16/01/2024 - 10:56

حملة إسرائيلية للتأثير على الوعي الدولي المناهض للحرب على غزة

تقرير: إسرائيل اشترت نظاما تكنولوجيا للتأثير الشامل، بهدف التأثير على الرأي العام العالمي وخاصة أوساط الشباب في الغرب، بعدما تبين فشلها في مواجهة التأييد للفلسطينيين في الشبكات الاجتماعية

حملة إسرائيلية للتأثير على الوعي الدولي المناهض للحرب على غزة

مسيرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين تجوب نيويورك، أمس (Getty Images)

تحاول إسرائيل مواجهة ما تصفه مصادر استخباراتية وتكنولوجية بأنه "إخفاق الإعلام" الذي برز في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والأزمة الشديدة في مصداقيتها التي قالت المصادر إنها وضعت مصاعب أمام قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل مقابل حركة حماس. وعلى إثر ذلك، اشترت إسرائيل نظاما تكنولوجيا للتأثير الشامل من أجل إنتاج مضامين ملائمة لحملات على الوعي في الشبكة، وفق ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن خمسة مصادر مطلعة اليوم، الثلاثاء.

وكان الهدف من نظام كهذا أن يستخدم في إطار الحرب النفسية والتأثير في المجال الاستخباراتي، إلا أنه تشغله اليوم إحدى الوزارات الإسرائيلية، بعد تخوفات في وزارة الأمن من ممارسة تكنولوجية تأثير سياسي، حسبما قالت مصادر للصحيفة.

وهدف إسرائيل من وراء شراء هذا النظام هو مواجهة حملات إعلامية داعمة للفلسطينيين، إنكار مسؤولية حماس عن مقتل إسرائيليين في هجوم 7 أكتوبر، ومضامين معادية للسامية في الشبكة. وحملة التأثير الشاملة الإسرائيلية من خلال هذا النظام موجهة بالأساس إلى أوساط الشبان في الغرب، وفقا لمصادر إسرائيلية.

وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) قد أعلن، أمس، أنه "كشف حسابات وهمية" في الشبكات الاجتماعية، لجهات أمنية إيرانية، وموجهة إلى المواطنين الإسرائيليين، وبضمنها حسابات تطالب الحكومة الإسرائيلية بالعمل من أجل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة، منذ 7 أكتوبر.

جرحى جراء قصف إسرائيلي على خانيونس، أمس (Getty Images)

ويعتقدون في إسرائيل أن حملات إعلامية كهذه "تمنع إسرائيل من التحدث بشكل ملائم حول فظائع 7 أكتوبر وأن تشرح للعالم لماذا حربها ضد حماس عادلة". ويدعون أيضا أن "ثمة حاجة ماسة للتأثير على الرأي العام العالمي من أجل توفير حيز عمل للجيش الإسرائيلي لإنجاز أهداف الحرب، رغم عدد القتلى العائل والمشاهد الصعبة في غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الساعات الأولى بعد هجوم "طوفان الأقصى"، تبين أن جهاز الأمن الإسرائيلي ليس جاهزا للتعامل مع "جبهة الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الرسائل، مثل تلغرام". وإثر ذلك، تطوع عاملون في مجال الهايتك وشركات تكنولوجية من أجل سد الفجوة، وتم تطوير تقنية لرصد شبكات وتعرف على وجوه بهدف التعرف على مقاتلي حماس الذين شاركوا في "طوفان الأقصى"، ورصد رهائن ومكان تواجدهم.

وبعد عدة أسابيع بدأوا في إسرائيل يتحدثون عن ضرورة المبادرة إلى نشر معلومات. وقال مسؤولون في جهاز الأمن، وفي أجهزة الاستخبارات بشكل خاص، إن ثمة "ضرورة قومية ملحة" لإطلاق حملة تأثير من أجل "الرد على حماس في ميدان المعركة على الوعي".

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إنه تعين على وزارة الخارجية وهيئة الإعلام القومية أن تنفذان هذه الحملة، لكن الجهات الضالعة في شراء نظام التأثير رأت أنهما لا توفران حلولا ذات علاقة باحتياجات جهاز الأمن. كما اتضح أن قدرات وحدة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي محدودة في مواجهة إعلام حماس.

وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي تنشرها جهات مؤيدة للفلسطينيين في الشبكات الاجتماعية هي كمية هائلة، وأن إسرائيل تواجه صعوبة في "لجم موجة التأييد الدولية لحماس والتشكيك المتزايد لتوثيق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وحججه. وأي محاولة رسمية للرد على دعاية حماس كان مفعولها معاكس، ورفض العالم أن يقتنع". وتجدر الإشارة إلى أن المظاهرات الحاشدة في العواصم الغربية خصوصا كانت ضد الحرب وقتل الفلسطينيين الواسع والدمار الهائل الذي زرعته إسرائيل في قطاع غزة، وليس دعما لحماس.

وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي إن "هذا لم يعد مرتبطا بالتحدث عن حقنا بالرد على أحداث 7 أكتوبر، وإنما هذه معركة على مجرد شرعية إسرائيل بالجود كدولة لديها جيش. وبهذا المفهوم، حماس انتصرت فعلا"، وفق ما نقلت الصحيفة عنه.

وفي أعقاب المجزرة في المستشفى المعمداني، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، حيث استشهد حوالي 500 فلسطيني لجأوا إلى المستشفى كمكان آمن، تعززت القناعة الإسرائيلية بشأن حملة التأثير. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من نفي إسرائيل إطلاق صاروخ على المستشفى، لكن "محاولاتها للرد على طوفان المعلومات المضللة فشل، وجرى تفنيد الحجج الإسرائيلية".

التعليقات