الاستخبارات: إيران تسعى لـ"قتل" بريطانيين معارضين... وتوجيه "أهمّ ضربة إستراتيجيّة" لموسكو

حذّر ماكالوم في خطاب في مقر الوكالة، من أن إيران "تمثّل تهديدا مباشرا للمملكة المتحدة، من خلال أجهزة استخباراتها العدائية". وأضاف: "يشمل أكثرها شدة طموحات بخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين، أو مقرّهم المملكة المتحدة يعتبرون أعداء النظام".

الاستخبارات: إيران تسعى لـ

أحد شوارع لندن (توضيحية - Getty Images)

أعلن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني "إم آي5"، كين ماكالوم، اليوم الأربعاء، أن إيران تسعى لخطف أو قتل أشخاص يقيمون في المملكة المتحدة، تعتبرهم "أعداء النظام"، مشيرا إلى الكشف عن 10 خطط على الأقل من هذا النوع خلال العام الجاري. وأفاد بطرد أكثر من 400 جاسوس روسي مشتبه به من أنحاء أوروبا هذا العام، عادًّا أن ذلك وجّه "أهم ضربة إستراتيجية" لموسكو في التاريخ الحديث، وفاجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وحذّر ماكالوم في خطاب في مقر الوكالة، من أن إيران "تمثّل تهديدا مباشرا للمملكة المتحدة، من خلال أجهزة استخباراتها العدائية".

وأضاف: "يشمل أكثرها شدة، طموحات بخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين، أو مقرّهم المملكة المتحدة، يُعتبرون أعداء النظام".

وقال ماكالوم: "شهدنا 10 تهديدات محتملة على الأقل من هذا القبيل منذ كانون الثاني/ يناير. نتعاون مع شركاء محليين ودوليين لعرقلة هذا النشاط غير المقبول إطلاقا".

واستدعى وزير الخارجية البريطانية، جيمس كليفرلي، الأسبوع الماضي، أرفع دبلوماسي إيراني في لندن، متهما طهران بتهديد حياة صحافيين يقيمون في المملكة المتحدة.

مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني، كين ماكالوم ("أ ب")

وتزامن ذلك مع حصول بطلة المصارعة المولودة في إيران مليكة بلالي (22 عاما)، المقيمة حاليًا في إسكتلندا، على حماية من الشرطة، عقب الإعلان عن أنها تلقت هي أيضا تهديدات بالقتل.

وذكرت تقارير أن التهديدات للأشخاص المقيمين خارج إيران، قد ازدادت منذ اندلعت الاحتجاجات المناهضة للنظام في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف أيلول/ سبتمبر، أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.

وانخرطت طهران ولندن في سجالات خلال السنوات الأخيرة على خلفية سجن مواطنين بريطانيين في إيران.

ولعل القضية الأبرز كانت قضية البريطانية - الإيرانية نازنين زاغاري راتكليف، التي أُطلق سراحها في آذار/ مارس، بعدما سُجنت ست سنوات في طهران.

"أهم ضربة إستراتيجية إلى أجهزة المخابرات الروسية"

وذكر ماكالوم أنه تم طرد عدد هائل من المسؤولين الروس في أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 600 من أوروبا، حُكم على أكثر من 400 منهم بأنهم جواسيس.

وقال في كلمة ألقاها في مقر الجهاز في لندن: "لقد وجه هذا أهم ضربة إستراتيجية إلى أجهزة المخابرات الروسية في التاريخ الأوروبي الحديث"، مضيفا: "وإلى جانب موجات العقوبات المنسقة، فاجأ هذا الحجم بوتين".

وأضاف أن إجراءات الطرد، جاءت وفقا لنموذج وضعته بريطانيا بعد حادث تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا، بغاز أعصاب في سالزبري، بجنوب إنجلترا، عام 2018، مما أدى إلى موجة من طرد الدبلوماسيين، مشيرا إلى أن بريطانيا رفضت هذا العام أكثر من 100 طلب روسي للحصول على تأشيرة دبلوماسية، لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

تحذير من محاولات صينية للتأثير على النواب والمشاركين في الحياة العامة

وبالنسبة للصين، قال ماكالوم إن السلطات الصينية تستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمراقبة وترهيب المغتربين الصينيين. وفي تحديث سنوي عن التهديد الذي تتعرض له بريطانيا حذر ماكالوم، مجددا من المحاولات الصينية للتأثير على النواب والمشاركين في الحياة العامة، ومن محاولات بكين لمراقبة ومضايقة الصينيين في الخارج.

خلال تظاهرة في لندن احتجاجا على الاعتداء على متظاهر في مانشستر (Getty Images)

وأشار إلى حادث وقع الشهر الماضي في مانشستر، بشمال إنجلترا، عندما قال رجل كان يحتج أمام قنصلية صينية إن ملثمين جروه إلى داخل المبنى، قبل أن يتعرض للركل واللكم.

وذكر أنه "لا يمكن التسامح مع ترهيب ومضايقة مواطني المملكة المتحدة، أو أولئك الذين اتخذوها وطنا".

التعليقات