حراكُ شبابي: "قد تكون الانتخابات مُقدّمة لاستفتاء حول مصير الجولان"

أوضح الحراك أنه على التمثيل السياسيّ لأبناء الجولان "أن يبقى شعبيّا، وبمنأى عن الأطر الخاضعة لسلطة الاحتلال"

حراكُ شبابي:

(أ ف ب)

سعى أهالي هضبة الجولان السورية، منذُ احتلتها إسرائيل عام 1967، للوقوف في وجه كل المخطّطات الإسرائيلية التي تسعى إلى فرض المواطَنة الإسرائيلية عليهم، في سبيل فرض سياسة "الأمر الواقع"، إلا أن الجولانيين كانوا حائطَ صدّ أمام هذه المخطّطات الإسرائيلية، التي تُحاول استغلال كل الفرص المُتاحة لتحقيق مآربها، وهو ما تُريدُه إسرائيل الآن من فرض الانتخابات في الجولان، بحجّة الديمقراطية، والحقوق التي سيتمتعُ بها أهالي القرى السورية الأربع؛ مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا وعين قنيا.

لكنَ حراكًا شبابيا جولانيا رافضا للانتخابات، أصدر بيانًا دعا فيه "كل أهل الجولان وشبابه، بدون استثناء، إلى تعميق التفكير والحوار، ورفع الصوت للاعتراض على هذا المشروع (الانتخابات)، بكل الوسائل الحضارية وبعيدا عن كل أشكال العنف الجسديّ أو اللفظيّ أو التقاذف غير الأخلاقيّ"، مؤكدًا أن "التمثيل الاجتماعي والسياسي لأبناء الجولان لا يأتي من خلال إعطاء الشرعية لسلطة تقوم على أساس احتلال أراضي الآخرين وقتل سكّان هذه الأراضي وتهجيرهم وبناء المستوطنات على أنقاض بيوتهم وقراهم المهدّمة".

وأوضح الحراك أنه على التمثيل السياسيّ لأبناء الجولان "أن يبقى شعبيّا، وبمنأى عن الأطر الخاضعة لسلطة الاحتلال"، مُشيرًا إلى أنه "لا جدال حول ضرورة وحيوية الخدمات التي تقدمها المجالس المحليّة لسوريي الجولان. والمستوى الحياتي الذي يعيشه أهل الجولان هو نتيجة لاجتهادهم وكدّهم وعَرَقِهم الذي يبذلونه لتحسين أحوال العيش، ولا نقبل، إطلاقا، اعتبار ’الحقّ’ في الحصول على هذه الخدمات منّة أو معروفا من ’دولة الاحتلال’ التي ندفع لها الضرائب ونتعرّض لسياساتها التمييزيّة، في حين أنّها تسيطر، بالقوّة، على أرضنا وتستثمر خيراتها ومواردها".

وقال الحراك في بيانه: "لن نقبل أن تستخدم حقّنا المشروع -طبقاَ لكلِّ الأعراف والقوانين الدولية- ذريعةً لابتزاز المجتمع في هويّته وضروراته الحياتيّة الأخرى ومدخلا للاستحواذ على تمثيله الاجتماعيّ والسياسيّ"، مُضيفا: "يعرف المتابعون جيدا مستجدّات هذا الموضوع، أنه بالانتخاب أو بالتعيين فالنتيجة واحدة، وأن لا علاقة لهذا المشروع بمصالح الناس الحقيقة ولا يمكن أن تحسّن من تمثيل الفئات المهمّشة أو أن تحدّ من نفوذ الفئات المتنفّذة".

وأكّد الحراك أن إٍسرائيل تعمل على "الترويج لهذه الانتخابات كما لو أنها ممارسة ديمقراطيّة خالصة، وهذا خطاب زيف وتضليل، يتوجب الوقوف على تفاصيله؛ فالديمقراطية هي منظومة أوسع وأعقد من أن يتم حصرها بتفصيل إجرائيّ صغير مثل عملية الاقتراع، وهي تشترط أولا أن يكون السكّان متساوين في الحقوق دونما خضوع لإملاءات دخيلة ودون التمييز بين توجهاتهم الفكريّة، والعقائديّة، والسياسيّة والاجتماعيّة".

وأشار الحراك إلى أن "القبول بعملية الاقتراع وتشريع مهزلة الانتخابات، قد يكون مقدمة وتمرينا للقبول باستفتاء على مصير الجولان فيما بعد، لا سيما وأن أحزاب اليمين المتطرّف الإسرائيليّ تغذي عقول بعض الشباب بالأوهام وتزجّ بهم وقودا في هذه ’الانتخابات’ الصوريّة، كممثلين لها ولأجنداتها السياسية، ولا يغيب عن أحد أن العداء لكل من هو غير يهوديّ ومحاولة تهجيره إن أمكن، تقع في أساس سياسات هذه الأحزاب".

ودعا الحراك الجميع إلى المشاركة الفعّالة في الخطوات التي سيُعلن عنها تباعا، "ابتداء من خيمة الاعتصام خلال الأسبوع الذي يسبق الموعد المعلن، وانتهاءً بإعلان يوم ’الانتخابات’، يوم إضراب عام والاعتصام أمام مراكز الاقتراع، إن وُجدت!".

وأكد البيان أن السياسات الإسرائيلية تسعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي لأهالي الجولان، مُبينًا أنه "في السنوات الأخيرة، باتت السياسات والبرامج القادمة من جهة مؤسسات الاحتلال تستهدف الشباب الناشئ، على وجه الخصوص. ومن بين أسباب كثيرة، فإنّ الظروف الاستثنائيّة لسوريي الجولان على مدى خمسة عقود، حرمت أجيالا من الشباب من أن تحيا بشكل طبيعيّ، وبانتماءٍ، مكتمل الأركان كما كلّ الناس، لوطن يحققون من خلاله أحلامهم وتطلعاتهم".

وذكر ضرورة الحفاظ على وحدة الصف، لأنه "لا يمكن أن ننظر بعين العداء إلى أيّ فئة من أبناء مجتمعنا، إنما العدوّ الحقيقيّ هو الاحتلال الذي يعمل على وضع أبناء الجولان في مواجهة بعضهم البعض وزرع الشقاق والفرقة لتكريس سلطته ودوره العدائي تجاه المجتمع، فالصراع الحقيقي هو ضدّ الاحتلال وليس ضدّ أبناء البلد".

 

التعليقات