تقرير: تأثيرات جائحة كورونا باقية بقوة بين أبناء الشبيبة

وفقا للمعطيات، 50% يشعرون بالوحدة، 44% يواجهون حالات هلع وكآبة، 58% من أبناء الشبيبة تناولوا الخمور، و40% تعاطوا مخدرات، عنف في المنزل والشارع، 18% تعرضوا لاعتداءات جنسية

تقرير: تأثيرات جائحة كورونا باقية بقوة بين أبناء الشبيبة

50% من أبناء الشبيبة يشعرون بالوحدة، وفقا لجمعية "عيلم" (توضيحية - Getty Images)

قدمت جمعية "عيلِم"، التي تنشط في مساعدة أبناء الشبيبة المعرضين لخطر وضائقة في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، تقريرها السنوي للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ. وشمل التقرير معطيات مقلقة حول وضع أبناء الشبيبة في فترة ما بعد جائحة كورونا.

وشملت مساعدات الجمعية 12,309 شبان وشابات في أنحاء إسرائيل، في العام الماضي. وتستند المعطيات في التقرير إلى معلومات تم جمعها من مجمل الذين قدمت الجمعية مساعدات لهم. وأشار التقرير إلى أنه "فيما الحياة عادت إلى مجراها منذ فترة، إلا أن ضائقة أبناء الشبيبة التي اشتدت وتعمقت خلال فترة كورونا لم تتراجع بشدتها".

ووفقا للمعطيات في تقرير الجمعية، فإن 50% من أبناء الشبيبة الذين قدمت "عيلم" مساعدات لهم أفادوا بأنهم وحيدون وأنهم واجهوا صعوبات في إقامة علاقات اجتماعية وفي مواجهة أوضاع اجتماعية.

نشاط لجمعية "عيلم"، العام الماضي (جمعية "عيلم")

كما أفاد 44% بأنهم يواجهون حالات هلع وكآبة. وقال 19% إنهم تلقوا علاجا عاطفيا لدى أطباء نفسيين وعلماء نفسيين ومعالجين آخرين. وجاء في التقرير أن أبناء الشبيبة هؤلاء "أفادوا بشعورهم باليأس، والوحدة، والعزلة وعدم وجود محفزات لديهم لدى تواجدهم في البيت والمدرسة والحي والحدائق وكذلك في الشبكات الاجتماعية".

ووفقا للتقرير، فإن 13% ألحقوا الأذى بأنفسهم، وحاولوا الانتحار. وتحدث 9% عن أن لديهم عسر بتناول الطعام.

وقال 58% من أبناء الشبيبة إنهم تناولوا المشروبات الكحولية، و40% تعاطوا مخدرات. وأشار التقرير إلى أن المخدرات التي تحدث عنها أبناء الشبيبة هي غاز الضحك، الذي بات تعاطيه الأوسع انتشارا في السنوات الأخيرة. وقال 23% إنهم شاركوا خلال العام الماضي في حفلات غير مراقبة، كتلك التي يمكن تعاطي المخدرات والخمور خلالها.

وأشار التقرير إلى اتساع ظاهرة العنف في أوساط أبناء الشبيبة. وأفاد 26% عن عنف خارج المنزل – في الشارع، الحي، المدرسة، حفلة، حدائق وأماكن أخرى، وشملت اعتداءات خطيرة. وقال 22% إنهم كانوا ضالعين في حالات اعتداء.

وأفاد 20% من أبناء الشبيبة بحالات عنف داخل المنزل، وبعضها متواصلة ومستمرة منذ سنوات عديدة. وأوضح التقرير أن "العنف موجود أيضا في ’الشارع الجديد’، وهو المكان الذي يتجول فيه أبناء الشبيبة بشكل متزايد – الشبكات الاجتماعية. فقد عانى 8% من أبناء الشبيبة في عيلم من عنف في شبكة الإنترنت، بما يشمل مقاطعة، مضايقات، مضامين غير لائقة، وصور ومقاطع فيديو ذات طابع جنسي".

كذلك أفاد 18% من أبناء الشبيبة من كلا الجنسين بأنهم تعرضوا لاعتداء جنسي. وأحيانا كان هذا اعتداء متواصل منذ سن مبكرة، في البيت أو المحيط القريب.

وجاء في التقرير أن "أبناء الشبيبة اليوم تائهون. إنهم يتفاعلون، نشطون، سعيدون، يبتسمون بكل صورة سيلفي وستوري، لكنهم وحيدون. وهم يمثلون جيلا كاملا يسير فيما روحه ضالة، تائهة. ورغم أن الحياة تبدو كأنها عادت إلى مجراها منذ فترة طويلة بعد كورونا، إلا أن حالات الخطورة بقيت كما هي".

وأضاف التقرير أن "أبناء الشبيبة شهدوا نتائج التقدم والتكنولوجيا، الشاشات والشبكات الاجتماعية: غياب التواصل البصري، غياب لغة الجسد وتعابير الوجه وقلة السمع، وعندما لا تكون هذه العوامل موجودة يحدث ارتفاع في مستوى الوحدة، عدم الانتماء، اغتراب وهلع اجتماعي. كذلك شهد أبناء الشبيبة التموجات البعيدة لوباء كورونا. ورغم أنه لم يعد جزءا من حياتنا، لكن الكفاءات والقدرات الأساسية للتواصل مع الآخر فقدها أبناء الشبيبة، مثل كثيرين منا، نحن الكبار".

التعليقات