16/10/2022 - 19:35

فيلم "سلمى"... رسالة لإحداث تغيير في المجتمع بشأن العنف الأسريّ

يعكس الفيلم قصص نساءٍ قاضاهم المجتمع الذكوري، وفي الوقت ذاته، يوجهُ نقدا لتعامل الشرطة غير المسؤول، وعدم التعاون الكافي مع توجهات النساء، وكذلك تعامل الصحافة والمجتمع في المواضيع والقضايا المتعلقة بالعنف الموجه ضد النساء الفلسطينيات.

فيلم

من الفيلم

فاز فيلم "سلمى" بالجائزة الأولى عن فئة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان "حيفا الدولي للأفلام"، وأوضحت مخرجته سهيلة غطاس، وهي من بلدة الرامة الجليلية، إنها تهدف أن يمثّل فيلمها "رسالة إلى المجتمع وإحداث تغيير داخل هذا المجتمع"، في ما يتعلّق بالعنف الأسريّ.

ويشارك الفيلم في مهرجان "بورتلاند للأفلام"، كما أنه نال استحسانا كبيرا لدى الجمهور في العرض. ويروي الفيلم قصة سلمى، وهي طالبة جامعية طموحة في مُقتبل العمر، تعاني من العنف الأسري، وتطمح بعيش حياةٍ مستقلة وآمنة وبعيدة عن العنف.

ويعكس الفيلم قصص نساءٍ قاضاهم المجتمع الذكوري، وفي الوقت ذاته، يوجهُ نقدا لتعامل الشرطة غير المسؤول، وعدم التعاون الكافي مع توجهات النساء، وكذلك تعامل الصحافة والمجتمع في المواضيع والقضايا المتعلقة بالعنف الموجه ضد النساء الفلسطينيات.

وفي حديث لموقع "عرب 48"، قالت مخرجة الفيلم، سهيلة غطاس، إن "الفيلم يتحدث عن حياة فتاة عربية طموحة اسمها سلمى، وهو اسم مستعار مستوحى من قصة واقعية لفتاة تواجه العنف الأسري المنزلي، لأنها قررت أن تتمرد على واقعها، وتلتحق بالتعليم الأكاديمي، وتواجه تحديات جمّة، وبالتالي تلجأ إلى الشرطة لتقديم شكوى ضد شقيقها العنيف، رغبة منها في الشعور بالاستقلالية وبالأمان، ولكنها تقع ضحيّة جريمة قتل فظيعة تركت أثرا بالغا في نفسي".

يُذكر أن الفيلم الروائي مصوّر من وجهة نظر الضحية، أي أن الضحية في الفيلم غير مرئية وكل الممثلين يتعاملون مع "الكاميرا" على أنها هي الفتاة الضحية، وأرادت المخرجة من وراء ذلك إظهار أن الضحية هي غير مرئية بالنسبة للمجتمع، بالإضافة إلى أنه يمكن للمشاهد أن ينظر إلى الفيلم بقبعة أو بجسد الضحية "سلمى" لفترة زمنية تصل إلى ربع ساعة، وهي مدة الفيلم.

وقالت غطاس: "في العام 2018 قرأت خبرا عن مقتل فتاة على يد شقيقها، لأن أسلوب حياتها لا يروق له، وكان وجه الفتاة مألوفا بالنسبة لي وشعرت بأنني أعرفها، وتخيلت ما الذي مر عليها في يومها الأخير، وكيف كان شعورها وهي تواجه الموت؟ وجعلت نظراتها الأخيرة هي عين الكاميرا، ومن هنا ولدت فكرة الفيلم، خاصة حين أدركت بأن هذه الفتاة ستصبح لاحقا مجرد رقم لفتاة قُتلت بدون أن ننظر إلى هول ما مرّت وما واجهته هذه الفتاة".

مخرجة الفيلم سهيلة غطاس

وأضافت غطاس: "هو فيلم روائي قصير ومستقلّ مدته 15 دقيقة، من بطولة ماريا زريق، وفراس نصار، وأشرف برهوم، ويوسف أبو وردة، ونيكولاس يعقوب، وسوسن غطاس، وشادن قنبورة، وميلينا نجار، وآخرين. الفيلم من تصوير أشرف ديواني، وإنتاج سناء طنوس، والمشرفة الفنية سهى عرّاف".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي التجربة الأولى في الإخراج لمخرجة الفيلم سهيلة غطاس، التي درست موضوع الحقوق، وأن خبرتها الوحيدة والمحدودة في كتابة السيناريو تعلمتها من خلال المشاركة في دورة لكتابة السيناريو بإرشاد المخرجة سهى عراف التي شجعتها على تقديم سيناريو الفيلم القصير الذي أنتجته خلال الدورة، للحصول على منحة، وفعلا فاز الفيلم بمنحة صندوق "ماكور"، و"الصندوق الجديد للسينما والتلفزيون"، وهكذا استطاعت المخرجة سهيلة تمويل الفيلم.

وبعد فوز الفيلم بجائزة مهرجان حيفا الدولي، أصبح بالإمكان ترشّحه لنيل جائزة الأوسكار، كأفضل فيلم عن فئة الأفلام الروائية القصيرة المستقلة. وقد تم اختيار فيلم "سلمى" للجائزة الأولى من بين عشرات الأفلام المشاركة من نفس الفئة، وتتضمن الجائزة مبلغا ماليا رمزيا إلى جانب إمكانية ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار.

وختمت غطاس كلامها بالقول: "هدفي الحقيقي من الفيلم هو ليس نيل الجوائز، بقدر ما هو رسالة إلى المجتمع وإحداث تغيير داخل هذا المجتمع، وعرضه في ندوات وحلقات وبرامج، تنظمها الجمعيات النسائية في البلدات العربية وفي المدارس العربية".

التعليقات