31/10/2010 - 11:02

"شبابيك الغزالة " على أرض الغزالة


إفتتح يوم السبت (28-8 ) العمل المسرحي " شبابيك الغزالة " على خشبة مسرح ألأحلام في قرية معليا وذلك ضمن مشروع " طفل فنان". وقدم العمل ثمانية أطفال من حيفا بعد أن أمضوا أسبوعا كاملا في قرية معليا بمراجعات مكثفة وعاش طاقم العمل والأطفال ومخرجة العمل أسبوعهم في بيت القصة في الكنيسة في قرية معليا مما أعطى للتجربة عموما عمقا وتفردا متمزين .

وقد حضر العرض العشرات الذين توافدوا إلى قاعة مسرح ألأحلام المتواضعة وينتظر أن يقدم العرض في العديد من المواقع قريبا .
"شبابيك الغزالة " - هو الإنتاج الأدبي الثالث للكاتبة الفلسطينية د. سهير أبو عقصة داوود وهو عبارة عن مجموعة قصص ترو ي للقارىء ولأول مرة تفاصيل عاشها ألإنسان الفلسطيني مرحلة من مراحل خسارة الوطن داخل الخط الأخضر.. وتتناول معها قضايا إنسانية قلما تطرق لها كتاب فلسطينيين أو حتى عرب عموما ولا سيما أن الكاتبة تسرد حقائق من طفولتها . ولما كانت غزالة لدى سهير ابو عقصة هي رمز للوجود والبقاء العربي الفلسطيني في البلاد أخذت الفنانة فالنتينا أبو عقصة والتي عاشت ذكريات الغزالة على عاتقها المشاركة في بقاء الغزالة على مدى ألأجيال للتحمل مسؤولية مضاعفة وشاقة في إحيائها على خشبة المسرح فتساهم في محاولة تخليد هذا الرمز والتأكيد أينما سيذهب هذا العمل على بقائنا وإنتمائنا وحبنا لهذه البلاد وحقنا بالوجود على ارضها .

وعن شبابيك الغزالة ل د سهير قالت الحياة اللندنية\ عمر شبانة :" كاتبة من فلسطين المحتلة تكسر عزلة الأدب الفلسطيني في الداخل 1948 وتفاجىء قارئها بصوت جديد في كتابة تأملية حاشدة بالمعنى يروي حكايات الغزالة بلغة نثرية لا تخلو من بعض العبارات الشعرية المحلقة في فضاء المتخيل - لكنه المتخيل المنبثق من حياة شديدة الواقعية والحافلة بكل ما هو جوهري وعميق في هذه الحياة ."

ومما جاء للراحل شكيب جهشان : " أكثر ما بهرني في الكتاب صدقه الذي وصل إلى حد كبير من الشجاعة ... والموضوعات الواقعية ، والأسلوب الدافىءالحميم واللغة محببة أيضا وعلى الأخص تلك الألفاظ والتعابير المحلية التي اكسبت النصوص لونا وطعما متفردا . "
وضمن مشروع ( طفل فنان ) الذي أسسته الفنانة فالنتينا أبو عقصة في حيفا عام 2001 تخوض تجرتها في هذا الموسم مع ثمانية أطفال اعمارهم بين التاسعه والـ13 عام .. وعن ذلك قالت فالنتينا : "

