يواصل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، مساعيه لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، عبر بيانات وتسريبات لوسائل الإعلام توحي بعدم إتمام الصفقة وإصرار إسرائيل على شروطها، في ما يبدو أنها محاولات لطمأنة شركائه في الحكومة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي آخر هذه المحاولات، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، بيانًا باسم "مسؤول سياسي رفيع" ادعى فيه أن إسرائيل لن تنسحب من محور "صلاح الدين" (فيلادلفيا)، نافيًا ما وصفه بـ"التقارير المضللة" التي تشير إلى عكس ذلك.
وقال المسؤول إن إسرائيل ستبقى متمركزة في المحور خلال جميع أيام المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد لمدة 42 يومًا، مع الإبقاء على حجم القوات الحالي، ولكن مع إعادة انتشارها بما يشمل نقاط مراقبة، ودوريات، ومواقع سيطرة على طول المحور.
وأشار إلى أنه اعتبارًا من اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، ستبدأ مفاوضات حول إنهاء الحرب. وفي حال رفض حركة حماس شروط إسرائيل لتحقيق أهداف الحرب، فإن القوات الإسرائيلية ستظل متمركزة في المحور "حتى إشعار آخر".
علما بأن البنود المتعلقة بمحور فيلادلفيا في الاتفاق تنص على "خفض القوات تدريجيًا في منطقة المحور خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق الخرائط المتفق عليها. ةانسحاب نهائي منه بعد إطلاق سراح آخر رهينة في اليوم 42، ويستكمل خلال 50 يومًا كحد أقصى".
يأتي ذلك في محاولات متواصلة من نتنياهو وطاقمه الإعلامي تهدف إلى الإيحاء بأن تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة لم تُحسم بعد، على الرغم من تأكيد الأطراف المشاركة والوسطاء على اكتمال التفاهمات.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن نتنياهو ينتظر التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي مع وزير المالية، سموتريتش، الذي يواجه ضغوطًا شديدة، ويطرح تهديدات جدية بالانسحاب من الحكومة، قبل الإعلان الرسمي من جانب تل أبيب عن الصفقة.
إسرائيل تهدد باستدعاء وفدها من الدوحة
وفي هذه الأثناء، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن "مسؤول رفيع" أن الخلافات الحالية التي تعيق توقيع الاتفاق تتعلق بهوية أسرى تطالب حركة حماس بإدراجهم ضمن الصفقة. وأشار المسؤول إلى أن استمرار هذه الخلافات قد يدفع إسرائيل إلى استدعاء وفدها من الدوحة.
وقال المسؤول إن "الخلاف الأساسي يتمحور حول طلب حماس منحها حق الفيتو على عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين الذين تعتبرهم رموزًا"، وادعى أنه تم "استثناء مروان البرغوثي من قائمة مطالب حركة حماس".
ونقلت القناة عن مصدر مقرب من نتنياهو، قوله إنه "إذا لم تتراجع حماس عن مطالبها، فلن يتم التوصل إلى اتفاق". وأضافت أن الوسطاء نقلوا رسالة للوفد الإسرائيلي تفيد بأن "العمل جارٍ لحل الخلاف قريبًا".
وفي وقت سابق اليوم، أصدر إدارة الأسرى والمفقودين التابعة لمكتب نتنياهو، رسالة لعائلات الأسرى، جاء فيها أن حركة حماس أضافت في الساعات الأخيرة "مطالب جديدة تخالف الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الوسطاء".
وادعت المديرية أنه حتى هذه اللحظة، لم يتم الاتفاق على التفاصيل النهائية للصفقة، وأن فريق المفاوضات يواصل جهوده للتوصل إلى حل. ونتيجة لذلك، لم يتم إصدار بيان رسمي حتى الآن حول نجاح المفاوضات، ولم يتم تحديد موعد لانعقاد الكابينيت.
كما أصدر مكتب نتنياهو، اليوم، بيانًا يتهم فيه حركة حماس بالتراجع عن التفاهمات الصريحة التي تم التوصل إليها مع الوسطاء وإسرائيل، في محاولة للضغط و"الابتزاز" في اللحظات الأخيرة، على حد مزاعمه.
وشدد البيان على أن "إسرائيل لن تحدد موعدًا لانعقاد الكابينيت والحكومة للمصادقة على الاتفاق، حتى يتلقى الوسطاء تأكيدًا واضحًا من حماس بالموافقة على جميع تفاصيل الاتفاق"، في ما يعكس الضغوط الشديدة التي يتعرض لها نتنياهو من شركائه.
ومساء الأربعاء، قبيل إعلان الوسطاء الرسمي عن التوصل لاتفاق، ادعت إسرائيل أن حماس قدمت في اللحظات الأخيرة شروطا جديدة تتعلق بمحور "صلاح الدين" (فيلادلفيا)، وذلك في إحاطة صحافية قدمها مسؤول إسرائيلي رفيع يرجح أنه نتنياهو نفسه.
وفي وقت لاحق، أصدر مكتب نتنياهو بيانا جاء فيه أن "حماس تراجعت عن مطلبها الأخير بشأن تغيير انتشار القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا"، وذلك بعد موقف وصفه البيان بـ"الحازم" من قبل نتنياهو. وأشار إلى أن هناك بنودا أخرى لا تزال عالقة في الاتفاق.
في حين نفت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") المزاعم التي أوردها نتنياهو و"المسؤول الإسرائيلي الرفيع"، مشددة على أن الخلافات حول خرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا تم حلها في الليلة السابقة.
التعليقات