11/05/2022 - 23:30

تحقيق الاحتلال الأوليّ: أبو عاقلة كانت تبعد 100 متر عن العناصر الذين استهدفوا "أهدافا محددة"

أظهر التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيليّ، أن الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال اقتحامه جنين، فجر الأربعاء، قد كانت تبعد مسافة تتراوح ما بين 100 و150 مترا عن جنود

تحقيق الاحتلال الأوليّ: أبو عاقلة كانت تبعد 100 متر عن العناصر الذين استهدفوا

الشهيدة شيرين بعد إصابتها (Getty Images)

أظهر التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيليّ، أن الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال اقتحامه جنين، فجر الأربعاء، كانت تبعد مسافة تتراوح ما بين 100 و150 مترا عن جنود الاحتلال حينما أُصيبت بالرصاص.

جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" مساء الأربعاء، والتي ذكرت أنّ عناصر قوات الاحتلال من وحدة "دوفدوفان"، "أطلقوا خلال العملية (اقتحام جنين) بضع عشرات الأعيرة النارية"، مؤكدة أنّ "معظم إطلاق النار الإسرائيليّ (الذي نفّذه جنود الاحتلال) كان في اتجاه الجنوب، بينما كان أبو عاقلة ومصور ’رويترز’ المصاب شمالي القوة. ومع ذلك، يبدو أن بعض الرصاصات (التي أطلقها الجنود)، أُطلِقت في اتجاه الشمال"، أي صوبَ الجهة التي تمركزت فيها الشهيدة أبو عاقلة.

هذا، وتعقَّب "عرب 48" حيثيات استشهاد الزميلة الصحافية، شيرين من خلال تحقيق مصور في جنين أظهر كذب رواية الاحتلال بأنها قد تكون استشهدت من جرّاء إصابتها برصاص فلسطيني.

وأوضحت "هآرتس" أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة في رأسها "يبلغ قطرها 5.56 ملم، وأطلِقت من بندقية ’M-16’".

وزعم جيش الاحتلال في التحقيق الأوليّ أن عناصره تعرّضوا لإطلاق نار من قِبل مسلّحين فلسطينيين، لافتا إلى أن عناصره ردّوا بإطلاق "عشرات الأعيرة النارية، صوب أهداف محددة (مثل) ناشط مسلح شوهد على سطح منزل، ومسلح ينظر من نافذة، وأشخاص آخرين"، وفق الصحيفة.

واستشهدت شيرين، وأُصيب الصحافي علي سمودي بجروح وصفت بالمتوسطة، خلال اقتحام الاحتلال، جنين، فجر الأربعاء، فيما استشهد الشاب ثائر خليل اليازوري (18 عاما) في منطقة جبل الطويل في مدينة البيرة، برصاص الاحتلال كذلك.

وتبين خلال تحقيق "عرب 48"، أن نقطة استشهاد الصحافية أبو عاقلة تبعد عن مكان إطلاق الرصاص الذي وثق به الشاب الفلسطيني المسلح مسافة 2 كيلو متر وتقع بين أزقة المخيم الضيقة، وهذا يؤكد أن استشهادها وإصابة الصحافي، علي السمودي، كان برصاص جنود الاحتلال الذين تواجدوا فوق أسطح المنازل بعد مداهمة مخيم جنين.

وقال الشاب، شريف العزب، الذي تمكن من الوصول إلى شيرين بعد اغتيالها، في حديث لـ"عرب 48"، إن "المكان الذي استشهدت فيه لم يشهد أية مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث تواجدت فيه مجموعة من الصحافيين وهم يقفون جانبا وفي منطقة مفتوحة بعيدة عن المخيم نوعا ما وعلى مرأى قوات الاحتلال".

وأضاف "فجأة وردنا إصابة شخصين واتضح أنهما الصحافيان السمودي وأبو عاقلة، وعلى الفور توجهت إلى المكان، إذ كان من الصعب إخراجهما من تلك المنطقة بسبب الرصاص المكثف الذي أطلقه جنود الاحتلال".

وتابع: "تمكنت من الوصول إلى أبو عاقلة بعد قفزي عن جدار في المكان يرتفع قرابة المترين، حتى أخرجتها من هناك وجرى نقلها إلى المشفى، وللأسف الشديد كانت قد ارتقت شهيدة بسبب إصابة مباشرة في الرأس".

كما ذكرت شاهدة عيان في المكان لـ"عرب 48"، أن "جنود الاحتلال اقتحموا المنازل في الحي الذي نسكن به، واعتلت مجموعة من القناصة أسطح المنازل في الحي مقابل مكان تواجد الصحافيين، إذ أن الصحافيين تواجدوا في منطقة مفتوحة وبعيدة عن نقطة الاشتباك، فيما لم يتواجد أي مسلح في المنطقة وهم (القناصة) من استهدفوا أبو عاقلة والسمودي بشكل مباشر".

وتابعت أن "الجنود أغلقوا كل المداخل المؤدية إلى منطقة الاشتباك الرئيسية، ولم يكن بإمكان المسلحين الوصول إلى نقطة الصحافيين لكونها منطقة مفتوحة ولا مكان لاختباء الشبان بها".

التعليقات