحتواء جائحة كورونا، فيما لا يزال الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على موقفه من رفض الإقرار بخسارة الانتخابات، ما ينبئ بفترة انتقالية مضطربة

بايدن يتهيأ لمواجهة كورونا وترامب على موقفه بعدم الإقرار بالخسارة

أنصار ترامب يحتشدون في محيط البت الأبيض (أ ب)

يتهيّأ الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، لعقد أول اجتماع له مع خلية الأزمة الموازية التي شكّلها لاحتواء جائحة كورونا، فيما لا يزال الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على موقفه من رفض الإقرار بخسارة الانتخابات، ما ينبئ بفترة انتقالية قد تكون مضطربة.

وبحسب التقاليد المتّبعة، كان يفترض أن يكون ترامب قد أقر بنتائج الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي، وبدأ التعاون مع الإدارة الجديدة وصولا إلى الموعد المحدد لانتقال السلطة في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.

وفيما بدأ التحضير للمراسم الاحتفالية لانتقال السلطة في جادة بنسلفانيا في العاصمة واشنطن، يصر ترامب على أن الانتخابات "سُرقت"، على الرغم من أن عمليات فرز الأصوات التي لا تزال جارية، تظهر بكل وضوح تعذّر تعويض المرشّح الجمهوري تأخّره.

ولم يقدّم الرئيس المنتهية ولايته أي دليل على مخالفات يزعم أنها شابت العملية الانتخابية؛ في حين غرّد نائبه، مايك بنس، على تويتر قائلا: المعركة لم تنته بعد وسنستمر فيها حتى احتساب كل صوت قانوني، فيما هنأت السيناتور الجمهورية، سوزان كولينز، بايدن ونائبته، كاميلا هاريس، لتصبح ثالث عضو جمهوري في مجلس الشيوخ يعترف بفوز المرشح الديمقراطي.

وفي مدينته ولمينغتون، يعقد بايدن الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية السيطرة على كورونا، أول اجتماع لخلية أزمة شكّلها لاحتواء الجائحة في الولايات المتحدة؛ واللافت أن هذا الاجتماع قد يتزامن مع اجتماع خليّة الأزمة التي شكّلها ترامب.

ومن المتوقّع أن يدلي بايدن، السبت بأول تصريح علني له منذ خطاب الفوز الذي القاه السبت الماضي، بعدما أظهرت النتائج الأولية فوزه الصريح بغالبية في المجمع الانتخابي.

وجاء في بيان أعلن فيه بايدن تشكيل خلية الأزمة أن "التصدي لجائحة كورونا هو إحدى أهم المعارك التي ستواجه إدارتنا"، مشددا على تضمينها خبراء وعلماء.

وتزامن بيان بايدن مع إعلان شركتي" فايزر" الأميركية و"بايونتك" الألمانية، أن اللقاح التجريبي الذي تتوليان تطويره، أثبت فاعلية وقائية بنسبة 90 في المئة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.

ورحّب بايدن بالإعلان، لكنّه نبّه إلى أن إطلاق حملة تلقيح واسعة النطاق لن يكون ممكنا "قبل أشهر"، وحضّ الأميركيين على وضع الأقنعة الواقية، وهو أمر يؤكد أنه يعتزم فرضه على صعيد البلاد بعد توليه الرئاسة.

وأشار بايدن، في خطاب تلفزيوني، إلى أنه قد آن الأوان لوضع الخطاب الحزبي جانبا والتوحد لهزيمة كورونا والتوصل إلى لقاح آمن وفعال.

وأعلن فريق بايدن، أن الرئيس الرئيس المنتخب ونائبته كامالا هاريس سيجتمعان مع مستشاري تنسيق الفترة الانتقالية، بشأن جائحة كورونا، ويعقدان اجتماعات مع الفريق الانتقالي. وفي تغريدة على تويتر، قالت هاريس: "أنا وجو بايدن جاهزان للسيطرة على فيروس كورونا وإعادة بناء اقتصادنا".

لكن مع تشبّث ترامب بالرئاسة، تخيّم أجواء ضبابية على ما يمكن للإدارة الجديدة إنجازه مع قرب موعد التنصيب، علما بأن الرئيس المنتهية ولايته، أقال وزير الدفاع، مارك أسبر/ وعيّن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كريستوفر ميلر خلفا له.

