21/09/2022 - 14:39

باحث إسرائيلي: إقصاء التجمع "انتصار كبير" للمشروع الصهيوني

اعتبر الباحث الإسرائيلي أن تفكيك القائمة المشتركة يشكل نجاحا للمشروع الصهيوني الذي طالما سعى إلى دفع العمل السياسي العربي إلى مربع النموذج البراغماتي – النفعي مقابل تهميش قضايا الهوية القومية والسياسية الوطنية.

باحث إسرائيلي: إقصاء التجمع

(Getty Images)

رأى باحث إسرائيلي بإقصاء التجمع الوطني الديمقراطي عن القائمة المشتركة، بواسطة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير، "انتصارا كبيرا" للمشروع الصهيوني، ويكرس "الخط الحديدي الفاصل" بين الرغبة الصهيونية في إشراك العرب في النظام السياسي للدفع بالاندماج الاقتصادي في إسرائيل، في الوقت الذي يتم فيه إبعادهم عن عملية تشكيل وتحديد ما وصفه بـ"الأجندة القومية" لدولة إسرائيل، وذلك في إشارة إلى عقيدة "الجدار الحديدي" لجابوتينسكي. كما أكد أن النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي "يحاولان اللحاق" بنهج منصور عباس "البراغماتي النفعي" الذي يتجنب القضايا السياسية ويشدد على القضايا الاقتصادية والاجتماعية ويعترف بإسرائيل دولة يهودية.

جاء ذلك في مقال للباحث المسؤول عن الدراسات المتعلقة بـ"العرب في إسرائيل" في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب د. دورون متسا، نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، أمس، الثلاثاء.

واعتبر الباحث الإسرائيلي أن تفكيك القائمة المشتركة وقرار الجبهة والطيبي خوض الانتخابات في قائمة منفصلة عن التجمع، تساهم في تغليب القضايا الاجتماعية والاقتصادية على قضايا الهوية الوطنية والسياسية.

ورفض الباحث الإسرائيلي فكرة التعامل مع تفكيك القائمة المشتركة من "وجهة نظر ضيقة وآنية" تتعلق بالاصطفافات في المعسكرات السياسية الإسرائيلية الراهنة، مشددا على أن ذلك يشكل نجاحا كبيرا للمشروع الصهيوني الذي طالما سعى إلى دفع العمل السياسي العربي إلى مربع النموذج البراغماتي – النفعي، وحمل السياسيين العرب في إسرائيل على تهميش قضايا الهوية القومية والسياسية الوطنية.

الطيبي وعودة وعبّاس في أعقاب التوصية على غانتس (Getty Images)

وأشار إلى أنه عبر إقصاء التجمع، يسير النائبان أحمد طيبي وأيمن عودة على درب النائب منصور عباس، - متأخرا بعض الشيء – في محاولة للحاق بنهج القائمة الموحدة، مشددا على أن ذلك قد يساهم في إعادة تعريف السياسة العربية "من خلال مزيج من الاعتدال والرؤية لتعزيز القضايا الاجتماعية المدنية على حساب قضايا الهوية الوطنية".

ورأي الباحث الإسرائيلي أنه بالانفصال بين حزب التجمع (القومي) والجبهة والعربية للتغيير، قد يتحول النموذج البراغماتي - النفعي لمنصور عباس، إلى نموذج يحدد السياسة العربية، مشيرا إلى أن الإستراتيجية السياسية للموحدة تلاقت مع إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية، التي سعت في إطار سياستها النيوليبرالية إلى تسريع الاندماج الاقتصادي للمواطنين العرب.

وقال إن ومنصور عباس سعى خلال العامين الماضيين إلى الذهاب أبعد من خلال أخذ الإستراتيجية الاجتماعية والاقتصادية للقائمة المشتركة خطوة إلى الأمام، وتحويلها إلى سياسة معلنة، فيما يمتنع عن انشغال السياسة العربية بالقضايا السياسية والوطنية، إلى درجة انضمامه إلى ائتلاف صهيوني والاعتراف فعليًا بدولة إسرائيل كدولة يهودية.

وأضاف أنه "على هذه الخلفية، يجب أن نفهم ونحلل الانشقاق الحالي في القائمة المشتركة في الأسبوع الماضي. الانفصال بين حزب التجمع وبين الجبهة والعربية للتغيير يدل على تحوّل نهج منصور عباس البراغماتي النفعي إلى مبدأ يحدد السياسة العربية. يحاول أيمن عودة وأحمد الطيبي، متأخرين قليلا، سدّ الفجوة التي نشأت بين القائمة المشتركة وبين الموحدة، التي تواصل تحديد السياسة العربية من خلال المزج بين مبادئ الاعتدال وبين مقاربة تفضل الدفع بقضايا اجتماعية مدنية على حساب موضوعات الهوية القومية".

وخلص إلى أن "السبيل إلى ذلك كان من خلال إزالة العائق الذي يشكله حزب التجمع المتماهي مع سياسة الهوية القومية العربية، ومع المطالبة بتحوُّل إسرائيل إلى دولة لجميع مواطنيها. من هذه الزاوية، ما يجري هو انتصار كبير للمشروع الصهيوني الذي يدفع السياسة العربية في إسرائيل إلى الدخول في نهج البراغماتية والنفعية. وهذه أخبار جيدة لليسار ولليمين الإسرائيلييْن، الحريصيْن على المحافظة على المبدأ الصهيوني الحديدي القديم الذي يرسم الخط الفاصل بين الاستعداد للتعاون مع السياسة العربية في الدفع قدما بالاندماج الاقتصادي، وبين عدم الاعتماد عليها بشأن كل ما له علاقة بصوغ الأجندة القومية وتحديدها".

التعليقات