14/09/2022 - 17:01

الشاباك يوصي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفرض إغلاق على بلدات فلسطينية

خرج جهاز الأمن العام (الشاباك) بتوصية للأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي، تنص على فرض إغلاق على بلدات في شمال الضفة الغربية المحتلة؛ حسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11").

الشاباك يوصي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بفرض إغلاق على بلدات فلسطينية

(Gettyimages)

أوصى جهاز الأمن العام (الشاباك)، اليوم الأربعاء، الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي بفرض إغلاق على بلدات فلسطينية، تحسبا من خروج الأوضاع عن السيطرة؛ على حد تعبيره، حسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11").

وتنص توصية الشاباك، وفقا للقناة الرسمية الإسرائيلية، على التفرقة بين البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، من خلال فرض إغلاق مشدد على ما أسماها بالبلدات "الإرهابية" إلى جانب آخر أطلق عليه إغلاقا "متنفسا" على بلدات لا يبدو فيها "إرهابا واضحا".

واعتبر أنه "من خلال ذلك يمكن إتاحة حياة طبيعية للفلسطينيين مقابل حياة صعبة على الإرهابيين"؛ حسب ما ورد في هيئة البث الإسرائيلي.

ونقلت "كان 11" عن مسؤول أمني، قوله إنه "إذا كان هناك سيطرة نوعا ما حتى الآن في منطقة التماس، لا شك أن الوضع سيخرج عن السيطرة فيما بعد، ولذلك لا بد من اتخاذ خطوات جديدة".

هذا وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الإغلاق الذي أوصى به الشاباك في منطقة التماس سيكون عبر نصب حواجز تفتيش يتم فيها فحص المركبات والمشاة عند مداخل ومخارج القرى التي قد يشملها الإغلاق، ومنع عبور الأشخاص الذين ليسوا من سكان المنطقة وليس لديهم تصريح خاص.

كما أوضحت الصحيفة أن توصية الشاباك التي تم استعراضها خلال جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية عقدت بمشاركة أجهزة الأمن الإسرائيلية وقادة الجيش، تشمل سحب تصاريح عمل داخل مناطق 48، من سكان في البلدات التي يخرج منها منفذي العمليات ضد الاحتلال.

وأفادت الصحيفة بأن توصيات الشابات تهدف إلى "ممارسة الضغط" على الفلسطينيين في محاولة لـ"تقليل الدافع" الذي قد يتولد لدى شبان فلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال، وكذلك "تحديد مواقع مطلوبين" لدى أجهزة أمن الاحتلال.

ومما يذكر أن شابين فلسطينيين استشهدا فيما قتل ضابط في الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، بعد تبادل لإطلاق النار عند السياج الأمني لمستوطنة "غان نير" بالقرب من حاجز الجلمة شمال شرق جنين بالضفة الغربية المحتلة.

(Gettyimages)

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الحدث وقع عند الساعة الثالثة فجرا، حين وصل فلسطينيان مسلحان وحاولا التسلل للمنطقة، قبل أن ترصدهما قوة عسكرية وتحاول اعتقالهما، إلا أنهما بادرا بإطلاق النار وخاضا اشتباكا في المكان.

وعقب الحدث الأمني، قررت سلطات الاحتلال "إغلاق حاجز الجلمة أمام حركة السيارات حتى صباح الجمعة، فيما سيستمر مرور العمال والبضائع كالمعتاد".

اجتماع أمني فلسطيني – إسرائيلي

وسبق العملية، اجتماع بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، ومدير المخابرات الفلسطينية العامة، ماجد فرج، بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، وذلك في اجتماع "سريّ" جرى مؤخرا؛ بحسب ما ذكر تقرير صحافي إسرائيلي.

جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، مساء الثلاثاء، والتي ذكرت في تقريرها أن الاجتماع الذي أجري في ظل التصعيد الأخير الذي تشهده الضفة الغربية المحتلة، "يهدف إلى تسخير آليات جهود منع التصعيد خلال الأعياد" اليهودية.

وذكرت هيئة البث أن اثنين من "كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، أحدهما من الجيش، والآخر من الشاباك"، قد التقيا بالشيخ وفرج في محاولة من الجانب الإسرائيليّ، للتوصل إلى اتفاقيات تعيد عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة، وتحديدا في منطقة نابلس، وذلك "من أجل منع التدهور الأمنيّ"، بحسب القناة.

وأشارت هيئة البث إلى أنه "لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي" خلال الاجتماع، وما تزال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، "تمتنع عن العمل" في شمال الضفة، غير أنها أشارت إلى أن "الحوار والتنسيق بين الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) مستمرّ".

(Gettyimages)

وبحسب ما أوردته هيئة البث، فإنّ الشيخ وفرج قد ذكرا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل في الضفة، لكن "لا يمكن أن تعمل بشكل فعّال بعد كل ليلة تدخلون فيها (اقتحامات الاحتلال المتكررة للضفة) المدن الفلسطينية، وتعتقلون وتقتلون السكان"، مضيفين: "أفعالكم تضعِفنا".

ونقل التقرير عن مسؤول رفيع المستوى في أجهزة الأمن الإسرائيلية، والذي لم يسمّه القول، إن "الوضع الأمني ​​الحالي في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) غير مقبول بالنسبة لنا. قوات الأمن الإسرائيلية تدخل لتعتقل فقط من يعرِّض أمن مواطني إسرائيل للخطر".

تحذيرات مصرية

وفي سياق متصل أيضا، حذر مسؤولون مصريون سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، قد يخرج عن نطاق السيطرة؛ كما وجهوا انتقادا لجيش الاحتلال بسبب تزايد اقتحاماته للضفة.

وأفادت "كان 11" بأن المسؤولين المصريين، انتقدوا سلوك جيش الاحتلال، وأشاروا إلى أنهم يرون أن الزيادة في اقتحامات الجيش الإسرائيلي وعملياته في الضفة؛ "تحرج السلطة الفلسطينية وتضعف موقفها أكثر".

ووفق التقرير ذاته، حذّر المسؤولون المصريّون من أنه إذا استمر الوضع في الضفة على ما هو عليه، فإن إسرائيل "ستواجه انفجارا وفوضى سياسية في الضفة مع اقتراب اليوم الذي يلي أبو مازن (أي رحيل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس)".

التعليقات