01/08/2020 - 09:53

ما احتمالات الردّ الإيراني على هجوم نطنز؟

مسؤولة ملف إيران السابقة في الموساد: إيران قد ترد نوويا، عبر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم | عسكريًا من اليمن أو العراق | هل سيكون ردّ من لبنان؟

ما احتمالات الردّ الإيراني على هجوم نطنز؟

الضرر في مفاعل نطنز (maxar)

قالت المسؤولة السابقة في الموساد ورئيسة قسم إيران في وزارة الشؤون الإستراتيجيّة الإسرائيليّة، سيما شاين، إنّ الهجمات التي تعرّضت لها المنشآت النووية الإيرانيّة مؤخرًا، "ستعرقل وصول إيران لقنبلة نووية، لكنّها لن تمنع ذلك".

وجاءت أقوال شاين، التي تعمل الآن مديرة لقسم إيران في مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، في لقاء مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس، الجمعة.

وأوضحت شاين أنّ ضرب أجهزة الطرد المركزي يعرقل تحديث البرنامج النووي "أي تتعرقل القدرة على الانتقال إلى جيل متطور من أجهزة الطرد المركزي، تخصّب كمية أكبر من اليورانيوم بعدد أقلّ من الأجهزة. لكن البرنامج النووي الإيراني مستمرّ بالتقدّم، لأنه حتى مع الأجهزة الإيرانيّة القديمة (IR1) يمكن الوصل إلى قنبلة. في اللحظة التي خرقت فيها إيران الاتفاق النووي، قرّرت المضي قدمًا بما يلائم قدراتها التكنولوجيّة وأسرعت في مسار تطوير أجهزة طرد مركزي حديثة. ولكن الآن، كما ذُكر، طرأ تأخير كبير غير متوّقع في البرنامج النووي".

وعبّرت عن قناعتها أن معظم التفجيرات التي شهدتها إيران غير مدبّرة، "الواضح أنّ التفجير في مفاعل نطنز لم يتسبّب به خطأ. وأكثر من ذلك – الإيرانيّون أنفسهم أعلنوا رسميًا أنهم يعرفون كيف نُفّذ الأمر، وحتى أنهم نشروا اسم المشتبه المركزي. لكنّ كلمة ’إسرائيل’ لم يقلها أي مسؤول إيراني بعد".

ورغم ذلك، تفترض شاين أن الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل وراء التفجير "لكنّهم لا يعرفون إن كان هناك دور للولايات المتحدة. الصمت في هذا الموضوع يتيح لهم مساحة للمرونة في شكل ردّهم المستقبلي. إن كان (الهجوم) إسرائيليًا أميركيًا مشتركًا سيأخذ الإيرانيّون بالحسبان أن يكون ردّهم مشتركًا".

وتابعت "من خبرتها السابقة في الموساد"، أنّ إدخال موادّ إلى إيران "معقّد جدًا. إلى جانب جمع المعلومات العمليّاتي يجب إجراء بحث يوجّه المنفّذين ليس على الخرائط فقط، إنما ما الذي سيسبّب الضرر الأكبر، أي ’رقبة العبوة’ مثلما رأينا في عملية الأرشيف النووي".

احتمالات للردّ الإيراني

وعن احتمالات الردّ الإيرانيّ، قالت شاين "بإمكانهم الردّ نوويًا. مثلا تخصيب اليورانيوم بدرجة 20%، مثل ما قبل الاتفاق النووي، وهذا سيدخل إسرائيل إلى ضغط كبير، لكنّ الإيرانيين يقدّرون أن ذلك لن يجرّ ردًا. هناك احتمال آخر للردّ سيبرانيًا، إيران جرّبت أدواتها عندما فشلت في تنفيذ هجوم سيبراني ضد منشآت المياه في إسرائيل".

وطرحت شاين احتمال الردّ عسكريًا "ضد أهداف إسرائيليّة أو يهوديّة. الإيرانيّون يستطيعون الردّ ضد إسرائيل من العراق أو اليمن. هناك صواريخ تطال إسرائيل من اليمن. وهذا سيكون الردّ الأكثر تصعيدًا وسيقود إلى ردّ شديد. نذكّر أن العراق هو الذخر الأهم للعراق وستكون حذرة من الإضرار به. رغبتها لضمان تأثيرها في إيران فوق أي مصلحة أمنية أخرى".

وقلّلت شاين أن يكون الردّ الإيراني عبر حزب الله اللبناني، وعزت ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية في لبنان.

لا تعليق إسرائيليًا رسميًا

ولم تعلّق إسرائيل رسميًا على تفجيرات إيران، لكنّ وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قال في لقاء سابق "ليست كل الأحداث التي تشهدها إيران مرتبطة ولها علاقة بإسرائيل".

كما شدّد غانتس، أمام نظيره الروسي، سيرغي شويغو، على سعي إسرائيل إلى منع إيران من تحقيق طموحاتها النوويّة واستمرار العمل ضد تموضع إيران عسكريًا في سورية.

من جانبها، أشارت "نيويورك تايمز" إلى تنسيق أميركي – إسرائيلي مشترك، ضمن "الإستراتيجيّة المشتركة الجديدة" لمواجهة إيران، وأشارت إلى العلاقة الوطيدة بين وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو، الذي كان في السابق رئيسًا لوكالة الاستخبارات المركزيّة (سي آي إيه) ورئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين.

ووقعت خلال الأشهر الأخيرة سلسلة انفجارات وهجمات غامضة في إيران، بدأت بهجوم سيبراني على ميناء بندر عبّاس عطّل العمل فيه لأيام في التاسع من أيار/مايو؛ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة أن إسرائيل تقف وراءه.

لاحقًا، اشتدّت التفجيرات الغامضة في محطات للطاقة، ففي السادس والعشرين من حزيران/يونيو اندلع حريق في محطة للطاقة بمدينة شيراز، ووقع انفجار في موقع لإنتاج وقود للصواريخ البالستيّة في موقع خوجير ببارشين قرب طهران.

وفي الثلاثين من حزيران/يونيو وقع انفجار في محطة للطاقة داخل مشفى بطهران أسفر عن سقوط 19 قتيلا.

أما في الثاني من تموز/يوليو فوقع هجوم في منشأة نطنز النوويّة.

وفي الثالث من تموز اندلع حريق في شيراز، بينما وقع انفجار في محطّة للطاقة بالأهواز في اليوم الذي يليه، كما وقع انفجار آخر في قاعدة عسكرية بمدينة قدس في التاسع من تموز/يوليو.

وفي الخامس عشر من تموز، اندلعت النيران في 7 سفن في ميناء بوشهر.

التعليقات