14/10/2023 - 21:04

الاحتلال يعلن استعداده "لعمليات برية كبيرة" في غزة وتهديدات بـ"تقليص مساحة" القطاع

في ظل الدعوات الإسرائيلية المتصاعدة لاجتياح قطاع غزة، جيش الاحتلال يصدر بيانا يعلن فيه استعداده لـ"عمليات كبيرة واسعة" في قطاع غزة، فيما تتواصل دعوات الاحتلال لسكان القطاع لإخلاء المناطق الشمالية؛ ساعر يهدد بـ"جباية ثمن من أراضي غزة" وتقليص مساحة القطاع.

الاحتلال يعلن استعداده

قوات الاحتلال حول قطاع غزة المحاصر (Getty Images)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، السبت، إن قواته تستعد لتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية مع تزايد التوقعات باجتياح وشيك لقطاع غزة المحاصر، فيما تتواصل دعوات الاحتلال لسكان شمالي القطاع بإخلاء المنطقة والتوجه جنوبا، وسط تقارير إسرائيلية عن "توغل بري خلال ساعات".

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن قواته انتشرت في جميع أنحاء البلاد، مما زاد من الاستعدادات العملياتية للمراحل المقبلة من الحرب، "مع التركيز على العمليات البرية الكبيرة".

وأشارت تقاير إسرائيلية إلى أنه "تمت الموافقة على الخطط العملياتية" للاجتياح البري للقطاع، وقالت إن جيش الاحتلال يعمل على تنفيذ "عملية منظمة لرفع كفاءة القوات المقاتلة، إلى جانب عملية شراء متسارعة (للمعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة) لسد الثغرات الموجودة".

وذكرت أن "التوغل البري الذي تستعد له قوات الجيش الإسرائيلي ستتم بناء على سلسلة من الاعتبارات العملياتية، بما في ذلك "إخلاء السكان، استنفاد العمليات الجوية، جهوزية القوات"، مع الأخذ بين الاعتبار "التوتر القائم بين الهجوم في غزة وضرورة الاستعداد والتأهب على الجبهة الشمالية".

من جانبه، أطلق الوزير المنضم حديثا إلى الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي، غدعون ساعر، تهديدا بجعل الحرب على قطاع غزة "عبرة لكل من يتعامل مع إسرائيل"، في إشارة إلى إيران وحزب الله، وذلك عبر إزاحة حركة حماس عن السلطة في غزة والقضاء على قدراتها العسكرية.

عناصر القسام في غزة (أرشيفية - Getty Images)

كما هدد ساعر، في مقابلة تلفزيونية، بتقليص مساحة قطاع غزة بعد الحرب الحالية التي تشنها سلطات الاحتلال ضد القطاع المحاصر، معتبرا أن ذلك "أولوية أمنية" لإسرائيل، وقال "على القطاع أن يصبح أصغر جغرافيا بعد انتهاء العمليات العسكرية".

وقال ساعر يجب أن يتم جباية ثمن من مساحة غزة"، واستغلال هذه المساحة إسرائيلية في شمال وجنوب القطاع لـ"فرض طوق أمني" وتشديد الحصار على القطاع، أضاف "يجب أن يتعلموا أن من يبدأ (المواجهة ضد إسرائيل) سيخسر أرضا".

من جانبه، أقر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بوقوع "أخطاء" في تقييمات أجهزة الاستخبارات قبيل الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، في حين نفى أن تكون إسرائيل قد تلقت "تحذيرا ملموسا"، حتى من مصر، بشأن الهجوم.

وقال هنغبي، في إحاطة صحافية، ردا على سؤال تناول تصريحات له عن عدم توقع شن حماس لهجوم، "إنه خطئي، ويعكس أخطاء كل من يقوم بهذه التقييمات (الاستخباراتية)". وأضاف "أعتقدنا حقا أن حماس تعلمت الدرس" من آخر عدوان إسرائيلي على قطاع غزة عام 2021.

