13/02/2023 - 11:24

لماذا أغضب فيلم "بلانك بانثر" فرنسا؟

وأشارت أوساط مقربة من لوكورنو إلى "حالة غضب اعترت الوزير إثر مشاهدة الفيلم"، بينما تتهم فرنسا بانتظام روسيا بشن حرب إعلامية عليها من خلال التلاعب بالرأي العام حول تحركها في المنطقة

لماذا أغضب فيلم

(Getty)

أعلن وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، عن تنديده تجاه الجزء الثاني من فيلم "بلاك بانثر"، بسبب "الطريقة التي صوّر فيها الفيلم جنودًا فرنسيين"، كما جاء في تقرير نشرته فرانس برس. حيث صوّر الفيلم الجنود الفرنسيّين على أنّهم جاءوا لنهب موارد البلاد.

وكتب لوكورنو على تويتر "أدين بشدة هذا التجسيد الكاذب والمضلل لقواتنا المسلحة"، مضيفاً "أحيي 58 جندياً فرنسياً سقطوا وهم يدافعون عن مالي بناءً على طلبها في وجه الجماعات الإرهابية".

فيلم "بلاك بانثر: واكاندا فوريفر" للمخرج راين كوغلر الذي طُرح في الصالات العالمية نهاية العام 2022، يصوّر جنوداً فرنسيين أسرى راكعين أمام ملكة واكاندا، وهي مملكة خيالية، في زي مشابه للجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في مالي حتى آب/أغسطس الفائت. كذلك، يظهر الفيلم وزيرة فرنسية مفترضة في موقع المحاسبة على ارتكابات الجنود أمام الأمم المتحدة.

وأشارت أوساط مقربة من لوكورنو إلى "حالة غضب اعترت الوزير إثر مشاهدة الفيلم"، بينما تتهم فرنسا بانتظام روسيا بشن حرب إعلامية عليها من خلال التلاعب بالرأي العام حول تحركها في المنطقة.

وأقرت الوزارة بحرية "العمل الفني" في هذا الفيلم الذي لا تطلب فرنسا سحبه أو فرض الرقابة عليه.

وأفضى الانقلاب المزدوج في مالي عامي 2020 و2021 إلى إنهاء التدخل الفرنسي. وغادر آخر جندي فرنسي البلاد في نهاية آب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين، تسود برودة علاقة باريس مع باماكو التي استعانت وفق فرنسا بخدمات مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، وهو ما ينفيه المجلس العسكري.

ويندرج رد فعل الوزير أيضاً في إطار رغبة باريس في الرد على "روايات منافسينا" في إفريقيا، بحسب الوزارة. وفي هذا الكلام إشارة مباشرة إلى تدهور صورة فرنسا لدى الرأي العام في منطقة الساحل الإفريقي.

ووقعت مالي تحت الحكم الاستعماري الفرنسي عام 1893. وعين الفرنسيون "حاكمًا مدنيًا" للمنطقة، وأطلقوا عليها اسم السودان الفرنسي، ولكن استمرت المقاومة ضد الحكم الفرنسي.

التعليقات