أوكرانيا تصفه بـ"نصر مهم": انسحاب القوات الروسية من منطقة خيرسون

وزارة الدفاع الروسية تعلن انسحاب قواتها من منطقة خيراسون، ما يمثل نكسة لموسكو، لكن الكرملين أصر على أن الانسحاب لا يمثل بأي حال إحراجًا. وتشير تقديرات إلى أن هناك مخططا روسيا وراء هذا الانسحاب

أوكرانيا تصفه بـ

قوات أوكرانية في منطقة خيراسون، أول من أمس (Getty Images)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الجمعة، أنها انتهت من سحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبر في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا. ووُصف هذا الإعلان بأنه تراجع يمثل نكسة مذلة أخرى لموسكو في حربها في أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالات الأنباء الحكومية الروسية، إن الانسحاب اكتمل في الساعة الخامسة من صباح اليوم، ولم تُترك وحدة واحدة من المعدات العسكرية وراءها.

شملت المناطق التي غادرها الجيش الروسي مدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو خلال غزوها لأوكرانيا لمدة 8 أشهر ونصف.

ورحبت الخارجية الأوكرانية بإعلان انسحاب روسيا من شمال منطقة خيرسون، وهي المنطقة المحتلة منذ مطلع آذار/مارس الماضي، ووصفته بأنه "نصر مهم".

وكتب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، على تويتر أن "أوكرانيا تسطر نصراً مهمًا آخر في الوقت الحالي وتثبت أنه مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر".

لكن الكرملين أصر على أن الانسحاب لا يمثل بأي حال إحراجًا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين إن موسكو تواصل اعتبار منطقة خيرسون جزءًا من روسيا.

وأضاف بيسكوف أن الكرملين لا يندم على إقامة الاحتفالات، قبل أكثر من شهر بقليل، للاحتفال بالضم غير القانوني لخيرسون وثلاث مناطق أوكرانية أخرى.

قوات روسية في خيراسون، الإثنين الماضي (أ.ب.)

وقبل الإعلان الروسي بوقت قصير، وصف مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الوضع في منطقة خيرسون بأنه "صعب". وتحدث عن قصف روسي لبعض القرى والبلدات التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في الأسابيع الأخيرة خلال هجومها المضاد في منطقة خيرسون.

وتشير تقديرات إلى أن هناك مخطّطا وراء هذا الانسحاب، إذ أعلن بوتين، ضم أربع مناطق أوكرانية، من بينها خيرسون. كما حذّر من أن روسيا ستدافع "بكل الوسائل" عما تعتبره جزءا من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي.

لكن في مواجهة هجوم مضاد أوكراني بدأ نهاية الصيف، أعلن الجيش الروسي، أول من أمس، أنه سينسحب من الجزء الشمالي لمنطقة خيرسون، بما فيه عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، من أجل تعزيز مواقعه على الجانب الآخر من هذا النهر.

ورغم ذلك، ستبقى منطقة خيرسون "تابعة لروسيا الاتحادية" على ما قال بيسكوف، اليوم. وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون هناك تغيير"، مشيرا إلى أن الرئاسة الروسية "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله بوتين، في أيلول/سبتمبر، ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا.

ويكتسي قرار الانسحاب إلى جنوب أوكرانيا أهمية أكبر، بعد إعلان بوتين عن أمر باستدعاء حوالى 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية.

وبثت وكالة الأنباء الحكومية "ريا نوفوستي" صورا لمركبات عسكرية روسية تغادر خيرسون، مشيرة إلى أنها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتد فوق نهر دنيبرو.

وقال عدد من المراسلين الروس إنه تم تدمير الجسر بعد ذلك من دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجّره بالديناميت أم أنه دُمر نتيجة الضربات الأوكرانية. وتُظهر صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الجسر مدمّرا.

إخلاء جثث، اليوم (أ.ب.)

واستعاد الجيش الأوكراني، أول من أمس، 12 قرية في منطقة خيرسون، على ما أعلن أمس قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني. واكتفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بالقول، صباح اليوم، إن هجومها خلال اليوم "مستمر" وإن نتائجه ستعلن "لاحقا".

وكانت أوكرانيا حذرة خلال اليومين الماضيين بشأن الانسحاب الروسي من خيرسون، خشية أن يكون في الأمر خدعة أو أن يقوم الجيش الروسي بتلغيم المنطقة لتصعّب عودة القوات الأوكرانية.

واستهدفت ضربة روسية، الليلة الماضية، مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا، على مسافة مئة كيلومتر من خيرسون. ودُمِّر مبنى سكني من خمسة طوابق تماما، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.

ويستمر القتال أيضا على الجبهة الشرقية خصوصا في باخموت، المدينة التي تحاول موسكو احتلالها منذ الصيف وساحة المعركة الرئيسية حيث ما زال الجيش الروسي، مدعوما بعناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية، في موقع هجومي.

وفي هذا السياق، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، اليوم، أن منظمته ستدرّب ميليشيات وتبني تحصينات في منطقتين من روسيا على الحدود مع أوكرانيا.

التعليقات