06/09/2023 - 17:43

رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري بحق الفلسطينيين في الضفة

باردو ينضم إلى غيره من المسؤولين الإسرائيليين السابقين، لكن بـ"بلغة أكثر حدة"، ويؤكد أن إسرائيل تطبق نظام فصل عنصري (أبارتهايد) بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في تصريحات خاصة لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.

رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري بحق الفلسطينيين في الضفة

شرطة الاحتلال تعتدي على ناشطين أجانب ضد الفصل العنصري في بلعين (أرشيفية - Getty Images)

قال الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، تامير باردو، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) في الضفة الغربية المحتلة، لينضم بذلك إلى قائمة متزايدة من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين المتقاعدين الذين يؤكدون ممارسة سلطات الاحتلال نظام الفصل العنصري بحق الفلسطينيين.

وجاءت تصريحات باردو في تصريحات لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، ليصبح بذلك أحدث مسؤول إسرائيلي رفيع سابق، يخلص إلى أن معاملة إسرائيل للفلسطينيين في الضفة الغربية ترقى إلى مستوى الفصل العنصري، في إشارة إلى نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا الذي انتهى في عام 1994.

باردو، خلال مشاركته في مؤتمر نظمته جامعة هارفارد (أرشيفية - Getty Images)

وأفادت الوكالة الأميركية بأن "مجموعة من القادة والدبلوماسيين ورجال الأمن الإسرائيليين السابقين، حذرت من أن إسرائيل تخاطر بالتحول إلى دولة فصل عنصري"، غير أنها قالت إن "لغة باردو في التحذير كانت أكثر حدة"، وأضافت أنه "نظرًا لخلفية باردو (الاستخباراتية)، فإن هذه التصريحات تحمل وزنا خاصا في إسرائيل المهووسة بالأمن".

وقال باردو إن "هناك دولة فصل عنصري هنا، على أرض يخضع فيها شعبان لنظامين قانونيين، فهذه دولة فصل عنصري"، وشدد باردو على أن موقفه هذا ليس متطرفا، ولكنه "توصيف لحقيقة بسيطة"؛ وأضاف أنه بصفته رئيسا للموساد، حذر نتنياهو مرارا من أنه بحاجة إلى "تحديد حدود إسرائيل، أو المخاطرة بتدمير دولة لليهود".

جدار الفصل العنصري في الضفة المحتلة (Getty Images)

ولم يوضح باردو، الذي شغل منصب رئيس الموساد بين عامي 2011 و2016، ما إذا كانت لديه نفس المعتقدات أثناء رئاسة الموساد. لكنه أكد على اعتقاده بأن الفلسطينيين من بين القضايا الأكثر إلحاحا لإسرائيل، قبل البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبره رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تهديدا وجوديا.

وخلال الأعوام الماضية، اتهمت جماعات حقوقية بارزة في إسرائيل والخارج، السلطات الإسرائيلية واحتلالها للضفة الغربية المستمر منذ 56 عاما، بالتحول إلى نظام فصل عنصري يضع الفلسطينيين في وضع من الدرجة الثانية، ويهدف إلى الحفاظ على الهيمنة اليهودية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.

وتُعتبر تصريحات باردو الصريحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، نادرة بين قادة حركة الاحتجاج الشعبية في إسرائيلي ضد "الإصلاح القضائي" الذي تقوده حكومة نتنياهو، حيث تجنب قادة الاحتجاجات إلى حد كبير الحديث عن الاحتلال، بدعوى أن ذلك قد "يخيف" المزيد من المؤيدين اليمينيين للاحتجاج ضد خطة الحكومة لإضعاف القضاء.

من جانبه، شن الليكود هجوما حادا على باردو، معتبرا أنه "يشهر بإسرائيل" أمام الرأي العام الدولي.

وفي الشهر الماضي، وجّه النائب السابق لرئيس الموساد، عميرام ليفين، انتقادات شديدة اللهجة لحكومة نتنياهو، على خلفية خطة إضعاف القضاء، مشيرا إلى أن ما تشهده الضفة الغربية بعد 57 عاما من الاحتلال هو أبارتهايد، وأن "الجيش الإسرائيلي بدأ التورط في جرائم الحرب وفي عمليات عميقة تذكرنا بالعمليات التي حدثت في ألمانيا النازية".

وتابع ليفين، في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، "إذا تجوّلت في مدينة الخليل سترى شوارع لا يستطيع العرب السير فيها، إنه أمر مؤلم وغير سار، ولكنه الواقع. من الأفضل لنا كإسرائيليين التعامل مع هذا الواقع رغم صعوبته وعدم تجاهله كأنه لا يعنينا".

التعليقات