المعركة تنتقل إلى أروقة المحاكم

ويصر ترامب على الطعون القضائية بعمليات الفرز، ويواصل الحديث عن عمليات تزوير، وهو يلقى في ذلك، إلى الآن، دعم عدد من كبير من المسؤولين الجمهوريين.

ولم يتم تقديم أي دليل على أي مخالفة من شأنها أن تغيّر النتائج، علما بأن النظر في المنازعات قد يستغرق أياما أو حتى أسابيع.

في هذه الأثناء، تفيد تقارير بأن فريق بايدن لم يُمنح الحزمة المالية التي تخصص عادة لمساعدة الفائز في الانتخابات على استكمال الاستعدادات لتولي السلطة. وتشمل الحزمة توفير مقر في واشنطن وتمويل بملايين الدولارات.

ولم يوقّع بعد رئيس إدارة الخدمات العامة، الهيئة التي تتولى إدارة المباني الحكومية، الذي عيّنه ترامب، وثائق تحرير الحزمة.

وانسحب تجميد التعاون على موقف وزارة الدفاع التي أعلنت أنها لن تتواصل مع فريق بايدن. وقال مسؤول في البنتاغون إن "وزارة الدفاع لم تجرِ أي تواصل مع أي من الفريقين الانتقاليين التابعين للحملتين الانتخابيتين، ولن تجري أي تواصل من هذا النوع ما لم تخطرها بذلك إدارة الخدمات العامة".

ويواصل ترامب التشكيك في نتائج الانتخابات، حيث غرد مساء الإثنين معلقا على النتائح في ويسكونسن ونيفادا، معتبر أن "ولاية ويسكونسن في حالة جيدة للغاية. يحتاج الأمر إلى القليل من الوقت قانونيا. هذا سيحدث قريبا!"، دون أو يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي تغريدة منفصلة، قال إن "نيفادا تتحول لتكون بؤرة للأصوات المزيفة". كما غرّد مطالبا أنصاره بـ"الترقب"، معتبرا "الفرز في بنسلفانيا "غير قانوني"، مشيرا إلى أن حكومة الولاية منعت فريقه من "مراقبة الكثير من عمليات الفرز".

وعن جورجيا التي تساوي 16 صوتا في المجمع الانتخابي والتي لا تزال عمليات الفرز فيها جارية، مع تقدم بايدن بأكثر من 10,350 صوتا، بحسب المعطيات الانتخابية للولاية؛ قال ترامب "جورجيا ستكون فوزا رئاسيا كبيرا، كما كانت عشية الانتخابات!".

وفي هذا السياق، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن قادة في الحزب الجمهوري ومقربين من ترامب قولهم إن المعركة القضائية لقلب فوز بايدن قد تستمر شهرا أو أكثر. ورجحت المصادر فشل هذه المعركة القانونية.

وأشار إلى ما وصفه بـ"الجهود داخلية"، لثني ترامب عن مواصلة التعنت بعدم قبول النتائج واتباع نصائح محاميه الخاص، رودي جولياني، الذي يحثه على عدم الاعتراف بالهزيمة.

في المقابل، نقل الموقع عن مقربين من ترامب قولهم إن الأخير ليست لديه أي خطط للدعوة إلى الوحدة الوطنية، وقال أحد الجمهوريين إن "ترامب غاضب ومتقلب وبائس" وفق تعبيره.

وأوضح المصدر أن هناك ما وصفه بـ"الانقسام الكبير" في الدائرة الداخلية المقربة من ترامب، بين من يدافع عن مواصلة المعركة القضائية وأولئك الذين يحاولون دفع الرئيس للاعتراف بالهزيمة.

وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مستشارين لترامب تأكيدهم أنه سيعقد تجمعات مماثلة لتلك التي أجراها أثناء حملته الانتخابية للاعتراض على نتائج الانتخابات. وأشارت المصادر إلى أن حملة ترامب ستعلن عن فرق مهمتها متابعة إعادة فرز الأصوات في ولايات رئيسية.

التعليقات