أكثر من مليون سوري لن يناموا الليلة في اسطنبول

يساعد الطيران المروحي الذي لا يغادر سماء إسطنبول السوريين على تذكر أيام فروا منها خلال سنوات مضت، فيما توقف بث القناة التركية العربية، فانتفل كثيرون منهم إلى وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تعطيهم بعد خبراً يمكن تف

أكثر من مليون سوري لن يناموا الليلة في اسطنبول

كان الرئيس التركي يظهر على قناة “إن تي في” الخاصة في اتصال سكايب عبر شاشة هاتف مقدمة الأخبار في القناة، يدعو الشعب للنزول إلى الشوارع والميادين والمطار، التي بات بعضها تحت سيطرة الانقلابيين، بدورهم كان كثير من السكان بملابس النوم والمنازل أمام الصرافات الآلية لسحب أموالهم، في مشهد نادر الحدوث حتى في ساعات النهار .

العشرات من المدنيين في اسطنبول أمام الصرافات الآلية قبيل منتصف الليل، بعد أقل من 30 دقيقة من إعلان مجموعة في الجيش التركي انقلاباً عسكرياً من أجل الحفاظ على النظام في البلاد، وفق تعبير بيان بثه التلفزيون التركي الرسمي (تي آر تي) فيما غصت المحال التجارية القليلة التي لا تزال تفتح ابوابها في هذا الوقت المتأخر من الليل.

المقيمون العرب وأغلبهم سوريون في أسطنبول، لم يتمكنوا من معرفة ما يجري في بداية الأمر في ليلة العطلة، كان الأتراك يستمعون للإذاعات ويتابعون شاشات التلفزيون بصوت عالي في المطاعم وأماكن السهر التي عادة ما تكون الموسيقى الحية تدق فيها من فرق هواة، سرعان ما أغلقت المطاعم سريعًا وغادر الساهرون على عجل.

قريبًا من شارع وطن حيث انتشرت عدى دبابات الجيش، أغلقت كافة المحال والمقاهي، مواطنون كثر ركضوا باتجاه منازلهم فور مشاهدتهم لدبابات الجيش التركي، التي قطعت الشارع الذي يعد الأكبر في المدينة، فيما يبتسم الكثير منهم في المقابل فرحاً بالنبأ العاجل الذي استنفرت له وسائل الإعلام المحلية.

يتبادل السوريون الآن المعلومات حول الانقلاب، مع مخاوف على مستقبلهم في البلد الذي يستقبل أكثر من 2 مليون منهم منذ خمس سنوات، وفيما ينتشرون في جميع المدن التركية، إلا أن إسطنبول تضم وحدها قرابة المليون سوري، ممن تسميهم السلطات حتى الساعة 'الضيوف'.

في فندق زاده وهو شارع في منطقة الفاتح التي تعد تجمعاً للسوريين، اغلقت المطاعم السورية ابوابها باكراً على غير العادة، ويمكنك أن تشاهد القلق على وجوه من بقي منهم في الشارع حتى ساعة الانقلاب الأولى، فيما لا يخفي البعض خوفهم من تغيير سياسي قد يؤدي بهم إلى مغادرة تركيا قصراً وطبعا باتجاه سورية.

يساعد الطيران المروحي الذي لا يغادر سماء إسطنبول السوريين على تذكر أيام فروا منها خلال سنوات مضت، فيما توقف بث القناة التركية العربية، فانتفل كثيرون منهم إلى وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تعطيهم بعد خبراً يمكن تفسيره بالجيد لهم.

التعليقات