ورفض هنغبي أي مفاوضات تؤدي إلى اتفاق لتبادل أسرى مع حماس، مشيرا إلى أن عدد الأسرى الإسرائيليين يقدر بـ150-200، في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، مساء اليوم، أنه تم إبلاغ أسرة 126 شخصا بأنهم وقعوا بالأسر لدى فصائل المقاومة في غزة.

واعترف هنغبي أنه تم استدعاء رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، رونين بار، من أجل إحاطة غير عادية في الرابعة من فجر السبت الماضي، أي قبل ساعتين ونصف من بدء الهجوم، بشأن معلومات استخباراتية جديدة لكن ذلك لم يستلزم التعبئة.

من جانبه، أشار الرئيس السابق لجهاز الموساد، يوسي كوهين، إلى إن التوغل البري في قطاع غزة سيتطلب عمليات واسعة ومعقدة على الصعيد الاستخباراتي، في ظل المواجهات العنيفة المتوقعة مع فصائل المقاومة في غزة.

علما بأن الحديث عن خسائر محتملة بالأرواح بات على هامش الخطاب الإسرائيلي في ظل الخسائر البشرية في هجوم كتائب القسام، فجر السبت الماضي، والتي كسرت الحاجز النفسي في الجانب الإسرائيلي لمثل هذه العملية.

وقال كوهين إنه لا يرى ضرورة لـ"الالتفات إلى مسألة الحصار"، مؤكدا أنه بصفته الرئيس السابق للموساد، يبذل جهودا دولية ودبلوماسية لتوسيع "النافذة الزمنية" التي حصلت عليها سلطات الاحتلال من القوى الغربية والدولية، لمواصلة هجماتها العنيفة على غزة.

قوات الاحتلال البرية المتمركزة قرب قطاع غزة (Getty Images)

واستبعد كوهين، وهو أحد مهندسي اتفاقات التطبيع مع دول "اتفاقيات أبراهام"، أن تتأثر العلاقات الإسرائيلية - الإماراتية من جراء الحرب على غزة، مرجحا كذلك أن "تتجند السعودية سياسيا لصالح دولة إسرائيل في المعركة ضد المنظمات الإرهابية"، على حد تعبيره، وتوقع أن تستأنف محادثات التطبيع بين الرياض وتل أبيب قريبا.

وقال كوهين إن "الوقت يعمل لصالحنا في غزة، حتى في مخابئ قادة حماس سينفد الأوكسجين والماء والغذاء، وعندها سيفتح باب للحسم والانفراج في قضية المختطفين (الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة)"، وأضاف "إذا تم فتح جبهتين ونحن في حاجة إليها، أتوقع أن يتجند الأميركيون لصالحنا باستخدام حاملات الطائرات في المنطقة".

وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن قواته "تستعد بدعم لوجستي مكثف واستكمال تعبئة الاحتياط لمئات الآلاف من الجنود، لتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية التي تشمل هجوما متكاملا ومنسقا من الجو والبحر والبر".

وأضاف أن "القوات البرية تعمل مع قسم التكنولوجيا واللوجستيات حاليا على إعداد قوات الجيش لتوسيع القتال، وكجزء من الإعداد اللوجستي أنشأ القسم مراكز لوجستية أمامية بهدف تمكن القوات المقاتلة من تجهيز نفسها بسرعة وبطريقة تتكيف مع احتياجاتها".

وذكر أنه "في الأيام الأخيرة نقل الأدوات اللازمة للقتال إلى موقع تمركز القوات، وفي هذه المرحلة تعمل الوحدات المختلفة التابعة لشعبة التكنولوجيا واللوجستيات على استكمال تأهيل الأدوات ومعداتها بوسائل قتالية متطورة حسب الحاجة".

وأضاف أن جنوده ينتشرون في جميع أنحاء البلاد وهم "متأهبون لزيادة الجهوزية للمراحل القادمة من الحرب، مع التركيز على هجوم بري كبير".

التعليقات