التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بقطب التكنولوجيا الأميركي إيلون ماسك، في كاليفورنيا، مساء الإثنين، فيما تطرّق الأخير لمساعي حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء في إسرائيل.
واللقاء بين نتنياهو وماسك، والذي جرى في مصنع "تيسلا" في فريمونت بكاليفورنيا، هو اللقاء الأول الذي يعقده نتنياهو، ضمن زيارته للولايات المتحدة، التي تستمرّ ثمانية أيام.
وأشار ماسك خلال لقائه بنتنياهو، بشكل مباشر، إلى مسألة "الإصلاح القضائي"، التي يقودها ائتلاف نتنياهو الحكومي، وقال: "هناك احتجاجات، كما رأيتم في الخارج".
وأضاف أن "كثرا في ’تيسلا’، قد عارضوا اللقاء"، بينهما.
من جانبه، قال نتنياهو إن "الكثير من المتظاهرين لا يعرفون ما الذي يحتجون عليه".
وأضاف: "لدينا النظام القانونيّ الأكثر نشاطا في العالم"، لافتا إلى أن "إسرائيل ستظلّ دائما دولة ديمقراطية".
كما أشار نتنياهو إلى اقتراح "الإصلاح القضائي" الأصليّ الذي قدمه وزير القضاء، ياريف ليفين، قائلا: "أعتقد أنه سيئ"، وذلك في إشارة إلى أنه تمّ تخفيف صيغة المقترح الأصلي، بحسب ما يرى نتنياهو.
وقال إن "هناك توترا بين السلطات (في إسرائيل). عليك حلّ التوتر في مكان ما في الوسط"، مضيفا أنه "من المفترض أن تدور الديمقراطية حول التوازنات والضوابط، وفي إسرائيل لا توجد ضوابط وتوازنات، هناك فقط القوة".
وأثناء لقائهما، تظاهر مئات الإسرائيليين واليهود في خارج المبنى، وهتفوا بشعارات منددة بساسات حكومة نتنياهو لإضعاف القضاء.
وكان المتظاهرون قد انتظروا مغادرة نتنياهو المطار، وهتفوا له بالقول: "عار" ولوحوا بلافتات تدينه.
وحتى عند مدخل الفندق الذي يقيم فيه نتنياهو، كانت في انتظاره محتجّون شاركوا في مظاهرة احتجاجية كذلك.
وقال أحد قادة الاحتجاج في سان فرانسيسكو، بعد هبوط الطائرة التي أقلّت نتنياهو، إنّ نحو "300 إسرائيلي ويهودي من المنطقة بأكملها، أبلغوا المتهم الجنائيّ (نتنياهو اذلي يلاحَق بعدة قضايا) أن زيارته هنا لن تكون عملا كالمعتاد، ومن هنا سنرافقه إلى فريمونت"، حيث التقى بإيلون ماسك.
وأضاف: "بعد الكلمات القاسية التي قالها رئيس الحكومة المتهم بارتكاب جرائم عن المتظاهرين في الخارج"، وذلك إثر مهاجمة نتنياهو للمتظاهرين، فجر الإثنين.
وتابع: "أظهرنا أن المئات من الأشخاص خرجوا من المنزل في الخامسة صباحًا بالعلم الإسرائيلي، وبحب متّقد لإسرائيل، وآخر ما يمكن قوله عنهم ما قاله نتنياهو: إنهم أصدقاء لمنظمة التحرير الفلسطينية وإيران"، مضيفا: "نحن جميعًا وطنيون، ويسعدنا جميعًا الاستيقاظ في الصباح للنضال من أجل الدولة اليهودية والديمقراطية".
وخلال اللقاء، تطرّق نتنياهو لانتقادات المنظمات اليهودية التي تدعي أن ماسك، يزيل القيود المفروضة على معاداة السامية عبر الإنترنت، قائلا له: "أعلم أنك تعارض معاداة السامية وأنك ملتزم بذلك".
وردّ ماسك: "أنا بالطبع أعارض معاداة السامية، ولن نروّج لخطاب الكراهية".
وذكر مكرّرا أن "إسرائيل ستكون ديمقراطية أقوى بعد التغييرات".
ويأتي اللقاء بين الاثنين، قبل لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالرئيس الأميركي، جو بايدن، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد غد، الأربعاء.
وكان نتنياهو قد شنّ هجوما على المتظاهرين الإسرائيليين ضد مخطط حكومته لإضعاف جهاز القضاء في نيويورك، خلال مشاركته في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبر أنهم بذلك ينضمون إلى "منظمة التحرير الفلسطينية وإيران وآخرين" من أعداء إسرائيل، وذلك في تصريحات صدرت عنه فجر اليوم، الإثنين، خلال حديثه للصحافيين في المطار قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو إن المتظاهرين "ينتهكون كل الحدود، أوصلونا لمرحلة بات فيها قطع الطرق أمرًا طبيعيًا"، وأضاف "يذهبون ويشهرون بإسرائيل أمام الأمم، ويبدو ذلك أمرًا طبيعيًا بالنسبة لهم. بالنسبة لي لا يبدو الأمر طبيعيًا. كزعيم للمعارضة، لم أفعل ذلك أبدًا".
التعليقات