أعلنت محرّرة قسم "الشعر" في مجلّة نيويورك تايمز، آن بوير، عن استقالتها من منصبها أمس الخميس، وذلك في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيليّ على غزّة.
ونشرت بوير نصّ استقالتها على موقعها الإلكترونيّ.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزّة، اتّخذت "نيويورك تايمز" موقفًا منحازًا لإسرائيل، حالها في ذلك حال معظم وسائل الإعلام الغربيّة الّتي اختارت الترويج لدعاية الاحتلال من دون تدقيق.
وقالت بوير في بيانها المنشور والموقع باسمها: "إنّ الحرب الّتي تشنّها دولة إسرائيل بدعم من الولايات المتّحدة ضدّ شعب غزّة ليست حربًا لأحد... ليس هناك أمان فيها أو ناتج عنها، لا لإسرائيل، ولا للولايات المتّحدة أو أوروبا، وخصوصًا لكثير يزعم الإسرائيليّون أنّهم يقاتلون باسمهم... المكسب الوحيد من هذه الحرب، للمصالح النفطيّة ومصنعي الأسلحة".
وتابعت: "إنّها حرب مستمرّة ضدّ شعب فلسطين، الشعب الّذي قاوم طوال عقود من الاحتلال والتهجير القسريّ والحرمان والمراقبة والحصار والسجن والتعذيب"، مؤكّدة أنّها ككاتبة تعتقد أنّ أقوى إجراء يمكنها اتّخاذه لإدانة الحرب هو الاستقالة، خصوصًا أنّها غير قادرة على الاستمرار في كتابة الشعر في ظلّ هذه الأوضاع.
وتعرّضت الصحيفة لحملة انتقادات واسعة، كان آخرها اعتصام كبير نظّمه متظاهرون في ردهة مقرّ الصحيفة في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث قرأوا أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيّين الّذين سقطوا جرّاء العدوان الإسرائيليّ.
ووزّع المتظاهرون أعدادًا من صحيفة صمّمت بعنوان "The New York War Crimes"، واتّهموا بها نيويورك تايمز وصحف أميركيّة أخرى بالتواطؤ في تبييض الإبادة الجماعيّة.
ودعا المتظاهرون هيئة تحرير الصحيفة إلى دعم وقف إطلاق النار في غزّة بشكل علنيّ.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطّع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكّان غزّة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطينيّ يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جرّاء حصار إسرائيليّ متواصل، فيما وصفت منظّمات حقوقيّة عديدة ما يحدث بأنّه "إبادة جماعيّة".
ومنذ 41 يومًا، يشنّ الجيش الإسرائيليّ حربًا مدمّرة على غزّة، خلّفت 11 ألفًا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلًا عن 29 ألفًا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسميّة فلسطينيّة.
التعليقات