11/10/2022 - 18:41

نتنياهو عن الاتفاق المرتقب مع لبنان: "استسلام تاريخي"

قال نتنياهو إن "من يرضخ بهذا الشكل لصالح حزب الله، لا يستطيع أن يكون رئيس حكومة في إسرائيل، وغير قادر على مواجهة سباق التسلح النووي الإيراني ولا يستطيع أن يتعامل مع التحولات الدولية التي أحدثتها الأزمة في أوكرانيا، ولا يستطيع

نتنياهو عن الاتفاق المرتقب مع لبنان:

(Getty Images)

اعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الثلاثاء، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة يائير لبيد، رضخت لمطالب "حزب الله" في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان برعاية الولايات المتحدة الأميركية، واصفا الاتفاق المرتقب بين الجانبين في هذا الشأن بأنه "استسلام تاريخي" من قبل إسرائيل.

من جانبه، هنأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لبيد، على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، واعتبر أنه "يصنع التاريخ"؛ فيما صرّح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية بأن "واشنطن تعتبر اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان انفراجة تاريخية".

وأعلنت قيادات في المعارضة اليمينية الإسرائيلية، رفضها لمسودة اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان. وفي حين وصفه لبيد بأنه "اتفاق تاريخي"، شدد نتنياهو على أنه "استسلام تاريخي"، وقال إن "حزب الله" هدد لبيد واستطاع أن يجعله يرضخ لمطالبه في المفاوضات عبر التلويح بـ"قوة السلاح".

وقال نتنياهو إن "من يرضخ بهذا الشكل لصالح حزب الله، لا يستطيع أن يكون رئيس حكومة في إسرائيل، وغير قادر على مواجهة سباق التسلح النووي الإيراني ولا يستطيع أن يتعامل مع التحولات الدولية التي أحدثتها الأزمة في أوكرانيا، ولا يستطيع مواجهة التهديدات الكثيرة التي تواجه إسرائيل".

وفي بيان مصور، شدد نتنياهو على أنه "لأكثر من عقد من الزمان، لم تستسلم الحكومات تحت قيادتي لتهديدات نصر الله - ولم نحصل في المقابل على الحرب، حتى وصل لبيد. وفي غضون ثلاثة أشهر، استسلم لبيد بالكامل لجميع مطالب حزب الله". ووصف الاتفاق المرتقب مع لبنان بأنه "بيع ضمن حملة تصفية" من قبل لبيد.

وقال مكتب لبيد، في بيان، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع يوم غد، الأربعاء، قبل جلسة خاصة للحكومة، "لبحث تقديم الاتفاق إلى الحكومة للمصادقة عليه وعرضه على الكنيست"، مؤكدا أن لبيد موافق على مسودة المقترح الأميركي للاتفاق.

وسارع مسؤولون، بينهم لبيد ووزير الأمن، بيني غانتس، ووزيرة الطاقة، كارين إلهرار، إلى الترحيب بمسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية. غير أن الأجواء في المعارضة اليمينية الإسرائيلية كانت مغايرة، لا سيما في سياق انتخابات برلمانية مقرر إجراؤها في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

واعتبر عضو الكنيست عن حزب "الليكود"، نير بركات، في مقابلة مع إذاعة 103Fm الإسرائيلية، أن لبيد لا يملك تفويضا لتوقيع اتفاق، معتبرا أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ابتز دولة إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق، وقال إن "هذا اتفاق لحكومة من دون تفويض يأتي من أجل الاستسلام".

فيما لوحت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، بالتصويت ضد الاتفاق في حال لم يُعرض على الكنيست للمصادقة عليه، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي. وقالت شاكيد إن "كل اتفاق هام توصلت له إسرائيل خلال الأجيال الماضية، تم عرضه لموافقة الكنيست، لأنه من الضروري العودة إلى صاحب السيادة في القضايا الهامة (البرلمان)".

وأعلنت إسرائيل ولبنان موافقتهما على مسودة الاتفاق الذي عرضه الوسيط الأميركي، آموس هوشستين، وذلك بعد أن خاض البلدان مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا.

وكان لبيد قد أعلن في وقت سابق، اليوم، موافقته على مسودة الاتفاق، كما أعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن الصيغة النهائية للعرض الأميركي بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل "مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية".

ملامح الاتفاق المرتقب:

  • اعتماد خط عرض 23 كخط ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
  • يستحوذ لبنان على كامل حقل "قانا" الغازي، بما في ذلك الجزء الواقع جنوب خط عرض 23 في المياه الاقتصادية الإسرائيلية.
  • تحصل إسرائيل مقابل تنازلها عن هذا الجزء على تعويض مالي من (توتال الفرنسية) الشركة المنفذة لأعمال استخراج الغاز من حقل قانا الواقع شمال خط 23 ضمن المنطقة الاقتصادية اللبنانية.
  • تستحوذ إسرائيل على حقل "كاريش" كاملا بما في ذلك حقوق الاستكشاف والتنقيب جنوب الخط 23 ضمن منطقتها الاقتصادية.
  • سحب البند المتعلق بتحديد نقطة انطلاق ترسيم الحدود البحرية انطلاقا من البر، استنادا لخط الطوافات البحري (كان معتمدا لمنع الصيادين من تجاوزه وليس خطا دوليا) من المسودة النهائية للاتفاق إلى حين تحديد موعد التفاوض بين الطرفين على ترسيم الحدود البرية ـ وهو ما يعني نجاح لبنان في الفصل بين ترسيم الحدود البحرية والبرية.

التعليقات