02/03/2021 - 16:17

تطور بحثي وعلمي للخدج وأهلهم يبشر خيرا

نسلط الضوء في هذا الشرح البحثي الذي أجري مؤخرا، عن أهمية إعطاء دواء للخدج مضاد للفطريات التي تنمو في أقسام الخدج نتيجة إعطاء أدوية وريدية متعددة لهم، هذا الدواء يقلل من انتشار الفطر ويقلل من نسبة تسببه بتدهور حالة الخدج

تطور بحثي وعلمي للخدج وأهلهم يبشر خيرا
د. مروان حنا

 

 

بقلم: د. مروان حنا صيدلاني يعمل في قسم الخدج في مستشفى شيبا، ويعمل محاضرا وباحثا ومستشارا في طاقم الأبحاث في شيبا

 

 

 

في فترة الكورونا التي نشهد تداعياتها وإشكالياتها التي مست كل جوانب حياة الإنسان الصحية والنفسية والاجتماعية، فنحن نسمع يوميا عن حالة جديدة ومأزق جديد لم يكُ معروفا من قبل.

من أهم ما شهدناه ونشهده إصابة النساء الحوامل بفيروس الكورونا الشيء الذي يؤثر على حياة الحامل وجنينها، وما نلحظه من تأثيرات في هذا المجال إما الإجهاض أوالولادة المبكرة للحامل المصابة بالفيروس.

ولادة الخدج، أي قبل وصولهم للتسعة أشهر من الحمل واكتمالهم العام في رحم الأم، والولادة المبكرة، يكاد يكون من المعجزات التي تحصل في أقسام العناية المكثفة للخدج حتى اكتمال تطورهم وخروجهم للحياة.

في الماضي كان الأمر شبه مستحيل، بأن يعيش الخديج قبل اكتمال أشهره التسعة، ولكن مع تطور العلم والطب والدواء أصبح الأمر ممكنا وعاديا، ويوما بعد يوم يتطور الأمر للأفضل والتعقيدات تعالج بحذر وعناية شديدة الدقة، في جميع أنحاء العالم.

لا بد من وقفة هنا لطمأنة الأهل الذين يخوضون تجربة الولادة المبكرة المريرة لأحد أبنائهم، بأن العناية باتت أفضل بكثير والأمل هو كبير وبنسب عالية.

سنسلط الضوء في هذا الشرح البحثي الذي أجري مؤخرا، عن أهمية إعطاء دواء للخدج مضاد للفطريات التي تنمو في أقسام الخدج نتيجة إعطاء أدوية وريدية متعددة لهم، هذا الدواء يقلل من انتشار الفطر ويقلل من نسبة تسببه بتدهور حالة الخدج حديثي الولادة والتي قد تؤدي للموت.

مدخل:

لا تزال العدوى الفطرية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) مشكلة صحية رئيسية مرتبطة بالمرضى والوفيات، والالتهابات الفطرية عند الأطفال حديثي الولادة تقسم إلى قسمين:

- قصيرة الأمد

- طويلة الأمد.

  وهذه قد تتسبب في التهابات معقدة، يصعب أحيانًا تشخيصها عند الأطفال الخدج، وبالتالي لمنع نتائجها الضارة المحتملة، فقد تم تطوير استراتيجيات هادفة للوقاية والقضاء عليها.

تطور الفطريات وتعقيداتها:

تتطور العدوى جراء تمترس الفطريات في الجسم ومن ثم انتقالها وانتشارها في مجرى الدم، وتغزو أعضاء حيوية مثل القلب والكلى والعينين، وكذلك في الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تصاب السوائل الحيوية مثل البول، السائل الدماغي الشوكي أو الصفاق (غشاء مصلي يبطن جدار البطن) أو سوائل الجسم المعقمة الأخرى.

يعتبر الجهاز المناعي غير الناضج للخدج والاستخدام المتكرر للأجهزة مثل اجهزة التنفس،  والقِثْطار (catheters) جنبًا إلى جنب مع الأدوية التي يمكن أن تضعف جهاز المناعة (بما في ذلك المضادات الحيوية متعددة الأنواع، والستيروئيد والادوية مانعة الحوامض وغيرها، هذه العوامل تعتبر خطرة للعدوى الفطرية.

علاوة على ذلك ، هناك أمراض معينة منتشرة عند الخدج مثل التهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC) والانثقاب المعوي التلقائي (SIP) أو التشوهات المعوية الخلقية عند الخدج (على سبيل المثال، انشقاق المعدة والقيلة السارية والتي قد تساهم أيضًا في تطور العدوى الفطرية.

عن خطورة العدوى الفطرية Invasive candidiasis infection (ICI)  

- قد يزيد من نسبة الوفيات لدى الخدج، حيث تصل الى (20٪).

- ضعف النمو العصبي بنسبة (57٪). 

- العامل الاقتصادي

تختلف معدلات الانتشار للفطريات بشكل كبير بين وحدات العناية المكثفة لحديثي الولادة المختلفة في المستشفيات، ولكن المعدل العام للانتشار هو بنسبة قد تصل ل- 10 ٪ بين الخدج الذين يولدون بوزن دون ال- 1000 غرام (كيلوغرام) عند الولادةELBW.

هناك تقارير تشير إلى معدل يمكن أن يصل إلى نسبة 23٪  وهذا حسب اختبار لفحص "الكنديدا الفطرية".  ينخفض معدل الحدوث بشكل كبيرعند الخدج الذين يرتفع وزنهم عند الولادة عن ال- 1000 غرام (أي النسبة عكسية).

وللأسباب المذكورة أعلاه ، فقد ثبت بأن المعالجة الوقائية بمضادات الفطريات تقلل من كل نسبة التمركز والاجتياح للفطريات لدى الخدج، وخاصة الخدج المولودين تحت الأسبوع ال- 27 و/أو الذين يبلغ وزنهم أقل من 1000 غرام.

الفلوكونازول" (Fluconazole):

 

أظهرت الدراسات نجاعة دواء "الفلوكونازول" (Fluconazole) كعلاج وقائي حين يتعلق الأمر بالتأثير الإيجابي والمفيد على المدى القصير والطويل بالنسبة للظواهر المرافقة لها، دون تطوير مقاومة متعددة فطرية.

 اقترحت الدراسات الأخرى بما في ذلك دراستنا أن العلاج الوقائي المضاد للفطريات قد يقلل معدل الوفيات ويحَسِّن النتائج.

في وحدات العناية المكثفة للخدج حيث يتجاوز معدل العدوى الفطرية ال- 5-10٪ من إجمالي العدوى، يوصى بالعلاج الوقائي لجميع الخدج الصغار من الأيام الأولى للولادة، ويبدأ العلاج في أول 48 إلى 72 من الولادة ولمدة 3-6 أسابيع أو حتى نهاية العلاج في الوريد (التغذية، مضادات حيوية) لديهم.

 في الوحدات التي يكون فيها معدل الإصابة بالفطريات أقل من 5-10٪، يوصى بالعلاج الوقائي فقط بخصوص العوامل المؤدية لزيادة المخاطر التي ذكرت سابقا.

ملاحظة: هذه المعلومات جاءت في قسم الخدج في مستشفى شيبا، التي ترتكز على المعلومات العالمية وتطبيق إعطاء هذا الدواء الوقائي للخدج لمنع تدهور تعقيدات الالتهابات الفطرية، 

أعد البحث ونشره: الدكتور مروان حنا وآخرون.

تحرير التقرير: سوسن غطاس 

التعليقات