موظّفو مطار القاهرة للمسافرين: "عودوا إلى بيوتكم"

مع اضطّراب الوضع في مصر بسبب التظاهرات الحاشدة المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك، تزاحمت الأحد مجموعات كبيرة من السياح والأجانب المقيمين في مصر، وكذلك من المصريين القلقين، على مكاتب حجز تذاكر السفر في مطار القاهرة، في محاولة لمغادرة البلاد بأي ثمن.

موظّفو مطار القاهرة للمسافرين:

مع اضطّراب الوضع في مصر بسبب التظاهرات الحاشدة المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك، تزاحمت الأحد مجموعات كبيرة من السياح والأجانب المقيمين في مصر، وكذلك من المصريين القلقين، على مكاتب حجز تذاكر السفر في مطار القاهرة، في محاولة لمغادرة البلاد بأي ثمن.

ويبدأ الازدحام من مشارف المطار الغارق في حالة اختناق مروري هائل، بعد ذلك تأتي المعاناة الكبرى في دخول صالة السفر التي امتلأت بالجماهير الغفيرة، وعربات نقل الأمتعة التي تتساقط منها الحقائب، مع أطفال يبكون، وآباء يتذمرون، تحت الأنظار المتفحصة لعدد من رجال الشرطة المنهكين.

وفي موقف السيارات، ينتظر نحو مائة أجنبي من العاملين في شركتي لافارج وكريدي إغريكول الفرنسيتين، منذ ساعات، التمكن من الاقتراب من مكاتب الحجز.

ويقول ماركوس توكشيش (35 سنة): "لقد صدر الأمر هذا الصباح: يجب أن نرحل جميعا مع أسرنا" مضيفا: "نحن حوالي مائة شخص؛ الليلة الماضية لم يتوقف إطلاق النار في الحي الذي نقطنه. وقد استأجرت لافارج وكريدي إغريكول طائرة تشارتر لإعادتنا جميعا".

وفي الداخل يقف آلاف الاشخاص بانتظار دورهم للمرور عبر جهاز الأشعة، وسط ضوضاء لا تنقطع.

ومع هذه الفوضى عدلت جيلان (45 عاما)، ترافقها ابنتها، عن السفر كما كانت تنوي إلى باريس.

وتقول جيلان: "هذا شيء لا يعقل، إنها فوضى تامة! علاوة على ذلك قيل لنا إن مكتب إير فرانس قد أغلق .. سأعود إلى منزلي وربما أعود في الغد".

وعلى اللوحات المضيئة لمواعيد إقلاع ووصول الطائرات، كتبت إلى جانبها كلها كلمة "تأخير". وفي الساعة 15:15، أخذ موظف في المطار ينادي عبر مكبر للصوت: "عودوا إلى منازلكم! غادروا المطار، لقد حل المساء ولا ينبغي أن تبقوا في الشارع خلال الليل. هذا خطر عليكم." لكن أحدا لم يستمع إليه.

وتقول دوروثي ريدي، وهي متقاعدة أمريكية في الثانية والستين، من سكان بالتيمور، بعد أن تقدمت ثلاثة أمتار في طابور الانتظار أمام وحدة الجوازات: "لقد وصلنا الجمعة للقيام برحلة نيلية لمدة 12 يوما".

وأوضحت دوروثي بابتسامة حزينة: "بمجرد أن وصلنا إلى الفندق بدأ الكابوس، فقد ألغي كل شيء وهم يحاولون مساعدتنا على مغادرة البلاد"، مضيفة: "لم أر شيئا سوى الاهرامات، وأيضا عن بعد من نافذة غرفتي، أعتقد أننا سنتوجه إلى أمستردام، أو أي مكان آخر، شرط أن يخرجونا من هنا".

أما كافيتريا المطار، فتبدو وكأن إعصارا عصف بها مع الازدحام الشديد والفضلات المتناثرة على الأرض، والعائلات التي احتلتها لقضاء الليل.

التعليقات