09/08/2023 - 19:59

تقرير: نتنياهو يسعى لتشكيل "حلف دفاعي" مع واشنطن كجزء من الاتفاق مع السعودية

مسؤول أميركي رفيع ينفي تقرير "وول ستريت جورنال" حول "إطار عمل متفق عليه بخصوص اتفاق يقضي باعتراف السعودية بإسرائيل"؛ في حين يشير تقرير إسرائيلي إلى أن نتنياهو يسعى لتشكيل "حلف دفاعي" مع واشنطن كجزء من الاتفاق مع السعودية.

تقرير: نتنياهو يسعى لتشكيل

(أرشيفية - Getty Images)

يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق حول تشكيل "حلف دفاعي" مع الولايات المتحدة الأميركية، يركز على "تعزيز الردع" ضد إيران، في إطار المفاوضات حول صفقة بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، وذلك بحسب ما نقل موقع "واللا" عن أربعة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين "رفيعي المستوى".

جاء ذلك في حين قال البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إنه لا يوجد إطار عمل متفق عليه بخصوص اتفاق يقضي باعتراف السعودية بإسرائيل. وقال المتحدث باسم الأمن القومي، جون كيربي، إنه "لا يزال هناك الكثير من المناقشات التي ستُجرى هنا".

وأضاف "ليس هناك اتفاق على مجموعة من المفاوضات ولا يوجد إطار متفق عليه بخصوص التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقائنا في المنطقة". وتابع "هناك التزام بمواصلة المحادثات والمضي قدما"، موضحا أن "محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل مستمرة".

وتأتي تصريحات كيربي، في أعقاب تقرير صدر عن صحيفة "وول ستريت جورنال" بهذا الشأن، في وقت سابق اليوم. وفي ما يتعلق بالاجتماع المرتقب والذي طال انتظاره إسرائيليا، بين نتنياهو والرئيس الأميركي، جو بايدن، قال كيربي إن بايدن سيلتقي بنتنياهو "في مكان ما في الولايات المتحدة" في وقت لاحق من هذا العام، لكنه تجاهل سؤالا عما إذا كان من المقرر عقد اللقاء في البيت الأبيض.

وحول مساعي نتنياهو للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على تشكيل "حلف دفاعي" لمواجهة "التهديد الإيراني"، أشار "واللا" إلى أن اتفاقا من هذا القبيل يجب أن يحصل على موافقة الكونغرس، الأمر الذي سيمنح تل أبيب ضمانات أمنية قوية، في الوقت الذي تتحول فيه إيران إلى دولة عتبة نووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن "محادثات مثمرة" أجريت حول اتفاق محتمل وإنه يتوقع مزيدا من المحادثات في الأسابيع المقبلة. وأضاف "أحرزنا تقدما في عدد من القضايا. لن أتحدث عن ماهية التقدم، لكن ما زال أمامنا طريق طويل يتعين قطعه، مع مستقبل غير مؤكد".

وأكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفيعي المستوى، تحدثوا إلى "واللا" (لم يسمهم)، أنه خلال المكالمة الهاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي في منتصف تموز/ يوليو الماضي، قال نتنياهو لبايدن إن "لديه فكرة لاتفاق أمني إسرائيلي أميركي" وذلك دون الخوض في التفاصيل.

وقال نتنياهو لبايدن إنه معني بإيفاد وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومته، رون ديرمر، الذي يعتبر من الشخصيات المقربة من نتنياهو والذي شغل في السابق منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، إلى واشنطن، بهدف "عرض الفكرة بشكل مفصّل على مسؤولي البيت الأبيض".

وبحسب التقرير فإنه "ليس من الواضح ما هي تفاصيل الفكرة التي يحاول نتنياهو وديرمر الدفع بها"، غير أنه نقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن نتنياهو يعتزم تشكيل "حلف دفاعي" مع واشنطن، "يركز على التهديد الإيراني والسيناريو المستقبلي المحتمل بتطوير إيران أو حصولها على أسلحة نووية".

وأوضح التقرير أن ديرمر هو المحرك الأساسي لهذه المبادرة منذ عودة نتنياهو إلى منصب رئيس الحكومة، في كانون الثاني/ يناير المقبل. وقال المسؤول الإسرائيلي إن "نتنياهو وديرمر طرحا هذه الفكرة قبل بضعة أشهر وتم ذكرها بإيجاز في محادثات مع مسؤولين كبار في إدارة بايدن في الأسابيع الأخيرة".

يذكر أن نتنياهو وديرمر حاولا التوصل إلى اتفاقية "حلف دفاعي" بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأجرى الاثنان محادثات حول هذه المسألة مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب عام 2019، الأمر الذي عارضته أجهزة الأمن الإسرائيلية، مشيرين إلى أن اتفاقا كهذا "سيحد من حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة".

وفي حين تعزز اتفاقية "حلف دفاعي" بين إسرائيل والولايات المتحدة التعاون الأمني والعسكري ​​القوي بالفعل بين الجانبين من جهة، إلا أنها قد تمنح الولايات المتحدة أيضًا المزيد من أدوات الضغط للتأثير على إسرائيل في ما يتعلق بالأنشطة العملياتية للجيش الإسرائيلي، من جهة أخرى.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، قال ديرمر، الذي شغل حينها منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، خلال مؤتمر عقد في واشنطن، إن التحالف الدفاعي مع الولايات المتحدة سيوفر لإسرائيل "طبقة إضافية من الردع ضد التهديدات الأكثر خطورة التي تتعامل معها".

وقال ديرمر في ذلك الوقت إن مبادرته تتمثل بإبرام اتفاقية "محدودة ومركزة من شأنها أن تخدم المصالح الأمنية للطرفين ولكنها لن تقيد يدي إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية". في حين يرى نتنياهو أنه من الممكن الدفع باتجاه التوقيع على اتفاقية "حلف دفاعي" مع واشنطن، في إطار "صفقة أكبر" تدفع بها الولايات المتحدة مع إسرائيل والسعودية.

وكجزء من "محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل عبر "صفقة شاملة"، تناقش الولايات المتحدة مع السعودية إبرام اتفاقية "تحالف دفاعي" بين الجانبين قد توفر للسعودية ضمانات أمنية أميركية وتمهد لإبرام صفقات أسلحة كبرى، وهي شروط تضعها الرياض للمضي قدما في هذه المساعي، بما يشمل دعم برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية.

ولم تستجب إدارة بايدن للمطلب السعودي بشأن تشكيل "تحالف دفاعي" بين الجانبين، لكنها وافقت على مناقشة تقديم "المزيد من الضمانات الأمنية المحدودة" للرياض، التي من شأنها تحسين العلاقات الأمنية بشكل كبير بين الولايات المتحدة والسعودية.

وبحسب "واللا"، فإن نتنياهو وديرمر يسعيان للحصول على اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة، ويعتقدان أن السياق الواسع لصفقة شاملة بين الولايات المتحدة والسعودية سيساعد في الحصول على موافقة أميركية على "تحالف دفاعي" في ظل الشروط التي تريدها إسرائيل.

التعليقات