"ذي إيكونوميست": الحرب التجارية لن تتوقف قريبا

ولفتت الصحيفة إلى أن الطرف الضعيف في أي صراع كان، سُرعان ما يخسر أو يتنازل للطرف الأقوى في حال انعدام توازن القوى، لكن هذا بالضبط ما لن تفعله واشنطن، حيث أنها معنية بإطالة الحرب التجارية للوصول إلى أهدافها....

(أ ب)

حذر بعض المحللين الاقتصاديين الأميركيين في الآونة الأخيرة من أن تتسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بأضرار للمواطن الأميركي، إلا أن مجلة "ذي إكونوميست" الاقتصادية ترى غير ذلك.

وقالت المجلة اليوم السبت، إنه يبدو أن واشنطن تسيطر على الصراع الاقتصادي الدائر بين البلدين، حيث أن التصعيد الأخير بزيادة رسوم جمركية على واردات من البلدين، الذي حصل خلال الأسبوع المنصرم، لن يضر الاقتصاد الأميركي، وعلى الأرجح لن يشعر به الفرد الأميركي حتى مع زيادة الضرائب على بضائع صينية كثيرة.

إلا أن هذا الأمر ليس بتلك البساطة بالنسبة للصين، وأكدت المجلة أن بكين تتعرض لضغوطات متزايدة جرّاء الرسوم الجمركية الأميركية، حيث أن نموها الاقتصادي يبدو أقل ثباتا اليوم، بالإضافة إلى أن أسواق الأوراق المالية تراجعت بنحو 25% مما كانت عليه حين وصلت ذروتها في كانون الثاني/يناير الماضي.

ورغم أن الصين ردت بالمثل على كل زيادة جمركية أعلن عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلا أنه لن يتبقى واردات أميركية كثيرة تستطيع فرض ضرائب عليها.

ولفتت المجلة إلى أن الطرف الضعيف في أي صراع كان، سُرعان ما يخسر أو يتنازل للطرف الأقوى في حال انعدام توازن القوى، لكن هذا بالضبط ما لن تفعله واشنطن، حيث أنها معنية بإطالة الحرب التجارية للوصول إلى أهدافها، لأنها تملك القدرة الاقتصادية لإطالتها.

وأشارت المجلة إلى أن معايير الرأسمالية تقتضي من الصين "اللعب بنزاهة" في الاقتصاد العالمي، وهو ما لا تفعله، حيث أنها تنتهج تقديم معونات ضخمة و"غامضة" لشركتها المملوكة من الدولة، وتشترط على المصدرين تسليم الملكية الفكرية لبضاعتهم من أجل دخول أسواقها، وبالتالي يستفيد المستهلكين في أنحاء العالم من الواردات الصينية المُصنعة كونها رخيصة. إلا أن هذا النوع من التجارة غير مستدام سياسيا واقتصاديا.

وأكملت المجلة أن ممارسات الصين تضفي شرعيّة نسبية للرسوم الجمركية الأميركية المتصاعدة. مع ذلك، فإن ترامب لن يكتفي بإحداث التوازن التجاري بل يريد إلغاء عجز بلاده من التجارة مع الصين، وتركيز الإنتاج في الولايات المتحدة، ظنا منه أن ذلك من شأنه تحقيق الثروات لبلاده، وهو تقدير خاطئ بحسب المجلة.

ووجدت المجلة أن إدارة ترامب تجمع بين كل هذه المعطيات كأنها في الخانة ذاتها، مضيفة أن أفضلية الصين في تكلفة الإنتاج نسبة للولايات المتحدة سوف تبقى حتى إن توقفت في تقديم الدعم لشركاتها، شأنها شأن معظم الأسواق الناشئة الأخرى. وفي الوقت نفسه ، يرتبط العجز التجاري بالفارق بين الإدخار والاستثمار المحليين. قد تخفض الرسوم الجمركية العجز الثنائي مع الصين، لكن الولايات المتحدة قد تجد أنه من المستحيل تقليص عجزها الكلي بدون هندسة الركود المحلي.

واستنتج خبراء المجلة أن هذه الصراع التجاري قد لا ينتهي عما قريب، آملين أن يتعامل مساعدو ترامب مع موضوع الرسوم الجمركية كأداة للتفاوض حتى الوصول إلى نقطة توازن تتصرف الصين فيها بـ"نزاهة"، لأن ترامب لا يبدو أنه سيفعل ذلك.

 

التعليقات