قال مدير الشبكة لسورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، إنه 'من خلال مراقبة الشبكة السورية للانتهاكات التي حصلت منذ انطلاق الانتفاضات الشعبية في سورية عام 2011، فإن الشهر الفائت كان الأقل على مستوى الانتهاكات مقارنة بكل سنوات والأشهر الماضية، على الرغم من أنه خلف 129 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين'.
وأكد عبد الغني في مداخلة مع برنامج العربي اليوم، أن النظام السوري ارتكب القسم الأكبر من الخروقات، مشيراً إلى أنه المتضرر الأكبر من عمليات وقف الأعمال العدائية، لأنه لا يريد إخماد الحرب، لا سيما وأنه بحاجة إلى روسيا لاستكمال حربها في سورية من أجل الاحتفاظ في السلطة.
ولفت عبد الغني، إلى أنه حتى محاولة أي طرف من الأطراف التمدد خارج الخطوط والمناطق التي يسيطر عليها قبل إعلان الهدنة يعد خرقاً لها، وافقه القول الخبير العسكري العميد أحمد رحال، وأضاف أنه يعد واحداً من شروط هدنة وقف الأعمال القتالية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن 90% من الخروقات ارتكبتها قوات النظام، و 7% ارتكبتها القوات الروسية، وواحد بالمئة ارتكبتها قوات سورية الديمقراطية، وحوالي 2% كانت حصيلة انتهاكات المعارضة السورية.
ولفت رحال إلى أن الغالبية العظمى لخروقات النظام كانت في مناطق إستراتيجية، لأنه أراد رسم حدود سورية المفيدة، موضحاً أن 'ريف دمشق كانت المنطقة الأكثر تعرضاً للخروقات من قبل النظام في محاولة منه لتأمين العاصمة، تليها منطقة ريف اللاذقية، إذ تقدم في أكثر من منطقة في جبل التركمان وجبل الأكراد، أما المنطقة الثالثة التي مثلت أكبر خرق للنظام فهي المنطقة الممتدة ما بين ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي'.
وأضاف الخبير العسكري، أن خروقات الجانب الروسي بدورها تركزت في القطاع الشمالي، لا سيما في ريف حلب، وكأنها تريد أيضاً أن ترسم حدود الكانتون الكردي في الشمال السوري.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت تقريراً استعرضت فيه حصيلة الخروقات منذ بَدَأ تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، في 27/ شباط/ 2016.
وسجل التقرير ما لا يقل عن 896 خرقاً ما بين عمليات عسكرية وعمليات اعتقال وعمليات إعاقة لدخول المساعدات منذ بداية سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27/ شباط/ 2016 حتى 25/ آذار/ 2016 من بينها ما لا يقل عن 292 خرقاً خلال الجولة الأولى للمفاوضات أي منذ 15/ آذار/ 2016 حتى 25/ آذار/ 2016.
اقرأ/ي أيضًا | ألمانيا: مدرسون سوريون باللجوء يزاولون مهنتهم
وطالب التقرير اللجنة الأمريكية الروسية المشتركة التحقيق في هذه الحوادث في أسرع وقت ممكن، وإطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيقات، ومنع تكرار حدوثها.
كما شدد على ضرورة ربط المجتمع الدولي وقف إطلاق النار بإطلاق عملية سياسية نحو مرحلة انتقالية تفضي إلى نظام ديمقراطي، وهذا الأمر هو ما سينهي معاناة المجتمع السوري بشكل حقيقي.
اقرأ/ي أيضًا | أربعينيّة يوم الأرض | ملف خاص
التعليقات