"كديما" ينتخب قائمة مرشحيه للكنيست المقبل..

مخاوف في الحزب من تدني نسبة التصويت والتي تبث الانطباع بأنه لا يملك القاعدة الشعبية الواسعة، فضلاً عن أنها قد تأتي بقائمة "ذات لون واحد" يفرضها المتنفّذون في الحزب أو أقطابه..

بعيداً عن اهتمامات الإعلام، كما كان الحال حين انتخب كل من حزبي "العمل" و"ليكود" قائمة مرشحيه للكنيست المقبل، يتوجه أعضاء حزب "كديما" الحاكم اليوم، الأربعاء، إلى صناديق الاقتراع لاختيار قائمة مرشحي الحزب وسط توقعات بأن يحتل وزراء الحزب والنواب البارزون أماكن مضمونة فيما استطلاعات الرأي ترشح فوز الحزب بأكثر من 20 مقعداً برلمانياً.

وبين الوجوه الجديدة المتوقع انتخابها الإعلامي المعروف نحمان شاي والميجر جنرال المتقاعد دورون أفيطال قائد وحدة "سييرت متكال" النخبوية العسكرية، سابقاً وسيدة الأعمال غاليا ألبين ورئيس الوكالة اليهودية زئيف بيلسكي.

وتم تحصين عدد من المواقع. فالمكان الأول لزعيم الحزب تسيبي ليفني والثاني لوزير المواصلات شاؤول موفاز. الأماكن 10 و20 و29 و30 لمرشحين مهاجرين جدد. المكان 21 لمرشح "غير يهودي". باقي الأماكن لمرشحين من القائمة القطرية.

ويبلغ عدد أعضاء الحزب المنتسبين رسمياً للحزب 80 الف عضو لكن التوقعات بأن تكون نسبة التصويت متدنية (30-35 في المئة).

وتساور قياديي الحزب مخاوف حقيقية من احتمال تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية وثمة قلق من أن لا تتعدى نسبة الأعضاء المشاركين في عملية الانتخاب 30 - 35 في المئة.

ويخشى قياديون في الحزب أن نسبة متدنية كهذه في مقابل نسبة 50 في المئة التي شهدتها الانتخابات التمهيدية في كل من الحزبين المنافسين "ليكود" و "العمل"، قد تبث الانطباع بأن الحزب الذي يسعى الى البقاء في سدة الحكم، لا يملك القاعدة الشعبية الواسعة، فضلاً عن أن تدني نسبة المصوتين قد تأتي بقائمة "ذات لون واحد" يفرضها المتنفّذون في الحزب أو أقطابه الذين نجحوا في تنظيم صفوف مؤيديهم، مثل وزير المواصلات الشخصية الثانية في الحزب شاؤول موفاز الذي يتمتع بتأييد لجان عمال كبرى نجحت في إيصاله قبل 3 أشهر إلى موقع المكان الثاني في الحزب، ويتوقع أن تنجح في إيصال الشخصيات القريبة من موفاز إلى مواقع مضمونة.

ويتوقع أن ينجح معظم نواب الحزب الحاليين في احتلال أماكن مضمونة فيما تأمل قيادة الحزب في أن تنجح الوجوه الجديدة في تبوّء مواقع متقدمة.

لكن زعيمة الحزب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تخشى من ألا تكون الوجوه الجديدة كافية لإقناع الناخب الإسرائيلي بأن قائمة "كديما" جذابة وقادرة على مجاراة قائمتي "ليكود" و "العمل"، خصوصاً الأولى التي جاءت بشخصيات لها وزنها الكبير في المجتمع الإسرائيلي على رغم مواقفها اليمينية المتشددة.

وما زالت القائمة التي أفرزتها الانتخابات في "ليكود" الأسبوع الماضي تقض مضاجع ليفني بعد أن تبددت التوقعات بأن القائمة اليمينية ستتسبب في خسارة "ليكود" عددا من المقاعد البرلمانية لمصلحة "كديما"، إذ جاءت الاستطلاعات الأخيرة لتؤكد أن "ليكود" سيكون الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية المقبلة في العاشر من شباط (فبراير) المقبل، بينما تراجعت شعبية "كديما" قياساً بالأسابيع السابقة وبعدد المقاعد البرلمانية التي تشغلها حاليا.

ويرى معلقون أن هذا التراجع هو وراء التصريحات المتشددة التي تطلقها ليفني في الأيام الأخيرة بهدف استمالة الناخبين المحسوبين على اليمين المعتدل، مثل موقفها الذي يدعو فلسطينيي الـ48 إلى رؤية الدولة الفلسطينية الحل لطموحاتهم القومية، ودعوتها في الأيام الأخيرة إلى الرد بالمثل على القصف الفلسطيني من القطاع على جنوب إسرائيل، وتحميلها وزير الأمن زعيم "العمل" ايهود باراك مسؤولية استمرار القصف.

وأعربت ليفني عن ثقتها بأنها ستشكل الحكومة المقبلة "والأحزاب جميعها تعرف أنها لن تستطيع ابتزازي". وأضافت أن "ليكود" يتشكل من مجموعة من الشخصيات المتطرفة التي لا تريد التحرك لأي مكان، ولن تتيح لزعيم الحزب بنيامين نتانياهو التحرك. وهاجمت حركة "شاس" الدينية الشرقية المتزمتة التي حالت دون نجاحها في تشكيل حكومة بديلة، وقالت: "هناك أحزاب مثل "شاس" التي جاءت لتطالبني ليس فقط بالأموال والموازنات، إنما أيضاً بوقف العملية السياسية".

التعليقات