22/03/2011 - 21:08

اوتوبيوغرافيا (23\9\2010-18\3\2011)../ بيروت حمود

الهزيمة؛ الحراك الفوضوي في ضجة البنادق الممتشقة بغير قضية

اوتوبيوغرافيا (23\9\2010-18\3\2011)../ بيروت حمود

استنجد بأسراب النحل التي تطن في رأسي : كفى ضجيجًا.
***
الروافد تتشعب، تمتد وليس لها وجهة محددة تصب فيها ولا نهر.
***

أقلب صفحات صفراء باهتة باحثة عن نصر في عينين صقريتين بيد أني أذكر نفسي بتقبل النتيجة فالصفحات من اختصاص الخريف:
الشحوب والملل.
أجد خبرا عن الشهيدة زينب التي استشهدت في 4\10\2004 وفي العنوان استشهدت والحجاب يزين رأسها، بعد أن فجرت نفسها بعبوة ناسفة كانت تحملها على متنها إذ أوقفها جنود الاحتلال قرب المحطة المركزية في القدس المحتلة.
وقد كتب في الصفحة:"انظروا إلى العفة، رغم قطع عنقها، لم ينتزع منها الحجاب، الحجاب جمال والعري قبح، صورة جد معبرة.. حبيت أوريكم ياها".!!!!!
لا أطالب بحق النفور أو التعليق إذا أن قدمي تنزلق وعلبة فيها عشرات البطاريات كنت أجمعها حرصًا على سلامة البيئة تسقط فوقها!
***
لا تتجنبين النظر إلى صورتك على صفحة النهر، كما كان الزولو يفعلون خوفًا أن تبتلعهم التماسيح.
لا تنظرين إلى نفسك في البحر أو النهر كما نرجس الإغريقي.
ليست هذه فسحة للتناقض.
إنه الخريف ودعوة عامة للبؤس.
تقول لنفسها بعد أن أفلحت في اغتصاب حق المرآة الصباحي بساعتين من التحديق. إذ طالما اقتنعت أن المرآة تنظر إليها لا العكس.
***
هل حقًا اشتموا الحرية؟!.
لا، يجيبها. لأنه يعرف أن ليس ثمة نهر تصب فيه الذاكرة وليس ثمة نافذة مشروعة أمام الصدر المختنق.
***

إن الكذب من مشتقات الإيمان، كأن تقول إن حفرة القبر الموحشة الباردة قد أنيرت بملائكة الرحمة والغفران.
أنك لا تعرف أصلا ما هو النور لأن داخلك مظلم بالرتابة والملل.
***
الخاتم.
تحت قمصان جدكِ. قالت لي وهي تبتسم.
بحثت تحت قمصان جدي ولم أجد شيئًا لأن جدي مات.
أصلاً نسيت عمّا كنت أبحث.
يوم عيد ميلادي التاسع عشر.
***
ضمت الكتاب المقدس إلى صدرها بعد أن قبلته وضمنت مخبئًا دافئًا بين سِوَرِه لرسالتها التي كتبت فيها إلى الله أن يشفيها من مرض السكري والتهاب، الكبد وأن يعيد رجلها إلى الحياة فتمشي من جديد. وسالت دمعتان ورديتان تكفيان لرفعه إلى مكانة الجبين المقدسة.
أما أنا فكفرت ألمًا لأن سبابة الإله حفرت حفرة في صدري.
***
الآن أنا أفكر؛ هذا لا يعني أنني موجودة إلا عندما ينتبه أحدهم إلى صمتي المفرط فينادي:
بيروت.
أصرخ : نعم !.
الأمر الذي يدعو للدهشة.
***
الهزيمة؛ الحراك الفوضوي في ضجة البنادق الممتشقة بغير قضية.
أما الانتصار فهو الرماد، والرماد عكس معناه فهو البدايات الشائكة، وكل بداية شائكة هي انتصار لا مفر ولا مناص منه وأما القضية فهي استغلال القهار للمقهورين.
والنتيجة :إسقاط النظام تحت أقدام المظلومين.
نشرة الأخبار اليومية: نشوة الانتصار.
***

عندما تغضب لا تضرب رأسك بجدار ما، فمن واجبات الجدران أن ترد الصاع صاعين. هذا ما تعلمته في هذا الصباح.
***
شمس، جبل، أشجار، سماء صافية - ظل الله.
ماذا تريد أبعد من ذلك أيها الإنسان العجيب المفرط الشكوى دائم التذمر..؟ ما أطمعك!
لست أكثر مزاجية وتناقضًا من خالقك. ما أجملك!
هذا ما يجعل السعادة تسري في شراييني ويشرئب عنق قلبي فرحًا.
أما طائري فقد أخذ على عاتقه ترتيل أغنية المغيب.
وأنت أيها الحب المقيم في إطار الصورة الرمزي وخلف الأسلاك الشائكة لماذا ترغب دومًا في نهش قلبي..؟
كم أحبك !.
 

التعليقات