12/07/2021 - 18:59

معرض "وأشرقت" في الناصرة.. احترافية بالتصوير ودهشة المناظر الطبيعية

هو ليس فنانا تقليديا وقد لا تجد نظيرا له في البلاد، حيث تعلّم فنون التصوير بجهوده الذاتية كونه يعمل في مجال التكنولوجيا المتطورة "هايتك"، وبدأت رحلته مع التصوير منذ نحو 8 سنوات وكرّس من الوقت والجهد الكثيرين لتعلم ومعرفة واكتساب

معرض

جانب من لوحات معرض "وأشرقت"

هو ليس فنانا تقليديا وقد لا تجد نظيرا له في البلاد، حيث تعلّم فنون التصوير بجهوده الذاتية كونه يعمل في مجال التكنولوجيا المتطورة "هايتك"، وبدأت رحلته مع التصوير منذ نحو 8 سنوات وكرّس من الوقت والجه لتعلم ومعرفة واكتساب مهارات التصوير من خلال الكتب والإنترنت.

واستهل المصور الفوتوغرافي، كريم خلف، ابن بلدة المقيبلة الواقعة في منطقة مرج ابن عامر، حديثه لـ"عرب 48" بالقول إن "بداياته كانت في التصوير المجهري الدقيق، كتصوير عين النملة أو أجزاء من الذبابة والتفاصيل الأكثر دقة، إذ لكل نوع من التصوير عالمه الخاص من حيث تقنياته وتحدياته التي تتطلب جهدا لاكتسابها ومن ثم إتقانها من أجل الخروج بصورة احترافية".

وأشار إلى أنه "تطلب مني ذلك إرادة ومثابرة لا حدود لهما، وقد برمجت نفسي على التعلم بما يحفظ لي طاقاتي وشغفي، ففي يوم أتعلم فنون تصوير المايكرو، وفي اليوم التالي أولي وجهتي نحو أحضان الطبيعة وفي يوم آخر أصطاد القمر".

الفنان كريم خلف

وقد برع خلف في تصوير القمر، فهو يبرمج لتصويره وإدخال عناصر أخرى إلى الصورة، وله في كل صورة مشروع طويل قد يستغرق أياما وربما شهورا ليحصل على اللقطة التي صنعها في مخيلته.

ويقيم المصور الفوتوغرافي، كريم خلف، في هذه الأيام أول وأكبر معرض شامل له في مركز محمود درويش الثقافي البلدي بمدينة الناصرة، تحت عنوان "وأشرقت"، وقد أدهشت الأعمال الفنية الغريبة والمثيرة كل من زار المعرض، إذ يصنع الفنان من كل صورة فنية مشروع ضخم بعضها يستغرق العمل عليها شهورا.

ويعمل الفنان خلف على تصوير المناظر الطبيعية منذ عدة سنوات، وشمل المعرض أكثر من 40 لوحة فوتوغرافية من الحجم الكبير، ومن المقرر أن يستمر المعرض باستقبال الزوار يوميا في ساعات الصباح وبعد الظهر على مدار الأسبوع باستثناء أيام الأحد.

وشارك في افتتاح المعرض جمهور غفير من المهتمين بالتصوير الذين يتابعون أعماله الفوتوغرافية المثيرة للإعجاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تركت أثرا لدى المشاهد العادي والمحترف على السواء، بينهم عدد كبير من أصدقاء وعائلة الفنان.

وطوّر المصور، كريم خلف، أسلوبا خاصا في التصوير، فلم تعد الصورة مجرد توثيق لمنظر طبيعي في لحظة معينة من حيث كمية الضوء والظل والتوقيت فحسب، إنما تدخل هو في المنظر الطبيعي من رؤية وزاوية لا يراها سواه، معيدا إلى الوراء حساباته الدقيقة في كمية الضوء وتوقيت اللحظة بدقة، ليضيف إلى المنظر الطبيعي أبعادا أخرى للمكان والزمان مستعينا بـ"الكومبارس – نماذج" شخصيات آدمية تملأ له فراغ المنظر الطبيعي الناقص في واقع المنظر الطبيعي، مشكلا لوحة فوتوغرافية مصّورة.

وفي إحدى لوحاته ترى قمرا بدرا ضخما في ليلة ظلماء يكشف ظلال ذئب في أعلى التل الجبلي، أو ترى ظلال شاب وفتاة والقمر بحجم كبير وضخم من خلفهما، أو ترى مجسم شبابيك وسلم خشبي تقف عليه فتاة صغيرة لتبدو وكأنها تفتح الشباك على مصراعيه كي تطل على القمر ذاته.

وطور الفنان كريم خلف لنفسه تقنيات تصوير وتشكيل تتداخل مع المناظر الطبيعية من خلال إضافة هياكل ومجسمات وديكورات وأفكار خيالية، وأخرى واقعية تجعل الصورة مدهشة ومثيرة للتساؤلات، كما لو أنه يعيد صياغة المنظر الكوني الجميل؛ وهو ليس مصوّر مناظر طبيعية فقط إنما هو يستحق لقب فنان بجدارة كونه "صنايعي" ومهنيّ في عمله التصويري، فلا يستخدم المؤثرات "الديجتالية – الرقمية" التي توفرها له الكاميرا من فلاتر تغيير الألوان وغيرها.

وتأكيدا على الجهد الذي يبذله قال خلف في حديثه بافتتاح المعرض الذي شارك فيه رئيس البلدية علي سلام، وشخصيات فنية، إنه قبل أن يلتقط الصورة التي خطط لها في مخيلته يقوم بزيارة ومعاينة الموقع الذي سيلتقط فيه الصورة عدة مرات، ويرصده من جميع الزوايا المتاحة، وفي جميع الأوقات لكي يختار الوقت والزاوية المناسبتين، حتى لو اضطر إلى المبيت في الموقع، أو قضاء عدة أيام في العراء.

واختتم الفنان الفوتوغرافي حديثه قائلا إنه "يتعرّض لانتقادات أحيانا بادعاء أنه يستخدم التقنيات والبرامج المحوسبة في تعديل الصور التي يلتقطها، خصوصا تلك التي تبدو أشبه برسومات فنية، لكنه ليس فقط ينفي هذا الادعاء، وإنما يقوم بتوثيق كل صورة له بمقطع فيديو يرصد عملية التصوير كاملة وبكل تفاصيلها وحذافيرها منذ اللحظة التي تخطر بباله فكرة الصورة حتى لحظة إتمامها وهو أمر أثار اهتمام جميع من شاهدوا معرضه المميز. فهو يرفق مع كل صورة مقطع فيديو يظهر كيفية التقاط الصورة بكل تفاصيلها ليبين للمشككين وبشكل قاطع أن الصورة طبيعية وحقيقية وخالية من أية تعديلات أو تقنيات محوسبة".

ويحرص خلف، على أن تكون جميع صوره في فلسطين التي يعشق أرضها وترابها، سواء في الداخل أو في النقب أو في المناطق المحتلة وأجمل صوره الطبيعية التقطها في ضواحي مدينة الخليل لمناظر طبيعية فائقة الجمال والروعة.

التعليقات