10/06/2021 - 22:50

وثيقة: الشاباك تجسّس على "اليهود العرب" خشية من بروز قادة بينهم

لم تقتصر عمليات التجسس على اليهود القاطنين في "المعبروت"، إنما أوصى الشاباك بأن تطال أيضًا الموجودين في القدس ويافا وعكا.

وثيقة: الشاباك تجسّس على

بن غوريون في إحدى "المعبروت" (أرشيف الدولة الإسرائيلي)

كشفت تحقيقات إسرائيلية عديدة عن تجسّس جهاز الأمن العام (الشاباك) على المواطنين اليهود القادمين من الدول العربية ("اليهود العرب")، خصوصًا بعد احتجاجات وادي صليب في العام 1959، إلا أن الجديد هو وثيقة نشرتها صحيفة "هآرتس"، مساء الخميس، كشفت أن رئيس الشاباك حينها، عموس مينور، ذكر أن هدف التجسس هو احتمال "نشوء قادة (في أوساط اليهود العرب) يريدون أن يحكموا".

ووردت تصريحات مينور في محضر لاجتماع عقد في 21 تموز/يوليو 1959، أي بعد أقل من أسبوعين على تظاهرات وادي صليب في حيفا، التي انطلقت إثر مقتل يهودي مغربي من قبل الشرطة الإسرائيلية، وشكّلت متفرغًا لكل العنصرية التي عانى منها اليهود القادمون من دول عربيّة.

وعثر على الوثيقة المؤرّخ د. شاي حازكاني، الذي يبحث دور الشاباك في التجسس على اليهود من أصول شمال أفريقيّة خلال العقود الأولى بعد نشوء إسرائيل.

وذكر مينور خلال الجلسة أنّ "أعمال الشغب ستستمرّ في المستقبل بقيادة عناصر إجراميّة. ستنكسر بسرعة"، قبل أن يستدرك "لكن من الممكن أن ينشأ قادة يريدون أن يحكموا وهذا من الممكن أن يؤدي إلى شكل آخر. باستثناء القيادة الرسمية الموجودة الآن، هناك العديد من القادة الذين لديهم مناصب خارج البلاد، ويشعرون بالحرمان، ويبحثون عن الانتقام".

وافترض حازكاني أن الوثيقة "أكثر من تلمح" إلى خشية من "التمشرق"، أي "انقلاب علاقة القوة في إسرائيل بين الأشكناز والشرقيين، وصعود الشرقيين إلى الحكم".

ولا زالت أجزاء من الوثيقة تخضع للرقابة، وملونة بالأسود. والوثيقة هي جزء من أربع صفحات حصل عليها حازكاني مؤخرًا من الشاباك بعد التماس قدّمه إلى المحكمة العليا لكشف مواد أرشيفية تخضع للرقابة عن نشاطات الشاباك في "مدن التطوير" (المعبروت) التي أسكن فيها اليهود القادمون من دول عربية.

وتبيّن وثيقة أخرى – وهي عبارة عن تقرير مؤرّخ بـ15 أيلول/سبتمبر 1959، ومعنون بـ"نشاطات الجهاز في ما يتعلق بالاحتجاجات الطائفية" - أن الشاباك بدأ "بنشاطات استخباراتية" في نهاية تموز/يوليو من العام ذاته.

وبحسب ما تبيّن الوثيقة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، ديفيد بن غوريون، هو من توجه إلى الشاباك "لمساعدة الشرطة في الحاجة إلى منع نشاطات الإرهاب والشغب". وأشرف على عمليات التجسس هذه أبراهام أحيطوف، الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للجهاز.

وتدّعي الوثيقة أن الشاباك "غطّى غالبية المناطق في البلاد" من الناحية الاستخباراتية، وتمكّن من تجنيد عملاء من بين القادمين من شمالي أفريقيا.

ولم تقتصر عمليات التجسس على اليهود القاطنين في "المعبروت"، إنما أوصى الشاباك بأن تطال أيضًا الموجودين في القدس ويافا وعكا.

كما استمرّت عمليات التجسس خلال فترة الانتخابات التي جرت في تشرين ثانٍ/نوفمبر من العام ذاته، "تجب رؤية فترة الانتخابات كوقت إضافي للمراقبة حتى يمرّ الغضب"، بحسب ما كتب في إحدى الوثائق.

وأنيط إلى الشاباك دور "إحباط" الاحتجاجات، وفسّرت في إحدى المحاضر على أن هدفها "منع أمور أكثر خطرًا من المحتمل أن تحدث في المستقبل". ولا زال شرح هذه الجملة خاضعًا للرقابة إلى الآن، بحسب "هآرتس".

التعليقات