من قرأ شبابيك الغزالة مؤكد أن روحه تغذت وأشبعت بالقدر العالي من الحنين أحيانا ومن ألألم احيانا أخرى من الدهشة للقدرة المتميزة للسرد ولمس أحيانا سخرية القدر .
وكان من الصعب جدا إعداد نصا منه لعمل مسرحي يعتمد على تقديمه مجموعة من الأطفال، إلا أن المسؤولية إتجاه جيل سبقنا وجيل سيخلفنا طغت على جميع العناصر والمكونات إنطلاقا من المحاولة الجادة والحثيثة المزدحمة بالصعاب والمعوقات، محاولة أخرى متقدمة في ( مشروع طفل فنان )لنرتقي بالموضوعات التي يتناولها الأطفال خاصة والكبار عامة في طرحها على خشبة المسرح الخشبة منبرنا الاول.. حيث المسرح مرآه لقضايا وحضارات الشعوب. في صعوبة النص والتعابير والموضوعات بالنسبة للاطفال أكتشف خلال عام تقريبا منذ أكتوبر الماضي ومنذ بدأت الإعداد ومنذ بدأنا نتناول موضوعاته مع الأهل والأطفال من خلال الورشات، ادركت وإزدادت قناعتي بالحاجة الماسة لهذه التجربية ليس من أجل عمل مسرحي كهدف بحد ذاته إنما هو غوص في البحث عن العدالة من خلال الصعب وغير المطروق فمع الأطفال نتحدث عن الموت.. الفقر.. العدالة.. المجزرة..أمور لا يمكن ان نسلخها، نتجاهلها، او نحيد عنها في هذا الزمن الصعب..وعندما تكون غزالة بطلة الشبابيك تحاكي ذكريات تقارب اعمارهم كان لا بد لهم ان يتعرفوا ويعرفوا الأجيال على وجودها رمزا للبقاء... لا نصنع في هذه التجربة نجوما على المسرح ولا محترفي تمثيل وليس هو هدفنا فالمشروع مع الأطفال محاولات تراكمية بعيدة المدى للوصول إلى حالة يكون المسرح فيها ذا قيمة ثقافية في مجتمع يفتقر إلى مسرح يحمل أبعادا إستراتيجية ويكون الطفل الاساس للأجيال اللاحقة نموذجا مستمرا حين يقف على الخشبة وحين يشاهد ".

ثمانية أطفال يقدمون قطعا أدبية وحالات إنسانية للكاتبة سهير تمتزج مع موسيقى الفنان حبيب شحادة حنا ويضيء المنصة الفنان نعمة زكنون يصمم مطبوعاتها الفنان رشاد ديك.

ويقف على المنصة ناشد عبد النور ، إيزيس إبراهيم ، ماريا زريق ، حنا حجار ،ميساء ضو ، جنان سبيت ، صادر صادر ، سامر مراد .

ويذكر أن المشروع والذي تبنته جمعية بلدنا في حيفا قبل أشهر لم يتلق منذ تأسيسه وحتى اللحظة أي ميزانية مخصصة وتعمل الجمعية منذ تبنته في محاولة جادة لإيجاد الدعم له ليتمكن من الإنطلاق وتنفيذه خارج حيفا وحيث ورد ان بلدنا تبنت المشروع "إيمانا من إدارة الجمعية بأهميته وضرورته للمجتمع العربي ولما يحمل من مبادىء تتوافق تماما مع مبادىء الجمعية ويكون نواة مرتبطة إرتباطا جدليا مع مشروع الشباب والبداية مع ألأطفال وهم عماد المستقبل . "

وفي نجاحات المشروع وقفزه فوق الصعاب بطموحة والمجهود الفريد الذي تبذله فالنتينا على كافة الأصعدة والنواحي متطوعة ومع الأهالي والعديد من الفنانين المتطوعين أيضا ومساندة المخلصين يكتسب جماهرية واسعة ,وإستعدادا لأن يخطو نحو مشروع ثقافي وطني. ويضاف هذا العام إلى رصيده مساندة الأسماء الجادة والمخلصة في مجتمعنا وأيضا بإيمان لصدق وحاجة المشروع ويذكر ، شركة نزارين تورز ، قهوة النخلة بالأكياس الحمراء . موقع عرب 48 ، بيت النعمة ، مسرح جبينه، مدرسة الكرمليت ، مسرح الأحلام ، مجلس محلي معليا ، شركة ترست العالمية للتأمين \ رام الله... والعديد من خيرة أبناء المجتمع... مما يشير إلى ان ما ترصده فالنتينا في هذه التجارب يذهب إلى إثراء ركيزة أساسية في مشروعها وهو إشراك أكبر عدد من من كافة ألأعمار والأماكن والشرائح لتحقق هدفا اساسيا وهو التواصل تحت شعارها المتميز " نبني الثقافة ، نبني الأجيال " .

التعليقات