تقرير: استمرار رفض نتنياهو لخطة بايدن من شأنه وقف الدعم الأميركي

"إدارة بايدن تتوقع أن توفر إسرائيل لها طرف خيط يسمح للإدارة بدفع رؤيتها السياسية، وبضمنها حل الدولتين، لكن يبدو حتى الآن أن الإدارة تعتقد أن إسرائيل تماطل ولم تلب هذه المطالب. ولذلك لا ترتدع عن التعبير عن إحباطها"

تقرير: استمرار رفض نتنياهو لخطة بايدن من شأنه وقف الدعم الأميركي

مظاهرة في لندن ضد الحرب على غزة، بداية الشهر الحالي (Getty Images)

يواصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، إظهار دعم بالغ لإسرائيل في الحرب على غزة، ويرفض الاستجابة لدعوات مشرعين ديمقراطيين في الكونغرس اشتراط استمرار هذا الدعم بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على خطة خروج من الحرب وإنهائها وبحث مستقبل قطاع غزة بموجب الخطة التي يطرحها بايدن لمستقبل الشرق الأوسط كلّه.

ورفْض نتنياهو الحديث عن مستقبل قطاع غزة هو أحد الخلافات المركزية بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، خاصة في ظل انتخابات الرئاسة الأميركية والكونغرس، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ويتوقع، بسبب هذا الخلاف، ألا يتمكن بايدن من تقديم إنجازات في سياسته الخارجية قبيل الانتخابات، وفقا لتقرير نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الثلاثاء.

وأشار التقرير إلى أن إدارة بايدن تعتبر أن ثمة ضرورة لاستمرار الحرب على غزة، بادعاء أنها "ضغط عسكري من جانب إسرائيل على حماس وقيادتها في القطاع"، وأنه لا ينبغي حاليا أن تفرض الإدارة على إسرائيل وقف إطلاق نار، الذي سيؤدي بنظرها إلى مساعدة حماس على العودة إلى ترسيخ قوتها. "لكن يبدو أن الإدارة لم تعد تشدد على هزم حماس كغاية، وإنما تكتفي بمقولة عمومية بأنه يجب ضمان ألا تكرر حماس هجوم 7 أكتوبر".

بايدن في تل أبيب، 18 تشرين الأول/أكتوبر الماضي (أ.ب.)

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض في أعقاب محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، يوم الخميس الماضي، أن "الرئيس بحث (مع نتنياهو) في رؤيته لتحقيق سلام وأمن مستقرين أكثر لإسرائيل بواسطة تعميق مصالحها في المنطقة من خلال التوصل إلى حل الدولتين وضمان أمن إسرائيل".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأسبوع الماضي، إن بايدن يعتقد أن الطريق لتطبيع علاقات بين إسرائيل ودول عربية هي من خلال حل الدولتين الذي يضمن أمن إسرائيل.

كذلك أشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال منتدى دافوس، إلى أن مهمة إثبات أن الحرب على غزة تشكل فرصة لإعادة بلورة الشرق الأوسط ملقاة على إسرائيل.

ووفقا للتقرير، فإن "إدارة بايدن تتوقع أن توفر لها إسرائيل طرف خيط يسمح للإدارة بدفع رؤيتها السياسية، لكن يبدو حتى الآن أن الإدارة تعتقد أن إسرائيل تماطل ولم تلب هذه المطالب. ولذلك لا ترتدع عن التعبير عن إحباطها، خاصة من خلال تسريبات تعبر عن ذلك بوسائل الإعلام الأميركية".

وتوقع التقرير أن بايدن "لا يعتزم التنازل وستتزايد الضغوط على إسرائيل في هذا السياق، وهذا التقدير لم يتغير في أعقاب محادثة بايدن ونتنياهو".

وقال بايدن للصحافيين، في أعقاب محادثته مع نتنياهو، إن "هذا ليس مستحيلا أن يتم تحقيق حل الدولتين حتى عندما يكون نتنياهو في الحكم. فهناك عدة أنواع من حل الدولتين. وتوجد دول أعضاء في الأمم المتحدة لكن ليس لديها جيش. وهناك عدة دول توجد قيود عليها. ولذلك أعتقد أنه توجد طرق لأن ينجح هذا".

وحذر التقرير من أنه "ينبغي الأخذ بالحسبان أنه بالرغم من امتناع الإدارة حتى الآن عن استخدام رافعات ضغط على إسرائيل، فإنه في تقديرها أن عدم استعداد حكومة إسرائيل للتعاون معها في دفع خطة لليوم الذي يلي الحرب من شأنه أن تكون له تبعات سلبية حول استعداد الرئيس للاستمرار في استثمار موارد في الدفاع عن موقف إسرائيل ومساعدتها فعليا في الحرب".

التعليقات