"غوانتانامو: اعتقلوا لسنوات بسبب معلومات خاطئة وأخطاء في التشخيص"

779 وثيقة يكشفها "ويكيليكس" يتضح منها أن هناك عددا كبيرا من الأسرى الذين جرى تصنيفهم على أنه قد يشكلون خطرا بنسبة عالية على الولايات المتحدة وحلفائها

تناولت 779 وثيقة سرية، نشرت الليلة الماضية، المعتقلين في "غوانتانامو"، وكشفت معلومات مفصلة جديدة عن عدد من الشخصيات التي تعتبرها الولايات المتحدة الأشد خطرا على أمنها، ويكشف بعضها عن اعتقال كثيرين لسنوات بسبب معلومات استخبارية غير موثوقة وأخطاء في التشخيص.
 
وجاء أن الوثائق، التي نشرت في عدد من المواقع في الولايات المتحدة وأوروبا بعد أن وصلت "ويكيليكس"، توثق عمليات التحقيق التي أجريت مع نحو 700 معتقل في غوانتانامو. كما تعرض صورا جديدة حول المعتقلين وتصف المعلومات الاستخبارية، ومستوى التهديدات التي يشكلها المعتقلون على الولايات المتحدة.
 
كما جاء أن الوثائق السرية تشير إلى أن معظم الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غوانتامو، والبالغ عددهم 172 أسيرا، قد جرى تصنيفهم على أنه هناك احتمالات كبيرة بأن يشكلوا خطرا على الولايات المتحدة وحلفائها في حال تم إطلاق سراحهم بدون مراقبة أو إصلاح.
 
وبحسب صحيفة "تايمز" اللندنية، فإن الوثائق تشير إلى أن نحو 200 أسير ممن نقلوا إلى دول أخرى جرى تصنيفهم على أنهم قد يشكلون خطرا، بنسبة عالية، قبل إطلاق سراحهم أو تسليمهم إلى حكومات أخرى.
 
وأشارت الوثائق إلى أن معلومات استخبارية غير موثوقة وأخطاء في التشخيص في مواقع القتال أدت إلى اعتقال كثيرين أبرياء لمدة سنوات.
 
كما كشفت "واشنطن بوست" عن تفاصيل جديدة بشأن تحركات أسامة بن لادن، ونائبه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، إضافة إلى معلومات بشأن النقاشات الداخلية في تنظيم "القاعدة" في السنوات الأخيرة.
 
وبحسب بعض الوثائق، فإن خالد محمد، الذي يوصف بأنه العقل المدبر للهجمات على مركزي التجارة العالمي، قد قال لدى التحقيق معه إنه خطط لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف. ونقل عن معتقل آخر، عبد الرحيم النصيري، إنه تقدم بسرعة في المبنى القيادي لـ"القاعدة"، وأصبح الشخص الثالث فيها، وأنه المسؤول عن تنفيذ الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" في العام 2000.
 
تجدر الإشارة إلى أن "غوانتانامو" قد أقيم لاحتجاز أسرى تم اعتقالهم في أفغنستان، بمبادرة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، فور وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقد كتبت تقارير كثيرة حول عمليات التعذيب التي يتعرض لها الأسرى في المعتقل، واعتقال أبرياء، واحتجاز أسرى لسنوات رغم أنه لم تقدم ضدهم لوائح اتهام. وكان الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، قد تعهد قبل سنتين بإغلاق غوانتانامو إلا أنه لم يلتزم بتعده.

التعليقات