05/11/2023 - 22:43

نتنياهو يحاول الربط بين هجوم 7 أكتوبر واحتجاجات إضعاف القضاء

نتنياهو يسعى إلى الربط بين الحركة الاحتجاجية في صفوف قوات الاحتياط والإعلان عن رفض الامتثال للخدمة العسكرية احتجاجا على خطة إضعاف القضاء، وبين الدوافع لدى قيادة حركة حماس بشن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

نتنياهو يحاول الربط بين هجوم 7 أكتوبر واحتجاجات إضعاف القضاء

مظاهرات في القدس تطالب نتنياهو بالاستقالة وتحمله مسؤولية هجوم 7 أكتوبر (Getty Images)

حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الربط بين الرفض العلني للخدمة العسكرية احتجاجا على خطة حكومته لإضعاف جهاز القضاء، بالهجوم الذي نفذته كتائب القسام، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة المحاصر.

جاء ذلك خلال إحاطة قدمها لصحافيين في وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأحد، سُئل خلالها عن مدى "شعوره بالذنب" وتحمله لمسؤولية الإخفاقات التي سبقت هجوم القسام، ومدى الاستعدادات التي أجراها في ظل التحذيرات التي قدمتها الجهات الاستخباراتية من هجوم محتمل.

يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت ما جاء في الإحاطة على لسان مسؤول رفيع، فيما تراجع نتنياهو لاحقا عن تصريحات هذا المسؤول الذي أكد الوزير في "كابينيت الحرب"، بيني غانتس، أنه نتنياهو نفسه.

وقال نتنياهو إنه غير منشغل بـ"الشعور بالذنب"، بل إنه "مشغول بشيء واحد فقط وهو إدارة الحرب"، وعندما أجابه الصحافيون أن "الجمهور منشغل بالفعل بهذا الأمر"، قال: "دعوا الجمهور يناقش ويتعامل وينشغل بذلك".

وسعى نتنياهو للربط بين الحملة العلنية الواسعة لرفض الخدمة العسكرية احتجاجا على خطة حكومته لإضعاف جهاز القضاء، وبين سلوك رئيس حركة حماس، يحي السنوار، في إشارة إلى هجوم "طوفان الأقصى".

ويرى نتنياهو أن اتساع ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في قوات الاحتياط وفي صفوف القوات النظامية، وعلى رأسها سلاح الجو، شكل دافعا لدى السنوار لإطلاق عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وخلال الإحاطة الصحافية، سُئل نتنياهو عما إذا كان "يشعر بالذنب" بشأن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وإذا ما كان "استعد للحرب بناء على تحذيرات قيادة الجيش"، فنفى نتنياهو أن يكون قد تلقى أي تحذيرات.

وقال نتنياهو إنه "حذّر حتى في ذروة الاحتجاجات (على خطة إضعاف القضاء)، من عواقب الرفض العلني للخدمة على أعداء إسرائيل". وأضاف "بعد الحرب سيكون هناك من سيفحص العلاقة بين الرفض العلني للخدمة وتحركات السنوار".

وحين طُلب منه أن يوضح أقواله، وإذا ما كان يقصد أن الإعلان عن رفض الخدمة العسكرية احتجاجا على خطة إضعاف القضاء قد ساهم في هجوم حماس، قال نتنياهو: "ليس هذا ما قلته، قلت أنه سيتم فحص ذلك".

وسرعان ما أحدثت تصريحات نتنياهو ضجة جديدة وحالة استهجان في أوساط الحكومة والمعارضة والحركة الاحتجاجية على حد سواء، فسارع لدرء التهم عن نفسه عبر منشور على منصة "إكس"، وقال إن "حماس شنت حربا ضدنا لأنها معنية بقتلنا جميعا وليس بسبب الخلافات الداخلية بيننا".

وردا على هذه التصريحات، قال الوزير في "كابينيت الحرب"، بيني غانتس، في منشور على موقع "إكس" إن "نسبة الامتثال للأوامر استدعاء الاحتياط زادت عن 100% والتجنيد الاستثنائي للقوات هو الرد الساحق على جميع أعدائنا".

وأضاف أن "التهرب من المسؤولية والتشهير (بالجنود والمسؤولين العسكريين) أثناء الحرب يضر بأمن الدولة؛ على رئيس الحكومة أن يتراجع عن تصريحاته بصورة واضحة لا لبس فيها".

وفي أعقاب منشور غانتس، صدر عن مكتب نتنياهو بيانا مقتضبا جاء فيه: "لم يقل رئيس الوزراء بأي شكل من الأشكال أن الرفض (رفض الامتثال للخدمة العسكرية) هو الذي دفع حماس إلى مهاجمة إسرائيل".

وأضاف "رئيس الحكومة كان قد قال قبل الحرب إنه لا يجب على أعدائنا أن يخطؤوا، في الوقت اللازم فإن الجميع سيتمثل للخدمة العسكرية، كما حدث بالفعل".

من جانبها، قالت حركة "أخوة في السلاح" التي قادت احتجاجات قوات الاحتياط ضد خطة إضعاف القضاء، إن "نتنياهو يغرس من جديد سكينا في ظهر المقاتلين خلال الحرب. الشعب جميعه جيش - عدا أبنائك - وأنت وحدك من يستمر في تمزيق الشعب".

وفي تصريحات صدرت عنه خلال جولة في قاعة "رامون" العسكرية، جنوبي البلاد، لمّح نتنياهو إلى ذلك حيث قال: "لقد أخطأ أعداؤنا في حقنا، فقد ظنوا أننا لن نمتثل (للخدمة العسكرية) عندما يستدعي الأمر".

وتابع "لقد امتثلنا (للأوامر العسكرية) وسنقاتل الآن جنبًا إلى جنب"، وأضاف "أريدكم أن تعلموا أن هناك شيئًا واحدًا لن نفعله، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة مختطفينا".

يذكر أن نتنياهو يرفض حتى هذه اللحظة تحمل مسؤولية الإخفاقات التي سبقت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعوضا عن ذلك قال إن "الجميع سيتعين عليهم تقديم إجابات بعد الحرب، بمن فيهم أنا".

يذكر أن نتنياهو كان قد حمّل رئيسي الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية مسؤولية الفشل في توقع هجوم حماس، في بيان مقتضب سرعان ما تراجع عنه، أشار فيه إنه لم يتلق أي تحذيرات من هجوم على غرار هجوم 7 من تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال نتنياهو إنه "لم يتم تحذيره، تحت أي ظرف من الظروف وفي أي مرحلة، من نوايا الحرب من جانب حماس. بل على العكس، قدر جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس ‘أمان‘ ورئيس الشاباك، أن حماس مرتدعة وستلجأ إلى التسوية".

وأضاف أن "هذه هي التقديرات التي قدمتها جميع الأجهزة الأمنية الاستخباراتية، إلى رئيس الحكومة والكابينيت مرة تلو الأخرى، حتى لحظة اندلاع الحرب"، وفي اليوم التالي، حذف نتنياهو البيان الذي شاركه على منصة "إكس"، واعتذر عنه.

التعليقات