03/06/2011 - 02:10

كوكبُ آخر / محمود ماضي*

أعمى هذا التختُ الذي أنامُ عليهِ وحدي، ووحدي في جواري هَزَّ هَزيمتي، وكأني في صحرائه أعمى يشدُّ خطاه إلى حيثُ لا يعرفْ.

كوكبُ آخر / محمود ماضي*

 

- عدسة الفنان الفلسطيني محمود جعبري -

فيلٌ صغيرٌ مجنّح

)إلى طفلين يكبران الآن في غزة، كريم وميار(

الطفلُ الذي خرجَ صباح الحرب إلى الشّارع
حدّقَ بإصبعِه في وجهِ طائرٍ، 
وقالَ... حمامة!
قالت، ما أنا كذلكَ، ولا صوتيَ هديلْ
قالَ بلى
صرختْ
سقطتْ بنايةٌ على يمينِه تلثمُ فمَ الشارعْ

قالَ... إوزّة؟
قالت، ما بياضيَ ناصعٌ مثلها
قال بلى
صرختْ
حُفِرَتْ في آخر بصرِه حفرةٌ، لسانُها غبارْ

قالَ... فيلٌ مجنّح؟
قالت، ما خفّتي تنحازُ إلى فيلِ خيالكَ
قال... فيلٌ صغيرٌ مُجنّح!
قالت، ما كنتُ صغيرةً يومًا، ولا سأكون
قال بلى
صرختْ
تساقطت أسلاكُ الكهرباء، أفاعٍ حولَه

قال... 
قالت: قلْ
قال، عَجِزْتُ 
دارت حولَه منتشيةً.. وكالبلهاءِ ضحكتْ.

دوار
كوكبٌ آخرْ،
هذا ما يدور الآن في ذهني، الكوكبُ يدورُ في ذهنيَ الآنَ، يدورُ كآيةِ الصوفيّ في التوحّدِ مع أناه، يدورُ كصوتِ الديكِ فوقَ نوافذِ الليلْ. يدورُ كالغناءِ في جسدٍ راقصْ. يدورُ كفكرةٍ في ذهنِ شاعرْ. يدورُ كالنايِ داخلَ شفةِ العشق. يدورُ كالعينِ في اتساعِ حدقةِ أعمى. يدورُ كالمجرّةِ في حضنِ مجرّة.
كوكبٌ آخرٌ، 
في ذهني الآن.

 

عقرب

أفتحُ دفترًا مهملاً على الطاولةِ، 
أرى بحرًا، ونوراسَ، ومركبًا وحيدًا
أقلِّبُ صفحاته
تهبُّ العواصفُ، والرملُ يُعمي

أسهو دون إغلاقه..
فيقرصني عقربْ.

 

أعمى

هذا التختُ الذي أنامُ عليهِ 
وحدي، ووحدي في جواري
هَزَّ هَزيمتي، 
وكأني في صحرائه 
أعمى 
يشدُّ خطاه إلى حيثُ لا يعرفْ.



* شاعر من غزة 
mahmod_madi@hotmail.com 

التعليقات