06/02/2024 - 16:43

نتنياهو يطالب الجيش بالتحقيق في تدريب يحاكي إحباط عملية اختطاف ينفذها مستوطنون

استياء المستوطنين وغضب شركائه في معسكر اليمين يدفع مكتب نتنياهو إلى مطالبة الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، بالتحقيق في تدريب لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يحاكي إحباط عملية اختطاف ينفذها مستوطنون ضد مواطنين فلسطينيين.

نتنياهو يطالب الجيش بالتحقيق في تدريب يحاكي إحباط عملية اختطاف ينفذها مستوطنون

نتنياهو في معسكر سالم العسكري التابع لجيش الاحتلال شمالي الضفة الغربية (Getty Images)

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الجيش الإسرائيلي، بتقديم إجابات واضحة والتحقيق في تدريب عسكري أجرته القوات التابعة لقيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، تحاكي إحباط عملية اختطاف ينفذها مستوطنون ضد مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو في ظل حالة الاستياء الواسعة في أوساط معسكر اليمين المتطرف، عبّر عنها وزراء وأعضاء كنيست في الائتلاف الحكومي ورؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، إزاء التدريب الذي أجراه جيش الاحتلال في الضفة.

وجاء في البيان أن نتنياهو "يطالب بإجابات وإجراء تحقيق من الجيش الإسرائيلي بشأن التدريب الذي يحاكي اختطاف عربي على يد مستوطن"، ونقل البيان عن نتنياهو قوله: "هذا السيناريو الوهمي منفصل عن الواقع، وغير مناسب، ويسبب ظلمًا لمجتمع كامل وعزيز من المستوطنين في وقت الذي يقاتل فيه الكثير منهم بضراوة، بل ويسقطون دفاعًا عن إسرائيل".

وتابع أنه "أنا لست على استعداد لقبول مثل هذه القسوة تجاه إخواننا وأخواتنا في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة".

وفي أعقاب الكشف عن التدريب العسكري الذي أجري أمس، الإثنين، أدان عدد من الوزراء اليمنيين في الحكومة الإسرائيلية، التدريب وشنوا هجوما على قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي وكان على رأس المعترضين على التدريب، وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

كما أصدر رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بيانا مشتركا طالبوا فيه رئيس الحكومة، نتنياهو، بإصدار أوامر بإجراء تحقيق داخلي في قيادة المنطقة الوسطى والعمل على إقالة المسؤول عن التدريب العسكري الذي يحاكي تعريف مستوطنين على أنهم عدو ويختطفون فلسطينيا إلى إحدى البؤر الاستيطانية.

وردا على ذلك، كتب سموتريتش على منصة إكس، الإثنين: "شخص ما في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي ضائع كلّيًا، ولسوء الحظ هذه ليست المرة الأولى". وأضاف: "تعريف المستوطنين على أنهم أعداء، في حين يتم تجنيد الكثير منهم في الجبهة ويدفعون ثمنًا باهظًا من الدماء، هو خسارة تامّة للقيم الأخلاقية"، وفق تعبيره.

أما بن غفير، فعلّق قائلا: "التقرير عن التدريب الذي أجرته القيادة الوسطى والذي تم في إطاره محاكاة اختطاف عربي من قبل المستوطنين، هو هلوسة وجنون تامّ"، وتابع "بينما يحتجز عناصر حماس 136 رهينة إسرائيلية، يأمر قائد المنطقة الوسطى بإجراء تدريب يستبيح دماء المستوطنين ويشيطنهم".

وقال إن "المستوطنين لا يختطفون العرب. ولا يُشتبه بهم حتى في التخطيط لمثل هذه الأمور، والعكس صحيح: العرب يتجولون داخل المستوطنات دون أي خوف"، واعتبر أن "وجود مثل هذا التدريب هو تعاون كامل في فرية الدم حول عنف المستوطنين"، وفق ادّعائه.

وطالب رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، في بيان، "رئيس الحكومة، نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، "إجراء فحص داخلي في قيادة المنطقة الوسطى وإبعاد الشخص الذي خطط للتدريب الذي يحاكي اختطاف فلسطيني على يد إسرائيلي".

ونقل البيان عن رئيس لجنة رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة ورئيس المجلس الاستيطاني "شومرون"، يوسي دغان، ورئيس المجلس الاستيطاني "غوش عتصيون" ورئيس مجلس "يشاع"، شلومو نئمان، ورئيس المجلس الاستيطاني "بنيامين"، يسرائيل غانتس، أنهم "يهاجمون المسؤولين عن تخطيط وتنفيذ التدريب العسكري".

وشددوا على أن التدريب "يشوه سمعة المستوطنة ويعرض حياة الناس للخطر"، وطالبوا "رئيس الحكومة ووزير الأمن بإبعاد وإقالة الشخص الذي كتب التمرين الذي نفذته قيادة المنطقة الوسطى والذي يحاكي اختطاف فلسطيني على يد إسرائيلي، بدلا من محاكاة هجوم على المستوطنات الإسرائيلية من قبل الإرهابيين والسيناريوهات المعاكسة".

وقالوا إن التدريب "يهدد الحياة لأنه يهدر الذخيرة والقوة البشرية على سيناريو وهمي بدلاً من الاستعداد للسيناريو الحقيقي"، وطالبوا بإجراء "تحقيقات داخلية وفحص شامل في قيادة المنطقة الوسطة التي تقوم بأشياء كثيرة في هذه الحرب بطريقة موهومة تبلغ ذروتها بهذه الممارسة المشينة".

من جهته، دعا وزير الأمن، يوآف غالانت، إلى "التدخل الفوري في الأمر والتحقيق في الحادث"، مضيفًا: "لن نسمح لمثل هذا السلوك الخطير أن يمر"، وفق وصفه. بدوره، هاجم وزير التراث، عميحاي إلياهو ("عوتسما يهوديت")، قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس.

وقال إلياهو إن المستوطنين في الضفة الغربية "ليسوا أعداء، لا في الواقع ولا في الممارسة"، وخاطب قائد المنطقة الوسطى بالقول: "جنرال فوكس.. أنت مرتبك". علما بأن التدريب نظم بعد أيام من فرض الإدارة الأميركية عقوبات على 4 مستوطنين لمشاركتهم في أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

بدوره، أصدر الجيش اعتذارا على التدريب الذي أثار غضب أنصار اليمين والمستوطنين، وعرض قيادة الجيش لانتقادات واسعة، في تعقيب عممه على المراسلين العسكريين لوسائل الإعلام الإسرائيلية، جاء فيه أنه "لم يمارس سيناريوهات محاكاة المستوطنين على أنهم أعداء".

وأضاف أن هناك خطأ في وضع العلامات على المشاركين في التدريب بحيث ظهر المستوطنون على أنهم أعداء ومختطفون، واعتذر جيش الاحتلال عن هذا "الخطأ"، وشدد على أن "الجيش الإسرائيلي يرتبط بعلاقة وثيقة مع المستوطنين ويعمل على حمايتهم على مدار الساعة وبتعاون كامل معهم".

وأشار الجيش إلى أن التدريب شمل "محاكاة لأكثر من 100 سيناريو مختلف بما في ذلك السيناريوهات المتطرفة"، وكان يهدف إلى "تعزيز جاهزة فرقة الضفة (التابعة للجيش الإسرائيلي) للحفاظ على أمن السكان".

وتقول منظمات حقوقية إسرائيلية إن عنف المستوطنين بالضفة الغربية ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وتصاعد بوتيرة ملحوظة أواخر عام 2023 وبحماية من القوات الإسرائيلية، وخاصة على وقع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

التعليقات