14/03/2022 - 20:30

الحكومة الإسرائيلية تصادق على مدينتين يهوديتين جديدتين بالنقب

صادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم، الإثنين، على إقامة مدينتين يهوديتين جديدتين في النقب، واحدة للحريديين وأخرى للعلمانيين. ويأتي ذلك فيما قررت الحكومة استئناف "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل – "كاكال") عمليات تجريف أراضي المواطنين العرب في النقب وتحريشها.

الحكومة الإسرائيلية تصادق على مدينتين يهوديتين جديدتين بالنقب

اعتداءات على الأراضي العربي في النقب (أ ب)

صادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم، الإثنين، على إقامة مدينتين يهوديتين جديدتين في النقب، واحدة للحريديين وأخرى للعلمانيين. كما صادقت الحكومة على الخطة الخمسية الخاصة بـ"المجتمع البدوي في النقب"، والتي تبلغ قيمتها 5 مليارات شيكل.

ويشمل المخطط الحكومي إقامة مدينة حريدية في النقب باسم "كسيف"، في منطقة بلدة عراد. وستقام في أراضي تل عراد وضواحي بلدة كسيفة العربية، وذلك ضمن السياسات الإسرائيلية الرماية إلى منع توسع بلدات ومدن عربية ومحاصرتها.

كما يشمل المخطط توسيع القرية الزراعية "نيتسانا"، قرب الحدود مع مصر، وتحويلها إلى بلدة لإسكان 2200 عائلة. وفي المرحلة الأولى، ستتم إقامة حي سكني، يشمل "الجالية التربوية الاستيطانية نيتسانا"، وسيتم توسيع هذه البلدة في مرحلة لاحقة.

وبعيد المصادقة على المخطط، قالت شاكيد، في تغريدة على "تويتر": "بمشاركة إلكين، صادقنا اليوم على إقامة مدينة ("كسيف") وبلدية ("نيتسانا") جديدتين في النقب"، وأضافت أن المشروع يشمل "إقامة مدينة ‘كسيف‘ الحريدية والقرية الزراعية ‘نيتسانا‘ في موقع إستراتيجي قرب الحدود المصرية".

وأضافت شاكيد، مقتبسة أول رئيس حكومة إسرائيلي، دافيد بن غورين، ""نحن لا نطالبهم بمنحنا الأرض؛ الأرض لا ننالها بل نحتلها. سنحتل الأرض ونعمرها". وفي وقت سابق، كانت شاكيد قد وصفت مخطط "كسيف" بأنه "قرار صهيوني وإستراتيجي يجلب بُشرى هامة للجمهور عامة ولسكان النقب خاصة".

كما صادقت الحكومة، على الخطة الخمسية الخاصة بالنقب، بادعاء "تنمية المجتمع البدوي"، بميزانية تقدر بـحوالي 5 مليارات شيكل، والتي تتضمن بند "الإنفاذ"، ما يعني استمرار الممارسات العدائية للمؤسسة الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات هدم البيوت وتجريف الأراض العربية في النقب، وزراعتها توطئة لمصادرتها.

وبموجب المخطط، تركز الخطة الخمسية "على تطوير أنظمة الحكم المحلي والبنية التحتية والنقل وحماية البيئة مع زيادة الاستجابات للاحتياجات الاجتماعية، بما في ذلك التعليم والرعاية والتوظيف والثقافة والرياضة والصحة".

ومن المقرر بدء أعمال بناء المدينة الحريدية خلال أشهر معدودة، علما بأن المخطط جاء بمبادرة وزير البناء والإسكان، زئيف إلكين، ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، وبدعم وزير المالية، أفيغدور ليبرمان حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الخميس الماضي.

ورغم أن عدد سكان البلدات اليهودية في النقب قليل نسبيا، باستثناء مدينة بئر السبع، إلا أن مخطط "كسيف" يقضي ببناء 20 ألف وحدة سكنية من أجل إسكان ما بين 100 ألف و125 ألف حريدي فيها.

وتزعم الحكومة الإسرائيلية أن مخطط إقامة مدينة "كسيف" سيشكل حلا لأزمة السكن في المجتمع الحريدي، حيث نسبة الولادة فيه مرتفعة جدا. واعتبرت أن المنطقة المتاح فيها بناء هذه المدينة لا مثيل له في مكان آخر في البلاد.

ويدعي مقدما هذا المخطط أن البنية التحتية في المنطقة التي ستقام فيها المدينة الحريدية تسمح بإقامة مدينة جديدة خلال فترة قصيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد العائلات الحريدية يزداد 11 ألفا سنويا، وأن التوقعات هي أن يزداد عدد العائلات الحريدية بحوالي 300 ألف عائلة حتى العام 2040. وبحسب التقديرات، فإنه يوجد حاليا نقص بحوالي 40 ألف وحدة سكنية للحريديين.

وبحسب مخطط "كسيف"، فإنه سيتم بناء مناطق صناعية وتشغيلية واسعة، ومركز طبي يمنح تأهيلا مهنيا في مجالات طبية، ومنطقة لصناعات الهايتك. كما يشمل المخطط بناء مؤسسات تعليمية بكافة المستويات للحريديين.

يذكر أن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، إلكين، قرر أن تعود "كيرن كييمت ليسرائيل" إلى عمليات جرف أراضي المواطنين العرب في النقب وتحريشها، وبضمن ذلك أراضي محاذية للقرى العربية مسلوبة الاعتراف، حسب ما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"ن في وقت سابق اليوم.

وقبل نحو شهرين، هب المواطنون العرب في النقب، ضد اعتداءات السلطات الإسرائيلية عليهم من خلال عمليات تجريف لأراضيهم وتحريشها، التي نفذتها "كاكال" مدفوعة من أحزاب اليمين. وإثر ذلك دارت مواجهات بين المواطنين العرب في النقب وقوات الشرطة، التي سعت إلى قمع احتجاجاتهم، واعتقلت العشرات من المحتجين.

واضطرت الحكومة الإسرائيلية و"كاكال" في أعقاب هبة عرب النقب إلى وقف التجريف والتحريش، وادعت أنها أنهت هذه العمليات حينها.

وذكرت "كان" اليوم، أن موضوع تحريش أراضي المواطنين العرب طُرح خلال محادثات داخل كتلة حزب "تيكفا حداشا" اليميني، الذي يرأسه وزير القضاء، غدعون ساعر.

وأضافت "كان" أنه جرى الاتفاق داخل "تيكفا حداشا"، الذي ينتمي إلكين إليه، أن "الشكل" الذي انتهت فيه عمليات التحريش، في المرة السابقة، "استوعبت بصورة غير جيدة لدى الجمهور، وبضمن ذلك حقيقة أنه المشاغبين البدو اقتلعوا أشجارا" زرعتها "كاكال".

التعليقات