تقرير: 4 مؤتمرات حول سورية خلال شهر.. هل تثمر؟

في زحمة المؤتمرات تنقسم آراء السوريين بين من يراها كسابقاتها لن تقدم شيئًا سوى مزيد من الحصار والجوع والدمار في حين يرى فيها آخرون أملًا في توصل الدول الكبرى إلى اتفاق ينهي الحرب ويلزم الطرفين بحل سياسي.

تقرير: 4 مؤتمرات حول سورية خلال شهر.. هل تثمر؟

(أ.ف.ب)

أربعة مؤتمرات للبحث في القضية السورية، ستشهدها الساحة السياسية خلال الأسابيع المقبلة، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الخميس، أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد وأسرته، ليس لهم دور في مستقبل سورية.

وتحدث في تصريحات للصحفيين بجنيف عن أن بلاده "تريد سورية كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها" و"عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته"، معتبرا أن "السبب الوحيد في نجاح قوات الأسد في تحويل دفة الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات هو الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا".

المؤتمرات الأربعة المرتقب انعقادها في غضون شهر، يقول تقرير لموقع "عنب بلدي" السوري، "يختلف مضمونها باختلاف مكانها، فبعضها يسعى إلى المصالحة بين السوريين وتوحيد صفوف المعارضة، وبعضها الآخر إلى تثبيت إطلاق النار، والتوصل إلى إطلاق حوار مباشر بين المعارضة والنظام السوري".

مؤتمران دوليان

المؤتمر الأول سيعقد تحت مسمى "أستانا 7" في عاصمة كازاخستان، في 30 و31 الجاري، بحضور النظام السوري وفصائل المعارضة السورية، إضافة إلى الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.

المؤتمر سيبحث تثبيت وقف إطلاق النار في مناطق "تخفيف التوتر" المتفق عليه في الجولات الماضية، مع وجود أنباء عن بحث إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين والبحث عن المفقودين خلال الجولة الحالية.

وإلى جانب أستانا، تتجه الأنظار إلى العاصمة السويسرية، جنيف، التي ستشهد انعقاد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بين المعارضة والنظام.

المؤتمر سيعقد الشهر المقبل، بحسب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دميستورا، الذي أعلن، الخميس، أنه "نعتزم بدء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف لإنهاء النزاع في سورية"، معتبرا أنه "مع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في معقليه في الرقة ودير الزور، تكون عملية السلام السورية قد وصلت إلى لحظة الحقيقة" وأنه "يجب أن يدخل الأطراف في مفاوضات فعلية".

مؤتمر الرياض 2

ويتزامن ذلك مع دعوات إلى عقد مؤتمر خاص بالمعارضة السورية في العاصمة السعودية (الرياض) بهدف تشكيل وفد موحد يضم كافة منصاتها (موسكو والقاهر والرياض).

وتداولت وسائل إعلام عن قرب عقد مؤتمر تحت مسمى "الرياض 2"، منتصف الشهر المقبل، وهذا ما أكده مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، يحيى العريضي، في حديث لـ"عنب بلدي"، وأن المؤتمر سيعقد خلال الفترة بين 10 و 20 الشهر المقبل، وكأقصى حد حتى نهايته.

وبحسب العريضي، نقلا عن "عنب بلدي"، يهدف المؤتمر إلى "توسيع الهيئة العليا ودعمها بشخصيات وطنية وشخصيات من المجتمع المدني داخل سورية".

مؤتمر "شعوب سورية"

وإلى جانب ذلك فاجأت روسيا الجميع من خلال دعوتها إلى عقد مؤتمر تحت مسمى "شعوب سورية" في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال كلمة له في منتدى "فالداي"، في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، إن فكرة "مؤتمر شعوب سورية" تهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن كافة الجماعات "العرقية" في سورية.

إلا أن الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اعتبر أن الحديث عن مكان وزمان وآلية عقد المؤتمر "أمر سابق لأوانه".

وقال في تصريح نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية، الجمعة الماضية، إن هذه المبادرة تناقشها الحكومة الروسية "بشكل جدي" لتسوية الأمور في سورية على المدى البعيد.

وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلت عن مصدر من منظمي المؤتمر قوله، إن الدعوة ستوجه إلى ممثلي الأطراف المعارضة ومشايخ القبائل والطوائف الدينية، مشيرة إلى أنه من المخطط عقده في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

في حين نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، الأربعاء، عن عضو "مجلس سورية الديمقراطية"، وائل ميرزا، قوله إن الروس قدموا وعودًا وحددوا أسماء المدعوين، إلا أنهم لم يحددوا برنامج العمل، وأوضح "لا أحد يعرف جدول أعمال المؤتمر، عناوين عريضة فقط، يوجد الكثير من الأمور غير الواضحة يجب العمل عليها".

وفي زحمة المؤتمرات تنقسم آراء السوريين إلى قسمين، يتابع تقرير "عنب بلدي"، قسم يرى أن هذه المؤتمرات كسابقاتها لن تقدم شيئًا سوى المزيد من الحصار والجوع والدمار من قبل النظام، في حين يرى فيها آخرون أملًا في توصل الدول الكبرى إلى اتفاق ينهي الحرب ويلزم الطرفين بحل سياسي.

 

التعليقات