17/09/2018 - 17:00

تجدد الجدل في المغرب حول منهجة اللغة العامية

تجدد الجدل في المغرب مع بداية العام الدراسي بشأن دمج اللهجة العامية الدارجة في المقررات الدراسية وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، والذي قابله أهالٍ مغربيون بانتقاد شديد، بلغ حد المطالبة بإقالة المسؤولين عن تبني هذا النهج في التعليم.

تجدد الجدل في المغرب حول منهجة اللغة العامية

(أ ف ب)

تجدد الجدل في المغرب مع بداية العام الدراسي بشأن دمج اللهجة العامية الدارجة في المقررات الدراسية وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، والذي قابله أهالٍ مغربيون بانتقاد شديد، بلغ حد المطالبة بإقالة المسؤولين عن تبني هذا النهج في التعليم.

وأثار هذا الجدل صورة في كتاب اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي، والذي فيه كلمات توضيحية بالعامية، إذ تداولها أولياء الأمور عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت معلقين عليها تارة بالسخرية والتهكم وتارة أخرى بالغضب والسخط.

وهناك توتر بين تيار المدافعين عن التعليم باللغة العامية وبين من ينحازون للفصحى، والذين هم بالأساس أولياء الأمور، الذين قالوا أنهم "يريدون تأسيس الأبناء وتنشئتهم تنشئة قوية تحفظ لهم هويتهم العربية".

ووصف حزب الاستقلال المحافظ إدخال العامية في التدريس بأنه "اختراق"، وقرر البرلمان المغربي استدعاء وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، سعيد أمزازي، لمناقشة مسألة المقررات التعليمية والمناهج المدرسية.

وبادر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بالتأكيد على تمسك الدولة باللغة الفصحى وعدم استخدام اللهجة العامية في التعليم، تعليقا على الجدل القائم.

وصرّح العثماني  لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه "لا يمكن أبدًا استعمال الدارجة في التعليم، أولا لأن اللغتين العربية والأمازيغية هما اللغتان الرسميتان في الدستور. وثانيا لأن القانون الإطار الذي يؤطر العملية كلها ينص على ضرورة التقيد باللغة المقررة في التدريس دون غيرها من الاستعمالات اللغوية، وذلك لقطع الطريق على استعمال الدارجة، وبالتالي لا يمكن العثور على تعابير أو جمل أو فقرات بالدارجة ضمن المقرر".

وأضاف العثماني: "فعلا هناك بعض المقررات توجد بها كلمات فيها نقاش. وهذا النقاش يجب عرضه على المتخصصين لإيجاد الحلول ونحن لا مشكلة لدينا للتراجع عن هذه المقررات والطلب من الوزارة التي أصدرتها بأن تتراجع عنها إذا كان المربون واللغويون واللجان المعنية، بعد استشارة المجلس الأعلى للتربية والبحث العلمي، يرون ذلك".

وقال مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية، فؤاد شفيقي، لرويترز إن "النص ليس فيه ولا تعبير واحد باللهجة المغربية، فيه مصطلحات وردت داخل النص بين مزدوجتين، الغاية منها هي أن يدرك الطفل اسم الشيء في علاقته بالصورة".

وفي المقابل، تعجب عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وأحد أبرز المدافعين عن إدخال اللغة العامية في المقررات الدراسية خاصة في سنوات التعليم الأولى، نور الدين عيوش، من الضجة التي أحدثها إدخال بعض المصطلحات العامية إلى الكتاب المدرسي.

وأوضح عيوش، الذي هاجمه نشطاء ودعوا لإقالته، لرويترز "المغاربة متخوفون من كل ما هو جديد، فاللهجة هي سوء تفاهم بين الأساتذة والشعب المغربي وبين لغته الأم، لأن كل بلد أينما كان في آسيا أو أفريقيا أو أميركا اللاتينية له لغته الأم وتُعطى لها أهمية كبيرة".

وأضاف عيوش أن الهوية لا تأتي من اللغة الرسمية ولكن من اللغة المتداولة، وقال: "نحن نعبر بالعامية ونكتب بها مسرحيات ونصوص سينمائية وشعر وإنترنت، و95% من المغاربة يتكلمون بها".

وأوضح: "نحن لم نقل أن تأخذ العامية مكان اللغة العربية، هذا خطأ. اللغة العربية لها أهميتها وكتاب وشعراء يكتبون بها وهي تُحترم، لكنها بقيت لغة جامدة ومنطوية على نفسها ولا تريد أن تنفتح على اللغات الأخرى ولا تغير قواعد النحو".

وتابع أنه "في العامين الأولين ما قبل الابتدائي يجب أن يستقبل الطفل بلغته الأم، حتى يحب المدرسة أكثر ويفهم الأشياء التي يدرسها الأستاذ، ثم نفسر له القيم والأخلاق التي رآها في البيت ولم تفسر له سواء من خلال ممارسات أو من خلال الأمثال الشعبية".

وأشار عيوش إلى أنه بعد إصداره معجما للغة العامية في 2016 سيصدر قريبا كتابا لقواعد النحو بالدارجة.

التعليقات