"طاقم خورخي": شركة إسرائيلية بضاعتها إثارة الفوضى في العالم

الشركة تقدم "خدمات" لعرقلة خطوات سياسية أو منع انتخابات، وتجريم خصوم سياسيين وتجاريين، من خلال هجمات سيبرانية، حملات تأثير في دول العالم، اختراق حسابات إيميل وتطبيقات، تزوير وثائق، سرقة وثائق بنوك...

مظاهرة في جاكرتا داعمة لقرار المحكمة حول تزوير الانتخابات في أندونيسيا، عام 2019 (Getty Images)

تعمل شركة سايبر إسرائيلية من مدينة موديعين، شمال القدس، على إثارة الفوضى في العالم. وأسس هذه الشركة الشقيقان طال وزوهار حنان، وانضم إليهما ميشي مي-دان، وتعرف بتسمية "طاقم خورخي". وتقدم الشركة "خدمات" لعرقلة خطوات سياسية أو منع انتخابات، وتجريم خصوم سياسيين وتجاريين، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" وملحقها الاقتصادي "ذي ماركر" اليوم، الأربعاء.

والتقرير، بعنوان "الأشخاص الذين يقتلون الحقيقة"، هو ثمرة تعاون بين صحف عديدة في العالم، بينها "الغارديان" و"دير شبيغل" و"داي تسايت" و"لو موند"، وكذلك منظمة التحقيقات الصحافية الدولية OCCRP وراديو فرانس، إضافة إلى "هآرتس" و"ذي ماركر".

وكشف خورخي، وهو اسم مستعار استخدمه طال حنان، عن الأساليب التي يستخدمها من خلال معلومات يقدمها إلى زبائنه لتحقيق مرادهم: هجمات سيبرانية، حملات تأثير في دول العالم من خلال نشر معلومات وأخبار كاذبة، اختراق حسابات إيميل وتطبيقات، تزوير وثائق، سرقة وثائق بنوك. ومن شأن أي واحدة من هذه الأدوات أن تستخدم في ضرب معارضة لخطوات سياسية أو القضاء على خصوم سياسيين وشخصيين وتجاريين لزبون الشركة. "ومن دون كوابح وبدون أخلاق وبدون تمييز، صندوق أدوات خورخي سيخدم أي أحد يدفع المال، حتى لو أن استخدامها مقرون بتشكيل خطر فوري على حياة أشخاص".

وادعى خورخي أن طاقمه استهدف 33 معركة انتخابات رئاسية، وأنه نجح في 27 منها. وبحسب التقرير، فإن خورخي يد يكون مبالغا، لكن يتبين من التحقيق الصحافي أنه كان ضالعا في عدد من المعارك الانتخابية خلال العقد الأخير، والتي ظهرت خلالها عمليات عرقلة سيرها أو استخدام هجمات سايبر.

مظاهرة في برشلونا تطالب بالانفصال عن إسبانيا (Getty Images)

ويستعرض خورخي أمام زبائنه شريطا مصورا بعنوان "طاقم خورخي يعرض: معلومات استخباراتية حسب الطلب". ويتضمن الشريط العديد من أحداث مثل اختراق حواسيب، إفشال صحافيين من خلال نشر أخبار كاذبة، هجمات سايبر. ويستخدم في هذه الهجمات السيبرانية برنامج "أفاتار" (avatar) الذي يختلف عن البوتات، وهي حسابات مزورة تعمل بشكل أوتوماتيكي، فإن لأفاتار هوية رقمية أكثر تعقيدا ويعمل في عدة منصات ما يصعب التعرف عليه.

ويظهر من الشريط المصور أن خورخي نفذ هجوما سيبرانيا، عام 2019، ضد لجنة الانتخابات في أندونيسيا، قبل الانتخابات العامة بشهر، كما أنه استهدف الاستفتاء الشعبي حول استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، عام 2014. كما سعى إلى نشر أنباء كاذبة في الصحافة الإسبانية حول علاقة بين الحزب الكتالوني الانفصالي وتنظيم "داعش"، وذلك من خلال توزيع منشورات لـ"داعش" أثناء مسيرة تطالب بالانفصال، وبعد ذلك فتحت المخابرات الإسبانية تحقيقا.

ويقول خورخي في الشريط المصور إنه شارك في اختراق الهواتف الذكية لقادة حزب المعارضة في نيجيريا، الذي فاز في انتخابات العام 2015. وكشف عن أنه عمل في نيجيريا بالتعاون مع شركة "كامبريج أناليتيكا"، التي تفيد شهادات، نشرتها صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، أنها استخدمت خدمات "هاكرز إسرائيليين" في نيجيريا وفي إحدى جزر الكاريبي، وتبين لاحقا أن الهاكرز هم "طاقم خورخي"، الذي اقترح على "كامبريج أناليتيكا" التعاون في دول أخرى، وبضمن ذلك حملة دونالد ترامب الرئاسية، عام 2016.

واعترف خورخي بمشاركته في نشر معلومات كاذبة من أجل التأثير على معركة انتخابات الرئاسة في فنزويلا، عام 2012، بهدف منع انتخاب الرئيس هوغو تشافيز حينها.

وأشار التقرير إلى أن خورخي كان صديق وشريك تجاري لمارتين روديل، وهو مواطن فنزويلي عمل في صندوق النقد الدولي، وتحول بوساطة خورخي إلى مصدر للموساد لتتبع أموال حزب الله وإيران في أميركا اللاتينية. وروديل مشتبه الآن في إسبانيا بمحاولة ابتزاز رجال أعمال في فنزويلا.

ونقل التقرير عن مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية قوله إنه "لا أعلم كيف وصل حنان (خورخي) إلى مكانته هذه. فليس لديه خلفية استخباراتية، وخدم في وحدة غير معروفة في سلاح الجو الإسرائيلي، لكني أعلم أن لديه علاقات مع أشخاص مسؤولين وجديين جدا في أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة".

ويعترف خورخي إنه ليس لديه مواقف أخلاقية. ونفذ حملات لصالح أشخاص تطالب بلادهم بتسليمهم إليها، بينهم المسؤول السابق في النيابة العامة المكسيكية، توماس زارون، الذي يسكن في إسرائيل وتطالب بلاده بتسليمه إليها إثر اتهامه بتعذيب أشخصا حقق معهم، واختطاف 43 طالبا جامعيا، عام 2014. والحملة التي نفذها خورخي في هذه القضية هو أنه روج معلومات كاذبة، بواسطة جيشه الافتراضي، جاء فيها أن زارون شارك في القبض على بارون المخدرات، آل تشابو، وأن الاتهامات لزارون سياسية.

توماس زارون

وخورخي، هو رئيس الشركة واسمه طال حنان (50 عاما). بينما يستخدم شقيقه، زوهار حنان، الاسم المستعار "نيك"، وهو مدير عام الشركة، وعمل في الماضي في أحد أجهزة الاستخبارات. كما أن ماكس، أي نيشي مي-دان، هو رجل استخبارات سابق ومتخصص في الحرب النفسية وحملات تأثير على الرأي العام.

التعليقات