اقتحم 1149 مستوطنا الإثنين المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ثاني أيام عيد "الفصح" اليهودي. تأتي هذه الاقتحامات استجابةً لدعوات جماعات "الهيكل" المزعوم، التي تنادي بتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى خلال العيد.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، فإن عدد المستوطنين المقتحمين خلال ساعات الصباح بلغ 765، ثم بعدها اقتحم 384 مستوطنا الأقصى خلال ساعات الظهر، ما مجموعه 1149 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الإثنين.
من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن عدد المستوطنين المقتحمين اليوم بلغ 1149
— موقع عرب 48 (@arab48website) April 14, 2025
التفاصيل: https://t.co/7dy1AO8JOd pic.twitter.com/WKbxiv35te
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية أن مئات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد على شكل مجموعات، حيث قاموا بجولات استفزازية في باحاته، مرددين الأهازيج والصلوات التلمودية، وسط الغناء والتصفيق.
وفي المقابل، شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على المصلين الفلسطينيين، حيث دققت في الهويات واحتجزت بعضها عند بوابات المسجد، مانعة العديد منهم من الدخول.
في السياق نفسه، منعت شرطة الاحتلال المقدسيين من التواجد في طريق الواد داخل البلدة القديمة، وأغلقت الشارع لتأمين مرور المستوطنين إلى باحات المسجد.
كما حولت القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية، مع انتشار كثيف لعناصر الشرطة والوحدات الخاصة في أزقتها وشوارعها.
وتسعى الجماعات المتطرفة إلى فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى، من خلال محاولات متكررة لتنفيذ طقوس "ذبح القربان الحيواني"، ضمن محاولاتها لتغيير الهوية الإسلامية للمكان، وفرض الطقوس التوراتية بداخله.
وقد أطلقت جماعة "جبل الهيكل في أيدينا" حملات منظمة لتسهيل الاقتحامات، عبر توفير مواصلات بأسعار مدعومة وجولات اقتحامية مجانية، داعية المستوطنين للمشاركة في ما أسمته "أيام الاقتحامات المركزية"، والتي تستمر من الأحد إلى الخميس خلال أسبوع "الفصح"، بينما تُغلق الاقتحامات يومي الجمعة والسبت.
في المقابل، تتواصل الدعوات الفلسطينية لحشد أوسع حضور من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، خاصة خلال ساعات الفجر، لمنع تنفيذ مخططات المستوطنين، ورفض إدخال "القرابين" أو إقامة أي طقوس تلمودية داخل المسجد.
الأوقاف الإسلامية بالقدس تحذر من تصاعد انتهاكات واقتحامات المستوطنين
وحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، من تصاعد انتهاكات المتطرفين اليهود بحق قدسية المسجد الأقصى المبارك، واقتحام باحاته بمجموعات كبيرة من المتطرفين اليهود خلال ما يعرف بعيد "الفصح" اليهودي، وممارسة مجموعة من الانتهاكات والاستفزازات داخل باحات المسجد من صلوات تلمودية وانبطاحات وأداء الرقصات والغناء، والتجمع عند أبواب المسجد وعرقلة دخول المصلين، والدعوات المستمرة لتقديم ما يعرف بالقربان داخل باحات المسجد في استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم، والتي تؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المنطقة؛ حسبما ورد في بيان له.
وأدان مجلس الأوقاف ما تقوم به الشرطة من تمكين هؤلاء المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإعطائهم الحرية الكاملة للقيام بطقوسهم المختلفة داخل باحاته في انتهاك غير مسبوق للوضع التاريخي والديني والقانوني القائم منذ أمد للمسجد الأقصى المبارك كمسجد إسلامي للمسلمين وحدهم.
كما يدين استمرار الشرطة باستهداف العاملين في دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وخطباء المسجد الأقصى المبارك، وملاحقتهم لقيامهم بمهامهم وواجباتهم الدينية والوظيفية داخل المسجد الأقصى المبارك، واتخاذ قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك بحق مجموعة من العاملين وخطباء المسجد الأقصى المبارك لفترات مختلفة لحجج واهية.
ويؤكد مجلس الأوقاف أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو حق خالص للمسلمين وحدهم ولا علاقة لغير المسلمين بالمسجد بتاتا ولا يقبل القسمة ولا الشراكة، ولم يكن بؤرة لصراع ديني عبر التاريخ.
وناشد الدول الإسلامية والعربية بتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الانتهاكات بحق قبلتهم الأولى ومسرى رسولهم محمد وأحد أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام، واتخاذ الإجراءات الجادة والفعالة لوقف هذه الانتهاكات، ودعم وصاية الملك عبد لله الثاني ابن الحسين على المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ودفاعه المستمر عنها؛ وفقا لما جاء في البيان.
التعليقات