مؤتمر الدراسات التاريخية يستعرض السرديات العربية للنكبة

سلطت الجلسة الثالثة من أعمال المؤتمر الخامس للدراسات التاريخية "سبعون عامًا على نكبة فلسطين: الذاكرة والتاريخ"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى ثلاثة أيام في الدوحة، الضوء، على مشاهد النكبة في بعض السرديات العربية

مؤتمر الدراسات التاريخية يستعرض السرديات العربية للنكبة

سلطت الجلسة الثالثة من أعمال المؤتمر الخامس للدراسات التاريخية "سبعون عامًا على نكبة فلسطين: الذاكرة والتاريخ"، الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مدى ثلاثة أيام في الدوحة، الضوء، على مشاهد النكبة في بعض السرديات العربية. وأدار أعمال الجلسة، التي عقدت بعد ظهر اليوم، السبت، في مبنى معهد الدوحة للدراسات العليا، الأستاذ وجيه كوثراني.

وتناولت الجلسة بعض الروايات العربية لنكبة فلسطين وحرب 48، وحاسة روايات الدول التي شاركت جيوشها بالحرب، إذ تناول الأستاذ مهمد مبيضين، موضوع النكبة في الخطاب العربي المعاصر، فيما استعرض الأستاذ محمد المصري الرواية الأردنية للنكبة الفلسطينية، كما استعرض الأستاذ محمد جمال باروت، واقع وقوام الجيش السوري عشية الحرب خلال عامي 1947 و1948.

وشكلت استعادة صورة وشكل النكبة في ذكراها السبعين، باعتبار أنها كانت فاتحة الهزائم وسبب تواليها، والتي آلت إلى راهن تاريخنا اليوم، قضية رئيسية للبحث ضمن أجندة الجلسة الثالثة التي رأسها وجيه كوثراني. وقد قدم الباحث سعيد الحاجي ورقة حول صورة النكبة في المجتمع المغربي، وأشار أن المواقف الرسمية لمختلف الدول العربية من القضية الفلسطينية عامة، ومن نكبة 1948 خاصة، ظلت معروفة لدى الدارسين والمهتمين، إلا أن حضور هذه القضية في عمق المجتمع المغربي لم يحظَ بالقدر الكافي من اهتمام الباحثين. ولهذا يرى الحاجي أن مقولة "تشكل وعي المغاربة بالقضية الفلسطينية بدأ مع حرب النكبة" إشكالي في حد ذاته. فعند الاستناد إلى الأرشيفات العائلية بشمال المغرب، يتبيّن أن تفاعل المجتمع المغربي بالقضية الفلسطينية، سابق لحدث النكبة، بل لتفاعل الأنظمة العربية نفسها مع القضية الفلسطينية، وأن مواقف التنظيمات السياسية أو الحقوقية أو الثقافية من القضية لم يكن سوى انعكاس للوعي المجتمعي بها، والذي كان ممتدًا إلى عمق المجتمع المغربي على اختلاف فئاته العمرية وانتماءاته الطبقية.

انتقلت الجلسة بعد ذلك وبشكل أكثر تخصيصًا للبحث في الرواية الأردنية والسورية عن النكبة. وعالج الباحث محمد المصري تعدد السرديات في الرواية الأردنية للنكبة الفلسطينية. واختتم الباحث محمد جمال باروت الجلسة بالحديث حول ردة فعل الحكومة السورية تجاه تمكّن الجيش السوري من تحرير مستعمرة "ميشمار هايردن"، ومن الاحتفاظ بها، وبالتلال الواقعة إلى الغرب منها. واستنادًا على محضر مخطوط للجلسة السرية؛ التي نوقشت فيها قضية تحرير الجيش للمستعمرة كمشكلة سياسية للدولة، بيّن باروت أن السياسيين السوريين لم يتجرؤوا على سحب الجيش من المستعمرة المحررة، إلى أن قام حسني الزعيم بعد انقلابه بالتنازل عنها بموجب اتفاق الهدنة. وانتهى باروت بتقديم جملة من النتائج التي يراها مهمة حول قراءة موقف الحكومة السورية وقادة مجلس النواب تجاه الحرج الذي نتج من عملية التحرير تلك، بما يقلب الروايات الشائعة في الأدبيات التاريخية السورية.

 

التعليقات