د. هشام شرابي.. بطاقة / السفير

د. هشام شرابي.. بطاقة / السفير
› أحد أبرز المفكرين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من ألمع الأسماء الفلسطينية في الغرب الأميركي. ويعتبر، الى جانب إدوارد سعيد ووليد الخالدي وإبراهيم أبو لغد ونصير عاروري، أشهر من دافع عن القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة.

› وُلد في يافا سنة 1927، وأمضى طفولته في عكا، ودرس في مدرسة <<الفرندز>> في رام الله. ثم انتقل الى المدرسة الاستعدادية في بيروت )ة( سنة 1938، وتخرّج فيها سنة 1943. وتابع دراسته في الجامعة الأميركية التي نال منها البكالوريوس في الآداب سنة 1947.

› درس على شارل عيساوي وشارل مالك، لكن أستاذه الحقيقي كان أنطون سعادة. ولهذا الانتماء قصة تروى: في البداية كان هشام شرابي قومياً عربياً، وانضم الى <<الحركة العربية السرية>> التي كان قائدها قسطنطين زريق. ومعه كل من شفيق جحا وكاظم الصلح وواصف كمال وممدوح السخن ودرويش المقدادي وغيرهم. وقد كلفه أستاذه شارل عيساوي بوضع دراسة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي. وكانت هذه الدراسة الباب الذي ولجه شرابي لينتقل من الفكرة العربية الى الفكرة السورية بتأثير مباشر من أنطون سعادة. ومنذ ذلك الوقت صار من المجموعة اللصيقة بسعادة.

› أحب فتاة بولدنية تدعى هيلدا في الجامعة الأميركية، لكنه تزوج سنة 1955 امرأة أميركية من أصل فرنسي وله منها فتاة اسمها ناديا. ثم تزوج ثانية امرأة أميركية وله منها ليلى.

› غادر الى الولايات المتحدة سنة 1947 والتحق بجامعة شيكاغو التي تخرّج فيها حاملا الماجستير سنة 1948. لكنه لم يلبث أن قطع دراسته وعاد الى لبنان ليكون الى جانب أنطون سعادة ويتسلم مسؤولية عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب.

› سقطت فلسطين بأيدي الصهيونيين بينما كان مقيماً في بيروت. وكان قد غادر مدينة يافا في سنة 1947، ولم يتمكن من رؤيتها ثانية إلا سنة 1993، ثم زارها للمرة الاخيرة في أيار 2001 لتوديع صديقه إبراهيم أبو لغد وقد رافقه في هذه الزيارة الاخيرة الدكتور عزمي بشارة.

› كان الى جانب أنطون سعادة عندما غادر لبنان سراً الى دمشق أواخر حزيران 1949. وكان آخر لقاء له معه قبل يومين من اعتقال سعادة في دمشق وتسليمه الى السلطات اللبنانية التي سارعت الى إعدامه غيلة في 8/7/1949. وقد فجع لهذه الجريمة، واضطر الى مغادرة دمشق الى عمان حزيناً وغاضباً.

› سافر الى الولايات المتحدة الأميركية والتحق بجامعة جورجتاون، وحاز الدكتوراه سنة 1953. وفي هذه الأثناء استمر ناشطاً في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان يراسل مجلة <<الجيل الجديد>> و<<البناء>> من نيويورك وواشنطن الى دمشق.

› استقال من الحزب السوري القومي الاجتماعي في 22/4/1955 أي بعد اغتيال عدنان المالكي مباشرة.

› عمل أستاذاً للتاريخ الأوروبي الحديث في جامعة جورجتاون، وترأس تحرير <<مجلة الدراسات الفلسطينية>> (بالإنكليزية) في واشنطن من أوائل الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات.

› تحول من الليبرالية الى الماركسية بعد سنة 1967. وجراء الهزيمة المدوية أعاد قراءة كارل ماركس، واكتشف كيف أن الثقافة المسيطرة في الولايات المتحدة قادرة على إخضاع عقيلة الفرد لقيمها، وأدرك ان الخطوة الأولى في التحرر هي التحرر الذاتي والتخلص من عبودية الفكر المسيطر، وصارت كلمة <<الثورة>> هي المفتاح السحري للتغيير. وهكذا بدأ عالم جديد يتكشف أمامه، عالم فكري فسيح يمتد من ماركس الى ماركوز. وفي هذه السنوات الخصبة أبدع نحو خمسة عشر كتاباً أبرزها: <<المثقفون العرب والغرب>> (1971)؛ <<مقدمات لدراسة المجتمع العربي>> (1975)؛ <<الجمر والرماد>> (1978)؛ <<البنية البطريركية>> (1986)؛ <<النظام الأبوي>>؛ <<النقد الحضاري للمجتمع العربي>> (1991)؛ <<صور الماضي>> (1933).

نعاه كل من: محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، وزارة الثقافة الفلسطينية والوزير يحيى يخلف، الحزب السوري القومي الاجتماعي، نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، جمعية الجذور الفلسطينية.


يشيّع الكاتب الراحل، غدا، في موكب ينطلق من أمام مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، عند الساعة الحادية عشرة ظهرا، ويصلى على جثمانه في مسجد البسطة التحتا، ثم يوارى الثرى في مدافن الباشورة.

تقبل التعازي، بعد الدفن وطيلة يوم الأحد في 16 الحالي، في نادي خريجي الجامعة الأميركية رأس بيروت.

التعليقات