07/05/2021 - 16:31

وثائق: بن غوريون أمر بمنع عودة اللاجئين وطردهم للأردن

بن غوريون كتب في مذكراته أنه "يجب تنغيص عيش اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى غزة عن طريق رام الله لأنهم اعتقدوا أنه من غزة سيسهل عليهم العودة إلى الرملة واللد، ودفع اللاجئين شرقا" إلى الأردن

وثائق: بن غوريون أمر بمنع عودة اللاجئين وطردهم للأردن

الرملة إبان النكبة

تطرق رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون، في مذكراته إلى اللاجئين الفلسطينيين الذي هجرتهم العصابات الصهيونية، ولاحقا الجيش الإسرائيلي، من البلاد. ويظهر مما كتب في مذكراته، في يوم 26 أيلول/سبتمبر العام 1948، إنه ومدير دائرة الأراضي التشجير في "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل)، يوسف فايتس، تحسبا من محاولات عودة اللاجئين إلى مدنهم وبيوتهم التي باتت تحت سيطرة إسرائيل.

وكتب بن غوريون في وثيقة كُشف عنها حديثا، أنه "توجد حالات، وصل فيها لاجئو الرملة واللد إلى غزة عن طريق رام الله، لأنهم اعتقدوا أنه من غزة سيسهل عليهم العودة إلى الرملة واللد. ما العمل؟". وأشارت صحيفة "هآرتس" التي نشرت تقريرا عن كشف وثائق جديدة في أرشيف بن غوريون، اليوم الجمعة، إلى أنه ليس واضحا إذا كان ذلك اقتباسا من أقوال فايتس أم تعبير عن تفكير بن غوريون نفسه.

وجاءت الإجابة على سؤال "ما العمل" بأنه "ينبغي ’تنغيص عيشهم’ دون كلل... كذلك يجب تنغيص عيشهم في الجنوب ودفع اللاجئين شرقا (إلى الأردن)، لأنهم لن يتوجهوا إلى البحر ومصر لا تسمح بالدخول".

وكشف هذه الوثائق ال’م معهد "عكيفوت"، وهو معهد يعنى بكشف وثائق تاريخية إسرائيلية حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وطالب "عكيفوت" من معهد بن غوريون الكشف عن وثائق في مذكرات بن غوريون تُفرض عليها الرقابة، رغم مرور 72 عاما على تدوينها. وبعد الكشف عن هذه الوثائق لا تزال الكثير من الوثائق الأخرى التي يرفض معهد بن غوريون وأرشيف الدولة الكشف عنها حتى اليوم.

ويتساءل بن غوريون في مذكراته عن "من سيعتني بتنغيص العيش" للاجئين الفلسطينيين، ويجيب "شيلواح، وتساعده لجنة فايتس". و"شيلواح" هو رؤفين شيلواح، أحد رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والرئيس الأول للموساد. و"لجنة فايتس" هي "لجنة الترانسفير"، التي تشكلت في أوج حرب فلسطين في العام 1948 من أجل وضع سياسة الحكومة الإسرائيلية في موضوع اللاجئين العرب، "وخاصة في كيفية تشجيعهم على الهجرة من البلاد". وفقا للصحيفة.

وكتب بن غوريون في مذكراته، في 2 نيسان/أبريل العام 1950، أن "الأمور في النقب ليست جيدة"، ويسرد تفاصيل حول قتل واغتصاب عربيات من جانب جنود إسرائيليين، ورد فعل الجيش المصري. "لقد قبضوا مرة أخرى على جنودنا. فتاتان عربيتان، اغتصبوهما وقتلوهما. وكرد فعل، وضع المصريون لغما، ونصبوا كمينا، وقتلوا خمسة أشخاص: 3 جنود ومدنيين".

ويروي بن غوريون، في وثيقة كُشف عنها الآن، عن لقائه مع أحد أوائل العلماء الإسرائيليين، أرنست بيرغمان، في العام 1951. وكان بيرغمان مسؤولا عن عدد من المشاريع العسكرية – العلمية. "لقد جاء د. بيرغمان إليّ. وجهزوا مادة اصطناعية تسبب السرطان وهو يسمح بفحص السرطان في بداية تشكله". ولم يتوسع بن غوريون بمعلومات أخرى.

واستمر كشف الأجزاء الخاضعة للرقابة، وهي عشرات الوثائق بأحجام مختلفة، سنتين، منذ أن قدم المؤرخ والباحث في "عكيفوت"، آدم راز، طلبه بالحصول على الوثائق. إلى جانب ذلك، توجه معهد "عكيفوت" إلى أرشيف الدولة الإسرائيلي، طالبا رفع الرقابة عن وثائق كثيرة أخرى من تلك الفترة، وشدد على أنه "لا سبب لاستمرار إخفائها عن أعين الجمهور".

التعليقات