الحركة الأسيرة تعلن خطوات تصعيدية تنتهي بإضراب مفتوح عن الطعام بمطالب موحَّدة

شدّدت الحركة الأسيرة على أن "هذا الإضراب والذي عنوانه الحرية أو الشهادة، هو إضراب يخوضه كل قادر من الأسرى من كافة الفصائل"، موضحة أن "الأسرى سيخوضون الإضراب "بمطالب موحدة وبقيادة موحدة".

الحركة الأسيرة تعلن خطوات تصعيدية تنتهي بإضراب مفتوح عن الطعام بمطالب موحَّدة

جانب من وقفة مساندة للأسرى (Getty Images)

أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، سلسلة خطوات تصعيدية، تبدأ غدا الثلاثاء، على أن تنتهي بإضراب مفتوح عن الطعام، مع بداية شهر رمضان المقبل.

جاء ذلك بحسب ما أفادت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، في بيان أصدرته مساء اليوم الإثنين، مؤكدة فيه أن خطواتها الاحتجاجية، تأتي بسبب الاعتداء المستمر على الأسرى، والتنكيل بهم، والتضييق عليهم، وذلك منذ أن تولى اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، منصب وزير "الأمن القومي" في حكومة بنيامين نتنياهو.

كما يأتي ذلك فيما كانت وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، قد اقتحمت بعد ظهر اليوم الإثنين، قسم 16 في سجن "عوفر"، حيث أجرت عمليات تفتيش واسعة، ونكلت بالأسرى، بحسب ما أفاد نادي الأسير. كما أبلغت إدارة سجون الاحتلال، اليوم، الحركة الأسيرة تقليص استخدام الحمامات بالنسبة للأسرى، وذلك بموجب العقوبات التي تفرض سلطات الاحتلال على الأسرى. وفي هذا الصدد، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان11")، مساء اليوم، أن بن غفير أوعز بتقليص مدة استخدام الأسرى للحمامات، وتقييدها بأربع دقائق.

كما أفادت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، بأن بن غفير أوعز بتقليص مدة توصيل المياه للحمامات التي يستخدمها الأسرى، إلى ساعة يوميا، بحيث لا يتجاوز الوقت المتاح لكل أسير، 4 دقائق.

وشدّدت الحركة الأسيرة على أن "هذا الإضراب والذي عنوانه الحرية أو الشهادة، هو إضراب يخوضه كل قادر من الأسرى من كافة الفصائل".

وأكدت أن الأسرى سيخوضون الإضراب "بمطالب موحدة وبقيادة موحدة -والتي نريدها كذلك في الخارج-، وهذه الوحدة هي الضامن الأساسي -بعد توفيق الله- لنجاح نضالنا".

وأضافت أن "حجم العدوان الذي نواجهه منذ بداية هذا العام وحتى الآن، يتطلب من كافة أبناء شعبنا وقواه الحية إسنادنا بكافة الأدوات".

جانب من وقفة مساندة للأسرى (Getty Images)

لاحقا، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك، بأن "الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيبدأون صباح غد الثلاثاء بتنفيذ خطوات العصيان، ضمن مسار الخطة التي أعلنت عنها لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة:.

وأضافت الهيئة ونادي الأسير، أن "الخطوة ستبدأ من سجن ’نفحة’، بحيث تتسع دائرة الخطوات بتنفيذها في بقية السجون، وفقا للخطة التي أُقرت".

وأوضح البيان أن الخطوات "تتمثل بارتداء لباس ’الشاباص’، وهو اللباس البنيّ الذي تفرضه إدارة السّجون على الأسرى، وتعني هذه الخطوة استعداد الأسرى لتصعيد المواجهة ضد إدارة السجن، بالإضافة إلى إغلاق الأقسام، بحيث تتوقف كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية المتعلقة بأنظمة السّجن المفروضة لواقع الحياة الاعتقالية، وعرقلة إجراء ما يسمى ’الفحص الأمني’، بحيث يخرج الأسرى للفحص مقيدي الأيدي".

وقالت الحركة الأسيرة في بيانها: "منذُ أن تولى وزيرهم المدعو بن غفير وظيفته في الهجوم على كل ما هو فلسطيني في القدس والداخل والضفة والسجون؛ بدأت تظهر ملامح المرحلة القادمة والتحديات المختلفة التي تتطلب من الكل مواجهتها؛ كُلٌّ حسب طاقته وأدواته، حتى يتم إفهام هذا المارق والطارئ على أرضنا من هو الفلسطيني؛ وما هي طاقاته في التحدي والتضحية والصمود".

وذكرت الحركة الأسيرة أنه منذ تولّي بن غفير منصبَ وزير الأمن القومي، "استشعرنا في لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة هذا التحدي، وعملنا على ترتيب صفوفنا لمواجهة هذه السياسة الحاقدة على كل ما هو فلسطيني، والتي كانت آخرها سياسات الهدم في القدس، وتوسيع خطط الاستيطان في الخارج، والتغول على الأسيرات والأشبال في الدامون، ووقف إدخال الخبز للسجون، في سلسلة إجراءات وتغول على الأسرى وحقوقهم، واليوم يتم المساس بحقّنا في الاستحمام".

وأضافت: "في ظل هذه التحديات؛ قررنا الشروع في سلسلة خطوات تبدأ بالعصيان وتنتهي بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من شهر رمضان القادم، حاملين مطلبنا الوحيد ’وهو حريتنا’، وعلى الجميع أن يلتقط رسالتنا هذه وصوتنا هذا، فلم نعد نحتمل استمرار التنكيل بنا ليلًا ونهارًا، والاعتداء على كرامتنا وكرامة أسيراتنا".

ويواصل بن غفير، اتخاذ إجراءات عنصرية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وكان قراره الأخير إغلاق مخابز "الخبز العربي" للأسرى في السجون.

وفي وقت سابق اليوم، أبلغت إدارة سجون الاحتلال الأسرى في الأقسام الجديدة التي جرى نقلهم إليها مؤخرا تحديدا في سجني (نفحة والجلبوع)، أنها ستبدأ بتنفيذ أولى توصيات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، والتي تتمثل بتقليص مدة الساعات التي يمكن للأسرى فيها الاستحمام، بحيث يسمح لكل قسم ساعة خلال النهار، وكذلك تقليص كمية المياه.

(Getty Images)

وأوضح نادي الأسير، أن هذا القرار هو بمثابة مؤشر لإعلان تصاعد مستوى العدوان على تفاصيل واقع الحياة الاعتقالية للأسرى، خاصة أنه وعلى مدار الفترة الماضية، بقيت تهديدات بن غفير، في إطار إجراءات قائمة أصلًا بحقّ الأسرى منذ سنوات، ومنها عمليات التنكيل، والاقتحامات، والتنقلات الجماعية، والعزل، وغيرها.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى في بيان مقتضب أن ذلك يأتي ضمن العقوبات التي فرضها بن غفير، على الأسرى كرد على ما يجري في الخارج.

ولم تستبعد هيئة شؤون الأسرى أن يؤدي هذا القرار إلى توتر الأوضاع داخل سجون الاحتلال، خاصة أنه ينتقص من حقوق الأسرى التي تحاول سلطات الاحتلال سحبها بحجج واهية.

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إنه "وعلى الرغم من خطورة انعكاسات هذا الإجراء على الأسرى من حيث النظافة، وانتشار الأمراض بينهم، إلا أنه يعكس أيضا مستوى الانحطاط والسخافة التي يحملها بن غفير، والتي ستكون سببا في انفجار الاوضاع داخل السجون".

التعليقات